٢: شجار.

1K 54 6
                                    

الإستسلام للأذى النفسي بدافع تجنب المشاكل ما هو إلا تقديم وجبة دسمة من العُقد و المشكلات النفسية لشخص ما تحت مسمى "كن مُسالم"
_________________________________________

وصلت إلى الجامعة أخيرا ، دلفت من البوابة بعد إطلاع أفراد الأمن على البطاقة الخاصة بجامعتها و سمحوا لها بالدخول ، أخذت عيناها تتجول المكان من حولها بحثا عن "جودي" ، حتى وقعت عيناها على إحدى المقاعد كانت صديقتها جالسة عليها و على وجهها إبتسامتها المرحة البشوسة.  كانت تلوح لها بيديها بطريقة أضحكتها رغم الحزن البادي على وجهها و الساكن في قلبها ، توجهت لها فَهمت "جودي" واقفة محتضنة إياها بقوة ، بادلتها "ليلى" و هي تضحك قائلة بتلعثم بعد أن إبتعدت عنها: أنتي... محسساني... إن... بقالك سنة مشوفتنيش
ضحكت "جودي" معقبة: يا ستي انا ببقى مبسوطة لما بشوفك و بعدين بقالي تلات ايام مشوفتكيش.

أومأت لها بهدوء ثم جلست بجوارها و لم تتحدث ، كانت فقط نتظر حولها بدون إكتراث و لم تنتبه لنظرات صديقتها المتفحصة لها ، تنحنحت "جودي" حتى تلفت إنتباهها ، نظرت "ليلى" نحوها عندما شعرت برغبتها في الحديث قائلة بتلعثم: عايزة تقولي ... ايه يا ..جودي.

أجابت بتسرع كأنها كانت منتظرة ذلك السؤال: بصراحة بقى عايزة أعرف مالك و ليه صوتك كان مضايق لما كلمتك قبل ما تيجي.

تنهدت "ليلى" بضيق عندما تذكرت ما حدث منذ قليل في منزلها ، و أخذت تقُص على صديقتها ما حدث كأنها تقسم أحزانها بينهما ، بينما كانت "جودي" تستمع لها بأذان صاغية.
بعد إنتهائها من سرد ما حدث على مسامع صديقتها قالت بتلعثم من الضيق الذي إنتابها أثناء حكيها: بصراحة..أنا تعبت أوي...بابا طريقته صعبة ...معايا...و ماما موقفها سلبي...عمرها ما...دافعت عني و لا نصفتي قصاده...بتخاف..منه اوي.
ربتت "جودي" على كتفها بحنو قائلة:
طب مفكرتيش تقولي لجدك او لعمك ياسين مثلا ، مش انتي بتقولي إنك بتحبيهم و هما كمان طيبين معاكي.

إنتفضت في مكانها عندما سمعت ما قالته ثم
قالت و هي تنفي برأسها: لأ لأ أنا مش هقدر اعمل كده ... جدو ممكن يزعل من بابا ... و هيحصل مشكلة.
_ طب أنتي هتسيبي نفسك كده يا ليلى،صدقيني أنتي حالتك بتزيد سوء مش بتقل و كل مدى و التلعثم بيزيد برضو.
نظرت لها بحزن و قلة حيلة و لم تجيب،فهي تدري بأنها لا تتقدم خطوة واحدة للأمام بل تعود بالعشر خطوات للخلف.

تنهدت "جودي" بعمق ثم قالت لها بهدوء: إسمعيني يا ليلى إنتي لازم تروحي لدكتور.
إبتسمت بسخرية و هي تُجيب: بجد و الله و ...انتي فاكرة اهلي هيوافقوا، ده مش بعيد يقولوا عني مجنونة كمان علشان هروح لدكتور نفسي.
نظرت "جودي" نحوها بخبث قائلة: ما هما اصلا مش هيعرفوا.

جحظت عينيها بصدمة مما سمعته فقالت: إنتي..عايزاني...اروح لدكتور نفسي و كمان ...من ورا اهلي يا جودي؟!

أجابتها سريعا مُردفة : لأ انا مش قصدي كده
خالص...بصي الموضوع مش محتاج إنك تروحي و كده انتي ممكن تتابعي مع دكتور بسonline.

أهل و لكن.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن