الفصل الثالث عشر

1.9K 83 18
                                    

احب اشكر كل متابعة غالية كتبت تعليق جميل مثلها، بتشكر في الحلقتين برغم الوجع اللي كان ساكن سطورها، وبعتذر جدا اني الكل بكا بسبهها، احب اقولكم ان موت شادي اكيد له هدف، هيبان مع الأحداث، مرة تانية اشكركم من شغاف قلبي، اسبكوا مع الفصل اللي هتبرد ناركوا، واتمنى تنال اعجابكم، وهتعرفوا الهدف من موت شادي..
              * * * * * *

اشتقتُ إليگ يامن سكن في احشائي شهورًا وليالي طوال..
اشتقتُ لصوت بكاءگ يقيظني من غفوتي، فـ اعانقگ داخل احضاني، فيهدأ صراخگ وتتحول حمل وديع، الاغيه وادندن له اعذب الكلمات....
آآه وآآه على قلبي الذي ذبح بفراقگ حبيبي...
يا ليت العمر يتنتهي َوتصعد روحي إليگ، فمن أجلگ تحملت الكثير، والآن تهون الدنيا وانا حرمت عيناي من ضي نورگ حبيبي...

الفصل الثالث عشر

بحديثه هذا ابكى "سند" كل الواقفين، فزادت بكاء"غزال"  فجفف الشلالات المنسابه من مقلتيها، ونهضت معه لتستقل سيارته، وهناگ عيون دامعه، ترمقها وقلب يذرف دم من اجلها، كم كان يتمنى أن تكون احضانه هي موطنها الذي تلجأ إليه، وهو من يخفف الآمها ويجفف ادمعها، لكنه ليس من حقه التقرب من نيرانها حتى يطفئها، ويبدل كل هذا الحزن لفرحه.

وصلوا إلى منزلها وصعدوا لأعلى، وحينما شعرت بهما جارتها "هناء" فتحت بابها لتقوم بواجب العزاء، معتذره لعدم ذهابها معهم للمدافن؛ حيث فضلت المكوث لاعداد الطعام لهما، شكرتها الأم بشده، واعتذرت لها على قبول الطعام، لكنها اصرت وجاءت بصواني الطعام تضعها على المائدة قائلة:

- بألف هنا وشفا يا طنط، انا قولت اجهز حاجة بسيطة كده مش اد المقام، اكيد محدش اكل من ليلة امبارح، والبقاء لله ربنا يرحمه ويغفر له ويسكنه فسيح جناته ويلهمكوا الصبر، قلبي معاكِ يا غزال، كان الله في عونگ حبيبتي.

لم تقوى "غزال" على الرد بصرتها بضعف وأعين دامعه وتقدمت للداخل بخطى بطيئة مرتعشة، فـ ردت والدتها بإمتنان بالنيابة عن ابنتها:

- والله يا هناء انتي كل شوية تطوقينا بجمايلك، كتر خيرگ على تعبگ معانا.
- متقوليش كده ياطنط، الجيران لبعضها وإحنا اكتر من جيران، والباب في الباب، وسامحوني مره تانية أني محضرتش معاكوا الدفنه، ويارب يجعلها آخر الاحزان، عن اذن حضرتك.

انصرفت ودعت الأم الجميع للمائدة للطعام، وتحت الحاحها تقدموا والكل ادعى الاكل، إلا "غزال"  كانت في غرفتها محتضنه لعبة من العاب صغيرها تبكي في صمت.

أنصرف كل من "آلاء" و "أمان" إلى مبتغاهم والحزن يكسو وجههما، والصمت سائد، وصوت آيات الذكر الحكيم صوتها يعلو من المذياع، يستمعون له في خشوع، تبكي في صمد فبكاء "غزال" وانهيارها ذكرها بهذا اليوم الحزين في حياتها، وعاشته مره اخرى بكل أوجاعة والآمه، لذا فهي أكثر الناس تشعر بما تعانيه، لذلگ احبت أن تتركها تأخذ وقتها في الحزن، لعلها تفرغ كل ما بداخلها من حزن وتفيق؛ وإذا استمرت وطالت مدتها ستحاول معها وتتدخل في الوقت اللازم.
وحين وصلت إلى البناء الساكنه بداخله، اوقف السيارة ورفض أن يصعد معها، وتركها لينفرد بروحه فهو يريد البقاء بمفرده؛ حتى لا يراه أحد في هذه الحاله.
صعدت لشقتها في هدوء، لم تستطيع الجلوس بجوار والدها، فحالتها لا تسمح بالحديث، ففي القلب وجع السنين، دلفت داخل غرفتها ورمت بثقل جسدها على فراشها تبكي على حبيب خطفه الموت من احضانها فجأة في لمح البصر.
اخرجت اااه من آلام الفراق ولوعته، متذكره حين تركت مدفنه وانصرفت؛ شعرت حينها بأنسحاب روحها من جسدها، ما أقساه شعور حين يشعر الانسان بخروج روحه من جسده، ويبقي جسد بلا روح.
فكل يوم، وكل دقيقه تذكره، لم يحرمها بعاده أن تراه في أحلامها كل ليلة؛ فتشكو له وتقص عن عذابها، وقلة حيلتها.
فتصحو من نومها وتشعر بأن عطره بداخلها تتنفسه؛ ينشرح قلبها لذكراه.
فماذا تقول وتصف تلگ الام، وما أصاب فؤادها من طعنات بعاده.
نزيف اهاتها مازال يصرخ، ويبكي عليه من لحظة رحيله عن روحها.

الغزال الباكي حيث تعيش القصص. اكتشف الآن