الفتى الذي يشبهك!

5 0 0
                                    

فتحت الباب.. ورغم أني جهزت أعذاري الا أني لم أستطع تحريك شفاهي وترديد الكلمات.. يوبخني الأستاذ.. يعلمني أني متأخرة بنصف ساعة وأن المحاضرة تكاد تنتهي.. "يجب على الطالب أن يلتزم بواعيده ليكون ناجحا".. أتخطى كل ما قاله كأنها أسطوانة عالقة لا تنفك تعيد نفس المقطع!.. وأود لو أقول أيمكنني اللحاق بذلك الفتى؟! أشعر كأني سأضيع علي ما كنت أبحث عنه..! أرجوك دعني أخرج..! ولكنه ينهي كلامه ويقول "هيا اجلسي بسرعة".. أتحرك كدمية آلية وأجلس على الكرسي الفارغ هناك بآخر الصف يصلني نسيم بارد.. أود أن أستسلم وأبكي.. الا أني أخبر نفسي بكل عجز "أنه ليس الوقت المناسب ولا المكان الصحيح لفعل ذلك!" أتماسك.. وأدرك أن الشيء الذي نسيت احضاره كانت ابتسامتي.. نسيت أن أبتسم.. أقنعني أنه يجب علينا أن نبتسم قدر الإمكان!.. فالناس لن يحبو رؤية أشخاص عابسين طوال الوقت..!! كما أننا لا نزال في بداية اليوم.. لازال أمامنا أربع محاضرات أخرى!!
أتخيله يفتح الباب بينما يحمل كوب قهوة باردة.. تشبه برود ملامحه حين اصطدم بي آنفا.. يعبر ذلك الباب دون أن يضطر لتبرير تأخره أو السماع لتلك الأسطوانة المعطلة!.. يجد مكانه بجانبي.. يجلس بهدوء.. يضع كوبه على الطاولة برفق.. يستخرج دفتره وقلمه.. يرتشف حينً من قهوته وحين أخرى يدون شيئا ما على دفتره!.. يخلل النسيم البارد شعره البني!.. ويبدو مستمتعا بالمحاضرة.. ألتفت لأراه... أعلم جيدا أني سأجد ذلك المقعد فارغا.. الا أني ألتفت لأراه.. فمابال خيبة الأمل هذه..! سيكون من الأفضل أن لا يتحقق هذا الأمر.. والا سأغرق في خيباتي.. وسأتوقع أنك ستشببه في الشعور والاهتمام.. والحب!
تمر ثلاث محاضرات ولا أعي بمرور الوقت!.. أتمنى أن أعود لغرفتي لأنام بجوار قطي.. وأن أنسى كل ما رأيته وتذكرته اليوم.. وقت المحاضرة الأخيرة ساعة ونصف.. في أحسن الأحوال سيتطلب شرح الدرس أقل من ساعة والاجابة عن الأسئلة خمس دقائق لثلاثة طلاب متفوقين.. في العادة تأتي أسئلتهم كمتاهة طويلة يتطلب الخروج منها العديد من الأسئلة وجواب واحد!.. حسنا إن لم يضف شخص آخر علامة استفهام أخرى لربما يسمح لنا بالخروج!.. أخربش على دفتري أعرف أني أريد أن أرسم مشهد الاصطدام اليوم.. أمنع نفسي من التعلق بشخص عابر.. أقنع نفسي أني يستحيل أن أراه مجددا.. أتطفل على هاتفي.. لا شيء مثير للاهتمام.. ألقي نظرة خاطفة على ساعتي.. مرت عشرون دقيقة.. لقد بدت كما لو أنها أربع ساعات.. حسنا لنحاول أن نفهم قليلا.. يدق الباب على حين غرة.. يعبر أحدهم.. يومئ الأستاذ بكل موافقة وهدوء.. ألتفت لأرى.. يحمل كوب قهوة باردة.. يجد مكانه بجانبي.. يجلس بهدوء.. يضع كوبه على الطاولة برفق.. يستخرج دفتره وقلمه.. يرتشف حينً من قهوته وحين أخرى يدون شيئا ما على دفتره!.. يخلل النسيم البارد شعره البني!.. أريد أن ألتفت لأصدق ما أراه.. ربما نسج خيالي الحلم نفسه مجددا!.. ولكني لا ألتفت.. أخاف أن لا يكون المقعد فارغا.. وأنك حقيقي..!
________________________________________
يتبع..

!________________________________________يتبع

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
وهمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن