إقترب "فارس" من "ادهم" اولا ليفهم منه ما حدث ليجده يتحدث بحنق: أنت إيه اللي جابك،كده ياسين ممكن يشك فينا.
_ عرفت اللي حصل من مروان و جيتلك، و بعدين متشغلش بالك بيه انا هتصرف.
كان "ياسين" يراقب حديثهم الهامس بإنتباه حتى إنتبه لفارس الأتي في اتجاهه ، سلم عليه و إحتضنه بقوة و أمام نظرة الإستفهام التي تعلو وجه ياسين قال: متستغربش كده انا صاحب أدهم و كنت عارف إنه رايح يتقدم لبنت النهاردة بس مكنتش اعرف إنها قريبتك و لما عرفت اللي حصل جيتله و جيتلك انت كمان علشان اكون معاك ، بإذن الله هتقوم بالسلامة.
أوما له فقط فهو ليس فيه طاقة للحديث أو الإستفسار بينما وقعت عيناي فارس ، على تلك الجالسة في زاوية بعيدة عن الانظار تبكي بكاءً مريرا على صديقتها ، هرول بإتجاهه ثم اخفض سرعته عندما إقترب منها، فجلس بجوارها مواسيا: صدقيني هي مش محتاجة دلوقتي غير إنك تدعيلها، ربنا لما بيحب عبد من عباده بيبتليه يا جودي، و ليلى في إبتلاء و مفيش في ايدنا اي مساعدة غير إننا ندعيلها ، ثقي في اللي خلقني و خلقك ثقة عمياء إنها قادر ينجيها، علشان طول ما ثقتك فيه كبيرة عمره ما هيخذلك.
كانت تنظر له و هو يتحدث بأعين دامعة بينما هو ينظر أمامه غير قادر على النظر لها بتلك الحالة التي تمزق فؤاده، و لكن في نهاية حديثه نظر لها و حدث بينما تواصل بصري لثواني قبل أنا تردف بصوت متقطع من بكائها:انا خايفة يا فارس..خايفة عليها أوي.
_ قومي معايا يا جودي.
تعجبت هي من حديثه الأمر و قبل أن تخطوا معه خارج المشفى وجدته يسأل عن مكانا للصلاة فأرشدته إحدى الممرضات له فذهب نحوه و هي تتبعه وقف أمام باب المصلى قائلا: يلا نتوضى و نصلي ركعتين و ندعيلها صدقيني كله هيتحل و هتعدي.
أومأت له موافقا بعد تشجيعه لها على ذلك فذهبت هي ألى مصلى السيدات و هو لمصلى الرجال ليقضي صلاة العشاء التي فاتته، تابعته بعينيها حتى دلف إلى مصلى الرجال لا تدري سبب التخبط الذي شعرت به من حديثه و لكن كل ما تعرفه هو أن كلماته طمأنتها كثيرا، دخلت إلى المصلى هي الأخرى و أخذت تصلي ركعتين تضرع و رجاء من الله بأن ينجي صديقتها التي تقف روحها بين يديه الآن بين الموت و الحياة .
**********
كان "صالح" في حالة جمود لا يعي ما يحدث حوله ، كأن عقله شل عن كل شيء ، وقفت بجواره "سيادة" تحاول إقناعه بالعودة إلى المنزل فرفض بصرامة: أنا مش همشي من هنا غير لما أطمن على ليلى حتى لو هبات في المستشفى لحد بكرا هفضل موجود.
لوت "ريم" فمها بإستياء و غيرة من جدها و تلك المدللة ، لتقع عيناها على عبدالله الذي ارسل لها عبر الهاتف: اطلعي برا عايزك.
أنت تقرأ
أهل و لكن.
Romanceذلك الواقع الأليم الذي نحاول جاهدين أن ننجُ منه ربما هو إختبار يجب علينا أن نسعى لجتيازه. و تلك المواقف التي نتعرض لها ربما هي وسيلة لزوال أقنعة كل من حولنا لنعرف كل شخص على حقيقته. و هؤلاء الأشخاص الذين يُلقبون بالأهل أو الأحباب أو الأصدقاء ربما كل...