حين كان كل شيء بخير

14 0 0
                                    

الاستيقاظ في منتصف الليل.. البحث عن مناديل ورقية تحت الوسادة.. النظر للسقف لساعات طويلة متأملة العتمة.. وضع يدي اليسرى على صدري ليهدئ ما أحمله بداخلي.. كل هذا أصبح روتينا سيئا أود أن أخرج منه ولكني أغرق فيه كلما حاولت بجد.. كان الاستيقاظ في اليوم التالي بعد كل هذا أمرا مرهقا.. كان وجهي منتفخا وعيناي متورمتان.. ولا أقوى على الحركة لا أحد يتحملني لا جسدي ولا عائلتي!..
أضع مستحضرات التجميل لأجمل المآسي التي أحملها ولأخفي حكايات الهالات السوداء تحت عيني!! أرتب الأشياء التي أحتاجها في حقيبتي.. أرتدي ثيابا واسعة جدا.. أخرج متأخرة بعشر دقائق من مغادرة الحافلة التي كانت ستوصلني للجامعة في الوقت المحدد.. لكني وفي اليوم الأول لي سأتأخر نصف ساعة!.. لا آبه بكل هذا! لست مسرعة.. ليس لي من ألاقيه بكل شوق بعد العطلة الصيفية التي بدت كأنها لن تنتهي.. لذلك أمشي بروية بينما سماعات هاتفي تروي لي أغنية تحمل قصة دامية.. رغم الصوت المرتفع عن حده الا أن فكرة أني نسيت شيئا ما لا تغادرني هذا الصباح.. أتوقف لبرهة.. أفكر.. ألقي نظرة خاطفة على حقيبتي.. بطاقة الطالب موجودة.. دفتر وقلم رصاص..مناديل ورقية.. بعض العملات النقدية.. ماذا نسيت اذا؟ أحاول تجاوز ذلك الشعور المخيف وأكمل سيري! أصعد الحافلة.. لا أجد مكانا للجلوس.. أقف أتمسك جيدا بمقبض اليد! أخرج هاتفي.. أفكر! كم سيكون رائعا لو وجدت من أتصل به وأخبره أني في طريقي! أو انتظرني لا تدخل المحاضرة حتى أصل!.. أبتسم.. فيظن البعض أني محظوظة..! أغير الأغنية.. أعيد الهاتف مكانه.. وأفكر بك طوال الطريق! تتوقف الحافلة بعيدا عن كليتي ببضع خطوات.. أمشي وأنا أفكر هذه المرة كيف سأفتح ذلك الباب! أي الأعذار سأقولها في أول محاضرة لي! "لم أستطع الاستقاظ باكرا" أو ربما "تعطلت بنا الحافلة في منتصف الطريق" حتى ان لم تجدي هذه الأعذار نفعا سأخبره أني... مهلا لحظة لماذا تأخرت؟ متأكدة أني استيقظت باكرا! تبا! يجب علي أن أغير قائمة الموسيقى.. التي لدي باتت بالية الآن، اني أحفظها جميعها عن ظهر قلب!! أمسك هاتفي.. أنظر اليه محاولة تغيير القائمة لأخرى أكثر حيوية.. بينما أستمر بالسير مسرعة.. وفجأة تصطدم كتف أحدهم بي. أرفع رأسي.. أكاد أشتم.. ولكني عاجزة عن ايجاد أي كلمة في عقلي.. كما لو أنه تم مسح كل اللغات والكلمات التي تعلمتها.. لقد كان يشبهك حد الجنون..!
_________________________________
يتبع

!_________________________________يتبع

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.
وهمحيث تعيش القصص. اكتشف الآن