في منزل والدة "ياسين" حيث يسكن هو و زوجته
إستيقظ من نومه باكرا لينظر بجواره بعيون شبه مغلقة فلم يجدها، مسح على وجهه ثم إستقام واقفا و خرج من الغرفة ، ما إن خطى للخارج حتى جذبته رائحة الطعام الذكية الآتيه من المطبخ، توجه نحوه ليجدها واقفة تعد الطعام ، ظل لدقائق يتأملها و هي ترتدي ملابسها البيتية مسدلة خصلاتها الطويلة على طول ظهرها، يكاد يتحدث فؤاده من شدة خفقانه قائلا: كيف أن يكون ذلك الملاك مِلكا لي؟إلتفتت هي فجأة و إنتفضت فزعا عندما رأته فقالت: بسم الله الرحمن الرحيم، خضتني يا ياسين، واقف عندك كده ليه
إبتسم و هو يقترب منها: صحيت ملقتكيش جنبي و بصراحة لما شوفتك هنا سرحت فيكي شوية.
شعرت بالخجل من غزله لها فهو لم يدخر جهدا في مغازلتها بعفة و بجرأة منذ أن أصبحت معه في ذلك المنزل ، أبعدته بخفة عنها حتى يجلس على الطاولة الموضوعة في منتصف المطبخ قائلة بخجل: طب أتفضل أقعد عقبال ما أخلص الاكل.
نمت إبتسامة خبيثة على ثغرة: يعني أعتبر ده تصريح منك إني أقعد أتأمل فيكي براحتي بقى.
إتسعت مقلتيها من حديثها و نظرت له بذهول بينما هو إنفجر ضاحكا على ردة فعلها و خجلها منه إلى ذلك الحد، بعد أن أنهى ضحكه قرر أن يتحدث معها بخصوص مكان إقامتهم: خلاص يا ستي متتكسفيش كده...المهم نسيت أقولك حاجة يا ضحى.
نظرت له بإهتمام فتابع: طبعا انتي عارفة إننا هنقعد هنا مؤقتا ، أحنا بإذن الله هنعيش في بيت والدي هو قريب من هنا ، و أنا عندي شقتي فيه ، عايزك تختاري تصميمها على زوقك و اعملي فيها اللي انتي عايزاه و انا هنفذلك كل اللي تتمنيه.
أومات له و هي تنظر نحوه بحب للطافته معها و حديثه الذي يشعرها بأنها تولد من جديد على يديه.
________________على صعيد أخر، صعدت "ليلى" إلى منزلها و مازالت تفكر في حديث جدها بأمر خطبتها من "ادهم" دلفت إلى الشقة لتجدها فارغة من والديها بسبب عملهما ، فأخذتها خُطاها نحو غرفتها و ألقت بجسدها على الفراش و أول من قامت بفعله هي محادثة "جودي" ملاذها و ملجأها الوحيد ، ما إن هاتفتها حتى ردت الأخرى عليها في غضون ثواني، قصت "ليلى" عليها الأمر بأكمله و اخبرتها بالتخبط الذي تشعر به من ذلك الأمر و اكملت: أنا حاسة إن اعصابي مشدودة أوي يا جودي، بجد مش فاهمة إزاي كده مرة واحدة يقول انه عايز يخطبني.
_ انا مش شايفة إن في داعي للقلق ده ، في رجالة كتير محترمين يا ليلى و بيدخلوا البيت من بابه علشان يبقى كل شيء رسمي ، و اعتقد إن مستر أدهم من النوع ده ، هو دخل البيت من بابه ، يعني أنا شايفه إنك تديله فرصة، هو بيقول خطوبة مش كتب كتاب أو جواز على طول ، يعني معاكي وقت تتعرفي عليه اكتر و لو طلع شخص كويس كان بها لو مش كويس خلاص كل واحد يروح لحاله.
أنت تقرأ
أهل و لكن.
Lãng mạnذلك الواقع الأليم الذي نحاول جاهدين أن ننجُ منه ربما هو إختبار يجب علينا أن نسعى لجتيازه. و تلك المواقف التي نتعرض لها ربما هي وسيلة لزوال أقنعة كل من حولنا لنعرف كل شخص على حقيقته. و هؤلاء الأشخاص الذين يُلقبون بالأهل أو الأحباب أو الأصدقاء ربما كل...