١١:لنتزوج

672 42 4
                                    

لم يستوعب عقله اي حرف مما تفوه به والده ، أرض من أصبحت مِلك من ؟!

لا يدري و لكن كل ما أدركه عقله أن إبنة أخيه أصبحت معرضة لخطر حقيقي إذا تم إذاعة ذلك الخبر بأن الأرض أصبحت تخصها هي فقط ، لقد قدم "صالح" تلك الأرض على طبق من ذهب ل "شاهين" ، ف "ليلى" ما هي إلا فريسه سهلة له ، لن يدخر جهدا لإفتراسها ، صور له عقله أبشع الصور من ما يمكن أن يحدث لتلك الصغيرة ، لم يحتمل بشاعة ما يتخيله عقله فهم واقفا و قد إحتقن وجهه من شدة الغضب و صاح بصوت عالي متناسيا أنه يتحدث إلى والده:يعني إيه الأرض بتاعت ليلى، بترمي بنتنا في النار بإيدك يا حاج صالح ، انت عارف شاهين ممكن يعمل فيها إيه لو عرف بس إن الأرض دي بتاعتها ؟؟ ، أنت ازاي تعمل كده إزاي.

كور قبضة يده و ضرب بها الطاولة التي أمامه من فرط إنفعاله بينما كان "صالح" ينظر له مدهوشا من ردة فعله التي لم يتوقعها فصاح فيه مقابلا: أنت صوتك ميعلاش و أنت بتتكلم معايا يا عديم التربية، هتعلي صوتك على أبوك و لا إيه.

نظر له "ياسين" بذهول قائلا:صوتي عالي؟ منا لازم يبقى صوتي عالي ، شايف أبويا هيضيع بنتي مستني مني اعمل إيه ، ليلى دي بنتي يا حج صالح مش بنت أخويا ، و صدقني لو حصلها حاجة عمري ما هسامحك.

_ و إنت شايف بقى إنك إنت و إخواتك تستحقوا الأرض دي؟ أنا واثق إني اول ما ربنا يفتكرني هتاكلوا في بعض عليها ، أنا كتبت الأرض بإسم ليلى علشان هي أنضف واحدة فيكوا ، أنا لو مت و الأرض دي فضلت معاكوا هتبقوا فريسة سهلة لشاهين، لكن ليلى محدش اصلا هيعرف إن الأرض دي بتاعتها طول منا عايش.

صمت "ياسين" عن الحديث نظر لوالده بعتاب يريد أن يسأله : و إذا وافتك المنية ما مصير تلك الصغيرة التي لا ترغب سوى بأن تعيش بسلام؟ ، إستطاع "صالح" قراءة افكار نجله فأجابه على ما يدور في رأسه قائلا: و متقلقش لو لقيت إنك إنت و أخواتك علاقتكوا إتحسنت هرجع الأرض بإسمي تاني ، أنا هفضل وراكوا لحد ما اشوف ولادي واقفين في ضهر بعض زي السد ، كل واحد قلبه على التاني مش كله يلا نفسي ، و لو مت قبل ما اشوف اليوم ده ، هوصي إن الأرض تتكتب بإسمكوا بس بعد ما كل واحد فيكوا يقدر نعمة وجود إخواته جنبه ، و أنت اللي هتبقى المسؤول عن لم شمل اخواتك من بعدي يا ياسين.

***********
مر يومان على أخر لقاء بين "ليلى" و "جودي" لم يستطع أي منهم تحديد موعد للذهاب لتلك الوظيفة بسبب حفل عيد ميلاد "جودي".

إستيقظت "ليلى" باكرا قبل موعدها المعتاد ثم نهضت من الفراش متوجهة نحو المرحاض و لكن ما لفت إنتباهها هو وجود والدتها و والدها في الشرفة يجلسان سويا على غير العادة ، إقتربت منهم بحذر ثم ألقت عليهم تحية الصباح: صباح الخير.

رد عليها والدها أولا بنبرة ليست مقتضبة تعجبت هي منها: صباح النور يا ليلى...ايه اللي صحاني بدري كده؟!

أهل و لكن.حيث تعيش القصص. اكتشف الآن