الفصل الخامس............
مادلين و بعيون حمراء و خجل: "ذلك كثير جدا يالعذابك يا جنى........ كيف تحملت كل ذلك وحدك....... كم انا اسفة لاني سخفت امرك.... انا التافهة اعترف"
لين و بثورة: "ذلك الوحش يستحق الاعدام رميا بالرصاص... كم كرهته......... كرهته بكل كياني"
مادلين و و باصرار: "سنساعدك يا جنى...... يدنا بيدك حتى تأخذي بثأرك و تسترجعي كرامتك و حقوقك ....... نحن الى جانبك لا تيأسي ...... اتفقنا؟".................................................. .................................
في اليوم التالي احاطت جسدها بساعديها و هي تراقب سيرين من خلال سور المدرسة اذ كانت منهمكة باللعب مع اقرانها في الساحة و ابتسمت بارتياح لكونها بحال افضل على الصعيد النفسي و عادت الى الاختلاط و اللعب بعد ان كانت منطوية و تميل للصمت اكثر ........ خشيت عليها كثيرا الطفلة بحاجة الى رعاية و رفقة لانها في سن حرج و بدأت تطالب باشياء هي عاجزة عن توفيرها و تظهر سئمها و عدم تقبلها لبقائها اكثر الوقت مع ديمه العاجزة و احيانا تظهر تمردا و عصيانا و تنظر بعين الحسد الى زميلاتها لوجود الاب بحياتهن........
التفتت بهدوء عندما قال اياد بعد ان نزل من سيارته و اقترب: "طفلة جميلة و عنيدة كخالتها....... احضرت لها لوحة للرسم عرفت انها ترغب بذلك "هي و ببرود دون ان تتطلع به بل استمرت بمراقبة الطفلة: " اشكرك ....... ولعها بالرسم يزداد يوما بعد الاخر و افكر ان انمي موهبتها تلك"
هو و بتأمل: "و ماذا عن نفسك...... الا تنمي شيئا ما؟........ علاقتي بك مثلا؟"التفتت اليه و قالت بجدية: "تعلم جيدا ان لا علاقة اساسا بيننا...... كما تعلم ان عائلتي الصغيرة تستحوذ على كافة اهتماماتي...... لا مجال لان افكر بنفسي على حدة ....... شقيقتي بحاجة الى وجودي قربها و ابنتها بحاجة الى رعايتي...... تحتاجان الى وقوفي الى جانبهما ...... ابتعد عني ارجوك لا مجال بحياتي و لا متسع لتقحم نفسك به....... مضطرة ان اذهب الان...... الى اللقاء"
سار خلفها و هو يقول بمحاولة: " جنى....... لم يعجبني عملك و شقائك....... انا اريد ان اتزوجك....... ان اريحك من كل ذلك"
تحركت اهدابها ببطء و اسرعت خطاها مبتعدة............. تتزوجني؟....... معقول ذلك؟...... لا اعرف لماذا لا استطيع ان اصدقك...... و ان كنت صادقا أ ستبقى على نفس تمسكك و رغبتك لو علمت بقصتي؟
.................................................. .......................في زحمة عملها كانت سارحة و ضائعة وتعمل بدون ان تنتبه لكل من حولها ... الذي ستقدم عليه شيء كبير و ليس بالهين و يحتاج منها قوة و عزيمة و اصرار و تفرغ ...... أ هي قادرة على كل ذلك أ هي مؤهلة و مستعدة كفاية ...... حصرت افكارها و شدت نفسها حتى قالت فجأة: "عفاف....... اريد ان اتكلم معك"
عندما تبعتها الفتاة قالت بضيق: "ساترك العمل هنا"
شهقت الفتاة و قالت بدهشة: " تتركين العمل؟...... لماذا؟........ احدث شيء؟"
جنى و بتفكير: "سأسافر ............ حدث طارئ و مضطرة للسفر لفترة مؤقتة لا اعرف ان احددها ....شهرا على اقل تقدير...... لكني اواجه مشكلة تمنعني من ذلك و بحاجة الى المساعدة "
أنت تقرأ
رواية انتكاسة قلب لكاتبة هند صابر
عاطفيةلين و هي تدفع وجهها بانفعال و تنبيه: "ايتها المجنونة ماذا دهاك؟....... اصحابك استغربوا موقفك...... جنى.... اين سرحت؟..... اين شردت هذا ليس معقولا!" عضت على شفتها و ادارت بصرها الى لين و كانت عينيها غارقتين بالدموع و حمراوين بشدة ثم قالت بصوت مبحوح و...