الفصل الرابع

17.6K 1.6K 585
                                    

قراءة مُمتعة💖

____________________

بمكتب مُحاماة جواد فِراس
تقف مواراة الباب تهندم ملابسها في إنتظارها لمقابلة الدكتور أمير الأنصاري، فها هي دقّت الساعة الثانية عَشر ظُهرًا موعد مقابلتها لموكلها العزيز.. طُرِق الباب مراتٍ لتأذن بالدخول ظنًا منها أنه موكلها ليظهر من خلف الباب رئيسها بالعمل "جواد".

_"إزيك يا نيچار عامله إيه؟"
همهمت بخجل : "الحمدلله، وحضرتك؟"
_" اا.. تمام الحمدلله "
حك رأسه بحرج ثم غمغم كـ وسيلة لفتح حديث أخر : "ريما مجاتش النهاردة"
_ "أه انا عرفت انها خدت اليوم كـ اجازة مرضية"
_ "أيوا، طب وهتقعدي طول اليوم لوحدك كدا؟"

تحدثت بسخرية : "دا على أساس انها بتموت في دباديبي ومقطعين بعض كلام يعني؟"

أردف جواد متعجبًا : "أيوا بس انا كل ما بدخل بلاقيكوا بتتكلموا"

_ "أه مانت بتدخل في الوقت اللي هو ما قبل الشد في شعور بعض دا عارفُه؟"

ضحك جواد مغمغمًا : "أه عارفُه أه"

هزت كتفيها بهدوء : "بس كدا"، ثم هتفت بإرتياب : " هو انت عاوز تقول حاجة صح؟"

_"اه، تحديدًا عاوز أوريكِ حاجة"
_ "طب وريني"

هرول للخارج فور كلمتها ولم ينفك أن يختفي بضع دقائق حتى أتى وبيده باقة زهور كبيرة تحوي من كل نوع مفضل لها وردة، وبحبور إنعكس على مقلتيها المتلألئتان هتفت : "إيه دا؟"

_ "دول تسعة وتلاتين وردة"

_ "تسعة وتلاتين!، إشمعنا تسعة وتلاتين؟"

رَد وإبتسامته باتت تحتل وجهة بأخر حديثه : "عشان أجمع شملك مع أشباهك الأربعين".

أضحت الطبول تقرع بداخلها منذ أن هتف بتلك الجُملة، وأهٍ وألف أه منك يا جواد، تعلم جيدًا كيف تلعب على أوتاري وتجعل من أعصاب فتاة قوية ناي للعزف!
أخذت تلتقط في أنفاسها المسروقة لثوانِ حتى تنتظم شهقاتها رويدًا، وبثبات تحسد عليه نقلت نظراتها للأرض وهمست : "ممكن حضرتك تبطل تكسفني؟"

قهقة حين أردفت تلك الكلمات ثم جمع شتات نفسه وهدر : "طب ممكن حضرتك تديني رقم جدو؟"

_"ليه؟ "

_"عاوز أشرب معاه الشاي"

توردت وجنتيها بحُمرة خفيفة وتكلمت : "هو.. بُص، أصل.."

_"إهدي، فيه ايه؟ "
أرجعت خصلات شعرها المتطاير للوراء وقالت خجلة : "هكتبهولك في ورقة"

وبحركة سريعة دون سماع رده دونت رقم جدها بورقة إقطتفتها من الـ"الأچندة" خاصتها الموضوعة على المكتب ثم أعطتها إياه وترجلت سريعًا خارج المكتب وشفتيها كادت تنزف من كثرة الضغط عليها بأسنانها وقد نست للتو عميلها وموعدها وتكاد تنسى نفسها حتى!، بينما هو ينظر في أثرها بـ حَلاوة مهمهمًا بنفسه : "حلوة، لا دي حلوة اوي كمان".

الچوكر ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن