الفصل الثانى والعشرون

255 14 0
                                    

الفصل الثاني و العشرون.........

اغمضت عينيها عندما وضع يده على كتفها و بسرعة التفتت و ابعدت يده ...... قطب جبينه من حركتها هذه ثم رفع حاجبه و تأملها بابتسامة ساخرة قائلا ببراءة: "العفو يا انسة"
خفضت بصرها متضايقة من تلميحاته السخيفة ثم رفعت بصرها بسرعة واتسعت عينيها على اشدهما بوجهه عندما قال بصوت خافت: "تعالي الي الليلة"
جرحها عرضه رغم انها مادلين العابثة و ليست جنى الحاقدة المنتقمة مادلين التي كان الاجدر بها ان تفرح بعرضه و بسحب قدمه اليها .... هيا ياوسام اظهر على حقيقتك اكثر و اكثر و بين لي مدى اتساخ اعماقك .... زوجتك في الغرفة الاخرى تعاني من جرحك و فقد جنينها و انت هنا تفكر بغريزتك و تشرع في الخيانة ... استجمعت قواها و قالت بمراوغة: "لا اقدر"
زم شفتيه و احتدت نظرته و نظر الى الباب و كأنه يهم بالانصراف الا انه اعاد بصره و قال بتمعن: "لماذا؟... لم يكن ذلك رأيك قبل مدة قصيرة.... كنت تلمحين لي با لكثير؟...... ان شئت اذكرك.... انا اريدك ..... قلت لي ذلك"
ابتسمت و هي تدنو منه جدا و قالت بعيون عابثة: "غيرت رأيي"
تأمل شفتيها و عينيها و قال بامعان و بدى متسليا بها: "لماذا؟"
هي و بتلاعب: "لن اجيبك حتى تجيبني انت؟"
رفع حاجبه متسائلا و بدى مأخوذا بتعابيرها .... هي و بهمس: "انت ايظا كنت تصدني ما الذي غير رأيك؟"
تحركت اهدابه ببطء و تجهم وجهه و كأنها ازعجته و كما توقعت لم يجد ما يقوله و فضل الانصراف لكن بوجه جامد و مستاء.... لوهلة شعرت انه يثأر لكرامته من رواد و ليس رغبة بها هي و كأنه غاضب من خصام زوجته و ربما هناك شعرة من الشك مازالت بداخله لذلك اضطرب و تخبط سلوكه...... تحب رواد كثيرا ياوسام و انا ساعذبك بها.

عندما شعرت بخطواته تبتعد تلاحقت انفاسها و ضغطت على اسنانها ثم تهاوت على السرير ..امسكت رأسها و قطبت جبينها و اتسعت عينيها بجمود.... سبب حيرتك وعذابك هو..... الوقت اليوم مناسب لاعلان خطوبتكما.... لانك مدنسة..... الله ينتقم من كل امرأة تفعل ذلك...... لانها زوجتي و انا احبها ..... احدهم عبث بك..... نادر رجل حنون و طيب...... تريدين المال؟........ ارحلي انت تريدين الابتعاد عنا........ لست بنت...... لست مستعدة للتضحية من اجل ثأر وانتقام سخيف...... احذري وانتبهي مع من انت تتعاملين اليوم...... لا تغيبي طويلا يا جنى..........تريدين تلويث سمعة زوجتي........ خولي واصف........ كيف تحملت كل ذلك جنى؟...... ذلك الوغد يستحق الاعدام رميا بالرصاص .......تعالي الي الليلة ..

هزت رأسها بقوة و نهضت مسرعة لتتجنب الصراخ الذي ترغب به الان بقوة و دارت حول نفسها في الغرفة و هي تريد تحطيم اي شيء لتداري نوبة الغضب التي سيطرت عليها وتفش غلها ...... تطلعت بيديها واناملها الباردة و شاهدت ارتجافها و انقضت بقوة على شرشف السرير وجذبته بهستريا و انهمكت بتمزيقه بيديها و اسنانها و هي تستذكر جروحها بعدم تناسق و تزيد من عنفها و هي تشد السرير .... لحظات الولادة.... الالم..... الشعور بالعار .... الدم..... الخجل...... الفضيحة... صراخ عبير و ضربها بقسوة..... عيون سيرين..... صمت ديما......ضحكات فادي..... عناق رائف و ابتسامته.... قبضتي وسام على عنقها ... براءة رواد ... عفوية نادر...... مطاردة اياد ...... قبلة وسام.... انحناء خولي امامها.... تعالي الي الليلة!
توقفت فجأة عن الحراك و تغيرت ملامحها و هي تتطلع بما فعلته!......كأنها كانت غائبة عن وعيها و فاقت لتوها... هزت رأسها مستنكرة و هي ترى الشرشف المقطع و اثار الخدوش على يديها و التفتت بسرعة و اقتربت من المرآة و تسمرت نظراتها و هي تتأمل بشعرها الاشعث و عينيها الداميتين و ازرقاق شفتيها...... اين كانت؟.... ماذا فعلت!.... كأنها عادت لتوها من مكان اخر ...... خفقت اهدابها و هي ترتب بشعرها بحركات انفعالية و تمسح بيديها .... ماذا حدث؟.. ماذا اصابك يا جنى؟..... لملمت الشرشف و هي تقول بهمس: "ما هذا؟...... لماذا فعلت ذلك؟"
ورتبت السرير بيدين متوترتين و مسحت على الوسادة عدة مرات و انهمرت دموعها و هي تردد بهمس: "لا لا ليس صحيحا . ليس صحيحا ما تفعلينه... انت مخطئة....هذا غير مناسب... غير مناسب"

رواية انتكاسة قلب لكاتبة هند صابرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن