كانت تأخذ الدرج ركضا نحو منزل جدها بعد أن خطر ببالها الإستعانة بمساعدة "ياسين"، و لكن أوقفها والدها الذي كان عائدا من عمله للتو.
_ رايحة فين؟
سألها بنبرة صارمة أخافتها و لكنها قررت أن تواجه ذلك الخوف و تجيب بثبات زائف قائلة: هنزل أقعد عند جدو شوية.إبتسم بسخرية قائلا:و ده من أمتى إن شاء الله ده أحنا بقالنا أسبوعين بنتحايل عليكي تنزلي مش بترضي.
أجابته بتلعثم: هو...كلمني قبل ما أروح الجامعة..و قالي إنه..زعل مني..فأنا هنزل...أقعد .. تحت..شوية.
أومأ لها بغير إكتراث ، و أكمل طريقه نحو منزله ، أما هي فقد هرولت نحو منزل جدها ، و ما إن فتحت لها الخادمة الباب حتى هرولت نحو غرفة "ياسين" طرقت الباب عدة مرات متتالية حتى فتح لها الباب بزعر من طريقة طرقها على الباب و من هيئتها المفزوعة فقال بلهفة: في ايه ، حد جراله حاجة؟؟
أخبرته بما أتت هنا من أجله حتى يهدأ من روعه ، تنهد بإرتياح ثم أمرها بالدلوف إلى داخل غرفته و هو يقول: يعني كل الخضة دي علشان عايزة تكلمي الدكتور فيديو و مش عارفة تكلميه في بيتكوا!!!...ده انتي قطعتي خلفي يا شيخة.
أجابته متلعثمة من حالة التوتر التي إنتابتها: معلش...انا بس متوترة...و كمان فاضل خمس..دقايق...على ميعادي
أومأ لها موافقا بهدوء ثم رأته يتوجه نحو حاسوبه
"اللابتوب" و وضعه أمامها بعد أن أجلسها على مكتبه ثم قال مبتسما: إستخدامي ده أحسن من الموبيل و الكاميرا فيه أوضح...أنا هخرج أستناكي برا لو حسيتي إنك مش مرتاحه متكمليش.فهمت المغزى من حديثه ثم شكرته و هي تنظر نحوه بإمتنان و هو في طريقه خارج الغرفة، و ما إن أغلق الباب قامت بفتح الحاسوب و إستطاعت فتح الرابط من خلاله و بعد دقائق وجدت الطبيب أمامها ، فزعت للحظة و لكنها هدأت عندما وجدته يبتسم لها ببشاشه و يحيها قائلا: أهلا يا أنسة ليلى ، أنا الدكتور سيف شرف الدين ، إستشاري الصحة النفسية و دكتور بجامعة عين شمس.
كان رجلا في أواخر العقد الرابع يتحدث بلباقة و الإبتسامة تزين ثغره ، عقب إنتهائه من حديثه شعرت بأنه دورها حتى تبدأ في تعريف نفسها فقالت و كان التلعثم ظاهرا في حديثها: أهلا بحضرتك...يا دكتور...أنا إسمي...ليلى ممدوح صالح المهدي...عندي ١٨ سنة...في سنة...أولى كلية...حقوق.
أجابها الطبيب:عظيم بتشتكي من ايه يا ليلى بالتحديد.كان سؤاله بغرض معرفته أهي مدركة بأنها تعاني من مشكلة ما أم لا عندما لاحظ ذلك التلعثم في حديثها ، فهناك بعض الحالات تنكر مشكلاتهم و يتم إجبارهم على التواصل مع أطباء و هم يشعرون بأنهم لا يعانون من شيء من الأساس و تلك الفئة تكون صعبة في التعامل، لذلك فهو يرغب في معرفة لأي نوع تنتمي هي.
_ في الحقيقة يا دكتور....أنا ... من صغري...و انا عارفة...إني عندي مشكلة...في الكلام و خصوصا في..فترة المراهقة...أدركت إني...مريضة..تلعثم لما...بدأت...أبحث...عن الموضوع.
أنت تقرأ
أهل و لكن.
Romantizmذلك الواقع الأليم الذي نحاول جاهدين أن ننجُ منه ربما هو إختبار يجب علينا أن نسعى لجتيازه. و تلك المواقف التي نتعرض لها ربما هي وسيلة لزوال أقنعة كل من حولنا لنعرف كل شخص على حقيقته. و هؤلاء الأشخاص الذين يُلقبون بالأهل أو الأحباب أو الأصدقاء ربما كل...