الفصل الخامس و العشرون....
صعدتا معا بالخلف و قالت سولاف قبل ان يصعد وسام:" لم اشأ ان ترككما وحدكما معا..... ادرك مدى خطورة ذلك..... انا اقترحت على المدام الرفقة هذه"
عندما صعد وسام و قام بتشغيل السيارة لمحته يرتب المرآة بطريقة مغرضة حتى التقت عينيهما فخفضت بصرها و شبكت يديها.
انطلقت السيارة بسرعة متوسطة و تطلعت جنى من خلال النافذة و تنفست بارتياح و هي تشاهد مناظر ليس لها مثيل .. شعرت انها لاول مرة تشاهد هذا الجمال منذ اتت الى اللاذقية ...كأنها كانت عمياء كل الفترة التي قضتها هنا و بدأت ترى الجمال و الحياة لتوها خصوصا في هذا الوقت من اشهر السنة.... شهر مارس اوشك على نهايته و بدأت الخضرة تنتشر في كل مكان ...... مراعي جميلة و مرتفعات مغطاة بالخضرة بعد ان كانت تغطي الثلوج معظمها في ذروة البرد ..... ناس هنا وهناك و اطفال اصحاء يهرولون و يمرحون و كأنهم يثيرون مشاعر عند الاب و الابن معا.
كان فادي يخرج ذراعه من النافذة و يلوح لهم ببطء و كأنه يتمنى ان يعيش........ يعيش فقط.
و وسام يتطلع اليه بين الحين و الاخر و هو متظاهرا بابتسامة الكبرياء ..... ان وسام يتظاهر بالكبرياء و هي تشعر ان داخله منكسر لمرض ولده الوحيد...... تذكرت سيرين ابنتها و شعرت بشيء من الحزن فقد اشتاقت لها كثيرا و اضطرت ان تتركها في هذا الوقت و هي بأمس الحاجة اليها قربها... تمنت ان تكون اليوم بحضنها انا اسفة يا ابنتي لم احرز اي تقدم ابدا ... تركتك من اجل لا شيء.....
انا عاجزة كأنني مشلولة كلما تقدمت خطوة رجعت اخرى .... كأني غير قادرة على المواصلة انا اراوح بمكاني ....
رفعت بصرها و تطلعت خلال المرآة الى عيني وسام المركزتين بالطريق امامه و هزت رأسها ببطء ياويلها انها تشعر بالضعف و لاتدري لماذا هي هنا اليوم؟... بدت عيني عدوها هي نقطة ضعفها !استمتعت بذلك الطريق القصير و تجنبت النظر بالمرآة و حاولت ان تبعدالافكار السلبية عنها مؤقتا على الاقل لعلها ترتاح من الصراعات و التضاربات التي اتعبتها .....
انتبهت لوسام و هو يشرح لفادي بعض المعلومات عن الطريق و عن وجهتهم و يخفف السرعة قدر الامكان لانه يقصد مدينة صلنفة التي تبعد 17 كم عن شمال اللاذقية فمسافة الطريق بسيطة و هو متعمدا ان يستمع قدر الامكان بالطريق.خفف السرعة اكثر عند منطقة رائعة الجمال ......حجبت الغيوم اشعة الشمس ليحل الفيء الارجاء و شعرت ببرودة الطقس هنا .. كانت المنطقة مكتظة باشجار اللوز و البلوط و استفادت من المعلومات التي يلقيها وسام لفادي متجاهلا وجودهما بالخلف و كأنه مع فادي و فقط ..
صرخ فادي فجأة و هو يشير باصبعه الصغير الى الامام : "سنجاب..... انه هناك اختفى خلف الجذع يا ابي"
ابتسمت و قال وسام بثقة: "و سأريك القنفذ و الارانب البرية و ......... و"
و تظاهر بالخوف وقرب يديه من فادي بحركة ليخيفه مواصلا: "و الذئب و الضبع ايظا"
أنت تقرأ
رواية انتكاسة قلب لكاتبة هند صابر
Romanceلين و هي تدفع وجهها بانفعال و تنبيه: "ايتها المجنونة ماذا دهاك؟....... اصحابك استغربوا موقفك...... جنى.... اين سرحت؟..... اين شردت هذا ليس معقولا!" عضت على شفتها و ادارت بصرها الى لين و كانت عينيها غارقتين بالدموع و حمراوين بشدة ثم قالت بصوت مبحوح و...