الفصل الثالث...............
كانت متخذة وعدا و عهدا على نفسها كل سنة تمضي من عمرها ان تبحث عن ذلك الظالم و تحطمه و تحرق فؤاده بأي وسيلة و لو على حساب كل حياتها القادمة.......... بأي طريقة بأي وسيلة بأي اسلوب بأي مكر بأي لعبة عليها ان تستجلب ذلك الكلب و ترمي قلبه بالرصاص و تعدمه ......... لا يجب ان ينجو من حبائلها بعد ان وجدته.
انعشها برد الصباح و دخلت الى مقر عملها بخطوات سريعة وقامت بترتيب الكراسي و الطاولات الصغيرة و وضعت المناديل و الآنيات وهي شاردة الذهن و تساعدها فتاة مصرية تدعى عفاف بتنظيف المكان و خدمة الزبائن ........ دخلت الى المطبخ الصغير و ارتدت القفازات و انهمكت بتجهيز الكعك و الحلويات و كانت عينيها حمراوين بسبب سهرة البارحة و تبعاتها و فكرها بعالم اخر حتى انها لم تنتبه لوجود اياد الذي فاجئها عندما قدم لها زهرة حمراء فواحة وقربها من انفها ........ تطلعت به بتركيز و قالت بمجاملة باردة: "اشكرك..... مع اني لا احبها"
قال بتأمل و هو يبعد الزهرة و يضغط على ساقها باصابعه القوية: "كيف لزهرة مثلك لا تحب اقرانها ........ كيف لفتاة رقيقة مثلك لا"
قاطعته عندما قالت بسرعة و هي تتطلع خلفه : "اهلا لين جئت في وقتك....... تفضلي"
تطلعت لين به بجمود و لما شعر بوجوده ثقيلا سار مبتعدا و خرج.
هي و بضيق: "اجلسي.... جيد انك اتيت الان ليس لي القابلية على سماع تفاهاته.......... ماذا لديك؟"
قدمت لها لين ورقة مطوية قائلة باهتمام: "كافة المعلومات دونتها هنا.......... يبدو شخص محترم و مميز و هذا ما استنبطته من عمتي لقد شكرت به كثيرا"
خلعت القفازات بسرعة و خطفت الورقة منها و فتحتها بيدين متوترتين و قالت باضطراب: "لا اعرف كيف اشكرك......... لقد قدمتي لي خدمة العمر يا صديقتي"
عقدت لين حاجبيها البنيين و لوت شفتيها بتفكير و جنى قرأت المحتوى بسرعة فائقة ثم تناولت كأس ماء و تجرعته دفعة واحدة و قالت بأستياء: "رجل محترم متزوج و مستقيم و..... ولديه ولد في الخامسة ......... مقر عملة مجموعة شركات زيدان التجارية "اغلقت الورقة بعصبية و قالت باندفاع: "لين اريد مقابلته بأي حجة"
لين و هي تخلع سترتها البنية السميكة و بتعجب: "على مهلك جنى........ فكري بروية قبل اتخاذ اي قرار"
ثم خرجت الى الصالة وتبعتها جنى .... واصلت و هي تطرق على الطاولة برتابة: "قدمت لك المعلومات و ساعدتك دون ان اعلم ما القصة بالضبط؟....... الان اتسائل ماذا فعل معك ذلك المدعو وسام حتى تكني له كل ذلك الحقد؟"اقتربت جنى منها و قربت وجهها بالتدريج لتصبح قريبة من وجه لين المتسائل و قالت و هي تشد على اسنانها: "سأخبرك بكل شيء فيما بعد ......... هذا الرجل من الماضي و قد آذاني كثيرا....... هذا كل ما استطيع ان اقوله لك لحد الان "
أنت تقرأ
رواية انتكاسة قلب لكاتبة هند صابر
Romanceلين و هي تدفع وجهها بانفعال و تنبيه: "ايتها المجنونة ماذا دهاك؟....... اصحابك استغربوا موقفك...... جنى.... اين سرحت؟..... اين شردت هذا ليس معقولا!" عضت على شفتها و ادارت بصرها الى لين و كانت عينيها غارقتين بالدموع و حمراوين بشدة ثم قالت بصوت مبحوح و...