الفصل السابع عشر

15.7K 1.5K 449
                                    

قراءة ممتعة🤍.

__________________________________
__________________

وبيومٍ ما
ستسير بالشوارع، الطرق، المحلّات، والبيوت
واجِدًا الجميع يبكي!
الناس والشجر والنباتات، وحتى العصافير المُحلقة والحيوانات
ليس لأنهم ضعفاء أبدًا، بل لأنهم ظلوا أقوياء لوقتٍ طويل.

تناثرت أشعة الشمس لتقتحم ظُلمتها معنفة إياها "أفيقي، لا تستسلمي، مادُمتي حية فلازال هُناك أمل!"

تململت بمكانها متأوِهَة غصبًا من ذاك الآلم الشديد الذي إستطاع أن يحطم عظامها وبشدة، ومن الواضح أنه ناتج أثر نومتها طوال الليلة الماضية بتلك الغرفة المظلمة -الإنفرادية- بالقسم بعيدًا عن باقية السُجناء المرعبين!
لحظة.. أقالت سُجناء؟
أهي باتت سجينة!، أصبحت مُجرمة رسميًا بعد أن كانت أقاويل فقط.. وللأسف الشديد... مرة جديدة يضعها القدر بخانة المظلومين وما كانت أبدًا من هُواة الإدعاء، ليست مظلومة وتستطيع جيدًا أن تؤتي بحقها من بين أنياب الأسد حتى وإن كانت مضطرة لـ تمزيقه!.
أقل ما يقال عنها أنها إمرأة عاشقة للتحدي والمغامرة، ومن الواضح أنها لم تكِل أو تمِل بَعد.

نهضت من مكانها متأففة وهي تنفض الغبار من على ثيابها، فمنذ أن خطت لمطار مصر العزيزة والمصائب تنسكب فيضًا على رأسها!
لم ولن تتوقع يومًا بخيالها أن يكون فخًا فقط، وأن القضية لم تُقفل منذ البداية وأن الشرطة تنتظرها منذ آمد!، بالحقيقة من الواضح أن أكثر ما يثير إستفزازها ذاك المدعو بـ أيمن
قد يكون شُرطي ويؤدي واجباته فقط ولكن.. لما تبغضه لـ شخصه بذاك الحَد!!!

زفرت بضيق حالَما قاربت على الربع ساعة من التجوال في "الزنزانة المنعزلة" التي أُلقيت بها منذ أن أتت .. يعاملونها وكأنها مجرم خطير فعلًا وقد يكون ذلك أكثر ما يضحكها بالآمر!، يرونها سفاحة بل وبلا رحمة فماذا إن علموا أنها ترتعب من الحشرات بل وتعاني من فوبيا منهم!
لن يصدقوا بالطبع.. هي بالنسبة لهم قاتلة خطرة، وفقط.

قطع حديثها الداخلي مع نفسها صوت فتح الزنزانة من الخارج فبسرعة جلست مكانها وكأنها لم تقم تحدق بالباب بنظرات غاية البراءة فقط لغرض إستعطاف الشخص الأتِ.. وبمجرد أن أبصرت ذلك الـ"سمج" أيمن حتى إنقلبت نظراتها لأكثر شراسة وتجعدت ملامحها بضيق زافرة بمضض.

_ "إصطبحنا وإصطبح الملك لـ الله"

تبسم بإستفزاز مردفًا : "قدرك يا طاهرة، ويلا قدامي عشان عندك تحقيق دلوقتي"

نظرت للجهة الأخرى بعنهجية متغطرسة بحديثها : "لا مش فاضية".

_"ليه هيفوتك معاد دكتور الأسنان يا روح أمك!!"

صرخ بها على فجأة مما أفزعها لتنتفض مكانها دون وعي واجدة نفسها بأخر ركن بالزنزانة منكمشة على نفسها بغير إستيعاب..

الچوكر ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن