بوح..!

3 0 0
                                    

فليس كل ما يشعر الإنسان به يمكنه البوح به.. وحتى ان أمكنه البوح، فالصمت أحيانا أكثر بلاغة من الكلمات..! هذا ما قاله أحدهم.. لم أصدقه حينها.. ولكن اليوم أظن أني أفهم ما يرمي اليه.. لحظة رفعت رأسي نحوك رأيت عيناك من ذلك القرب.. ربما هي مرتي الأولى التي أرى فيها الأخضر الذي يلونهما.. مرتي الأولى التي أسمع فيها بوح عيناك لي بشيء ما!!.. لم تكن خيالا.. ولا شخصية من صنع أوهامي.. أنت موجود حقا..! ولا أزال لا أفهم لماذا تشبهه لهذه الدرجة..! قلت لي بصوت يشبه الهمس" لقد وصلنا.. هل ننزل؟" هززت رأسي بهدوء على الرغم من تراكم أوهامي.. فكرة بينما أخطو خطوات متثاقلة خلفك هل علي أن أصرخ غاضبة وأقول كلاما غير منطقي يشبه" هل تتبعني!؟ لماذا كل ما التفت وجدتك حولي؟! ماالذي تريده مني!؟" أو ربما كان يجب أن أختصر كل هذه المأساة وأقول" أرجوك دعني وشأني لا أريد رؤيتك وأنت تغادرني مرة أخرى..!" تكدست تلك الكلمات وأصبح من غير المريح التفوه بأي منها.. لا أعرف أشعر أني لو قلت كلمة خاطئة ستسيء فهمي.. وتتكرر النهاية.. تبدو غريبا عني على الرغم منك.. تبدو قريبا مني على الرغم من بعدك.. كأني لو مددت يدي سأتمسك بك.. تمام كما نحاول الامساك بغيمة عابرة..
كنا قد تأخرنا عن المحاضرة ساعة كاملة ولا أظن أن الأستاذ سيسمح لنا بالدخول هذه المرة..! أردت أن تتوقف أفكاري.. أن أفكر في الرواية التالية التي سأقرأها هذه الليلة..! لم أرد أن تتردد ذكرى عيناك بمخيلتي.. لم أود السماح لذلك الإعتراف الصغير أن يوقعني في الفخ مرة أخرى..! لحظتها التفت نحوي وتوقفت أمامي بعد خطوة واحدة صغيرة وتقدمت أنا نحوك بخطوة جاءت على حين غرة بدت لي أنها أكثر مما تستحقه.. تلاقت أعيننا.. حل الصمت.. خلل النسيم البارد أوراق الأشجار.. مر السنونو مغردا فوقنا انه فصل رحيله.. لماذا اذا يأبى أن يغادر.. قلت لي بهدوء: "ماذا سنفعل الآن؟ لقد تأخرنا" ابتسمت لبساطة سؤالك.. بينما بدا لي أني الوحيدة التي أبالغ في تفكيري.. حسنا ربما هي فرصتي.. فرصتي لأخبره بكل شيء لأن يتوقف كل هذا الهزل.. لقد اكتفيت.. تقدمت نحوه عازمة على اخباره نظرت الى عينيه وقلت "حسنا ربما ما ستسمعه الآن ضرب من الخيال.. ربما لن تصدقه.. وربما ستظن أني مجنونة! ولكن.. رفعت يدي نحو خده وقلت.. أنت تشبهه بكل تفاصيله.. لطالما أردت أن أخبرك بهذا.. ولكن كنت أتردد في كل مرة.. أعلم.. لقد ضيعت الكثير من الفرص.. ولكن حين رأيتك ممددا على الأرض وحولك الكثير من الدماء.. لقد ندمت كثيرا! أنا أردت دائما أن أعترف.. اردت أن أصرخ بها دائما.. آسفة لأنني لم أفعل.. آسفة لأنني تأخرت كثيرا.. أنا.. لقد.. اشتقت اليك كثيرا هلا تأتي الي؟.."

"

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Jul 04 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

وهمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن