"السّعادَة تتمَثلُ في فعْلِ الأشيَاءِ الصّغيرَةِ بعظَمةٍ"
أرسطو °
______________________________________________
قطرات المطر العذبة، تتساقط على تلك الأوراق الخضراء الخصبة مبللة إياها ومصدرة صوتا مريحا بعد إرتطامها بالأرض الصلبة ، رائحة التربة المبللة المنعشة تفوح في الأجواء، الطيور تَفر الى أعشاشها طالبة السلام ، سرعة جريان النهر إزدادت أضعافا رغم صغر حجمه،تلك الغيوم الرمادية تحجب أشعة الشمس، أغصان الأشجار تتمايل إثر تلك الرياح القوية ،كان جواً شتويا رغم أن شهر أبريل مقبل،كان ذاك المطر يسقط بأرجاء تلك الغابة خيالية الشكل وفي تلك المدينة عثيقة الأصل 'روما'.
تقف قرب باب البيت تنزع حذائها المبلل ،وتخطو نحو حمام غرفتها لأخد حمام دافئ يريح أعصابها وعضلات جسمها المرتجفة ، فلم يكن من المتوقع أبدا هطول الأمطار اليوم خصوصا وأن الجو كان مشمسا صباحا ... مزاجها الآن معكر وجدا بداية من هطول المطر المفاحئ مقاطعا جلوسها في الغابة الهادئة ،و تَبَلُلُ كِتابيها الجديدين قبل حتى أن ان تقرأهما وأخيرا وليس آخرا إتصال أمها المفاجئ أيضا مخبرة إياها بالعطل الذي أصاب السيارة و الذي سيسبب تأخرها عن البيت.... على ما يبدو أن اليوم ليس يوم حظها٠
تجلس في تلك الأريكة حاملة مجفف الشعر والذي لم يكن يعمل لتجفيف شعرها المبتل بل كان يعمل على تجفيف الكتب التي أخدت اكبر نصيب من البلل ،كانت ملابسها عبارة عن فستان بلون البن، طويل الأكمام يصل الى كعبيها ، وشعرها العسلي ذي الخصلات الذهبية الجميلة مضفور بإهمال رغم بلله، بينما الغطاء اللبني قام بدوره بتغطية سيقانها وإدفائهما كذلك ، " همف! ياله من يوم ، رغم إني أحب المطر إلا أنه خدلني في هذا اليوم" اردفت وهي تجفف كتبها مع عقدة حاجبيها التي جعلت من شكلها ظريفا وقابلا للأكل وبشدة.بعد تجفيف كتبها تنهدت بأكبر قدر من القوة ولفت رأسها للنافذة المطلة على الغابة بفضول،ترغب في إستطلاع الأجواء الرطبة في الخرج أكتر، ولم تلبت إلا وبدأت النفخ عليها بلطف لتجعلها ضبابية أكبر ثم تبعت حركتها تلك حركة أناملها المتوردة راسمة قَلْباً هناك فتشرد به للحظات دون أي سبب معين لكنها تتذكر فجأتا قطتها الكسولة ، إنها اكبر كاره للمطر في العالم .... لتحرك قدميها باحتثا عنها فتجدها محشورة في إحدى زوايا البيت وعلى ما يبدو انها خاضت صراعا مع المطر إلى ان انتهى بها الأمر نائمة ،لتبتسم وتمشي بمرح للمطبخ معدةً لنفسها طعاما لذيذا كالعادة ....
أنت تقرأ
فراشة بأجنحة ذهبية
Romance-أليساندرو باتسي يقع في الحب..... هذا جنون بالتأكيد، بل هو ضرب من الخيال... كيف لشخص بجموده ذاك وسلطته الكبيرة تلك أن يصبح عاشقا لإحداهن.... بالتأكيد هي شيء ما..... -بيانكا بونبارت.....تضطر إلى مجارات المدعو زوجها ومحاولة الإعتياد عليه،لتجد نفسه...