الفصل الحادي عشر
- بعد الشر عليه، الملافظ سعد، اية ياشيخة دي مش طريقة تعامل.
رمقتها بضيق، ثم غرزت بداخل ساق الطفل سن الحقنه بقوة، فصرخ على اثرها "شادي" شعرت حينما أنها غرزتها داخل قلبها هي وليس ساقه، فصاحت بصوت مرتفع:
- ما براحه شوية، اية العنف ده، ده طفل صغير حرام عليكِ، هو مفيش رحمه؟
مصمصت شفتاها بسخرية واردفت:
- اتفضلي خديه، وسبنالگ انتي الرحمه والحنية، اللي بعده.
اولتها ظهرها "غزال" وهي تزفر أنفاسها بغضب، واثناء سيرها خطوات سمعت الحكيمه تقول لتلگ السيدة التي كانت تطعم صغيرها بعدها تقول لها:
- لو سخن او ورمت اعملي له كمدات مية بنشا، واديله خافض للسخونية.
تذكرت أنها لابد عليها أن تذهب للصيدلية تجلب دواء خافض للسخونية احتياطي، وطوال سيرها والطفل على صرخه واحده، تحاول تهدئته وضمه لكنه لا يصمت، عيناها ادمعت من أجله، لمحت صيدلية دلفت بالداخل وقامت بشراء العلاج، ودفعت الحساب، وتوجهت لمنزلها وصوت صراخ "شادي" انتفض قلب جدته،قامت وفتحت الباب تأخذه في حضنها والفزع يتجلى على صفحة وجهها متسائلة عن سبب هذا البكاء، فأجابتها "غزال" وقصت لها ما حدث مع تلگ الحكيمه هناگ، غضبت وقالت بحده:
- وازاي تسكتي ومدخلتيش تشتكيها لمدير الصحه، عشان يجازيها ويخليها تتعامل بحنيه مع الاطفال الصغيرين.
- ما انا مسكتش، بس هي اللي خُلقها ضيق، المهم سيبك منها، أنا بعد كده مش هتطعمه في الصحه دي، هروح للدكتور بتاعه وبعدين اتصل ابلغهم أني ادتهاله، وبلاها وجع دماغ.
- صح احسن برضو، ادخلي اديله دش كده يمكن يهدى، ورضعيه لعله ينام شوية.
- حاضر يا ماما هعمل كده، خصوصا أني ملاحظة أنه دافي شوية.
- وريني كده.
وضعت يدها على جبهته:
- اه صح اكيد من اثر الحقنه، بعد ما يخلص اديله دوا السخونية هيبقي زي الفل.اومأت لها ثم ولجت داخل المرحاض، تملئ المغطس الخاص به، ونزعت عنه ملابسه ووضعته في الماء الدافئ، وظلت تحاول ان تضحكه، لكنه ما زال في حالة مزاج متعكره، حزنت من أجله، اكملت حمامه، واخرجته ليرتدي ملابسه، وارضعته بصعوبه، ثم اخذ العلاج ونام في احضانها.
ظلت محتضناه بخوف، متابعه درجة حرارته التي تزداد وتقل مع الوقت، فتح مقلتيه بتعب، وصوت بكاءه يعلو، جاءت على اثره جدته قائلة:
- هو لسه بيعيط، مكنتش حقنه دي اللي تعباه كده؟
- مش عارفه والله يا ماما، اول مره يتعب كده من التطعيم، بس الحمدلله السخونية هديت شوية.
- طب الحمدلله، معلش يا بنتي العيال ياما هتشوفي منهم، مش بيتربوا بالساهل.
- ياااه يا ماما ده حضرتگ شكلگ شوفتي الويل عقبال ما كبرنا.
- هو الويل بس، ده أنا شعر راسي شاب قبل اوانه، اه صحيح انتي مش عندگ النهاردة جلسه عند دكتور أمان؟
- اه وتأخرت كمان، بس شكلي مش هقدر اروح، مستحيل اسيب شادي تعبان وانزل.
- يا بنتي أنا موجوده كأنك موجوده بالظبط، ودي شوية سخونه واهو بقى كويس، عقبال ما ترجعي من الجلسه
هيكون زي الفل، يالا احنا ما صدقنا أن نفسيتگ بقت احسن لما خسيتي.
- قلبي مش موطاوعني يا ماما، مش هقدر اسيبه.
- يا غزال ده كلها ساعتين او ثلاثة بالكثير، ويمكن اقل، بلاش تضيعي وقت، ولو في حاجة كفالله الشر هكلم سند، او اتصل عليكِ.
أنت تقرأ
الغزال الباكي
Romanceكنت لي بمثابة الحياة.. آرى العالم من حولي من خلال نافذة عيناگ... احببتگ بكل نبضة ينبض بها فؤادي.. كنت لي بمثابة الحياة، فنيت روحي من اجلگ، وتحملت من أجل البقاء بجوارگ الكثير والكثير... لكن حين يتعلق الأمر بكرامتي وعزة نفسي .. فـ يلهگ كل من حولي حت...