جاهزون يا أبطال؟ 🙆♀️
قراءة مُمتعة.._________________________
-ولرُبما اليوم هو يوم إنتهاء كُل شيء!-
وقف يطالع حشد الرجال أمامه بهدوء ظاهري، وإمارات البرود بادية عليه وبإتقان، يحاول أن يظهر لهم الثبات كما أخبره صادق حتى لا يساوموه على المزيد، والقوة ليزرع بهم الرهبة والتقدير تجاهُة رغمًا عن إرتجاف أوصاله الداخلي..
وعندما طال الصمت بدأ في الحديث متوترًا : "فين البنت!"_"فين الشنطة؟"
أتاه الرد بنفس اللحظة ليستكمل وقد إستشعر بوادر المعركة : "البنت الأول"
كاد الطرف الآخر أن يرد حتى أشار له رجل ومن الواضح أنه زعيمهم ليقف عن الكلام، ثم بدأ حديثه بمكر : "حقك، هاتوله البنت"
وجه أخر حديثه لبقية رجاله فتمتموا بالموافقة، وبالفعل بضع ساعات وأتوا رفقة الفتاة الصغيرة مُدللة أبيها!
بدت له أكثر ضعفًا، هونًا، وتيهًا..
خصلاتها مشعثة، وجهها يملؤه الأتربة الطفيفة ومن الواضح أنه أثر المكان التي لُقيت فيه، ملابسها كما هي ولكن أصابها بعض البُقع والغبار، غير مهندمة أو شغوفة كما إعتادها، بل مُحطمة، منكسرة.. كما لم يراها قبلًا.
إتخذ حِفن من الزمن ليناظرها ويتأكد أنها هي
نيروز
إبنته!
ودون أي مقدمات ركع على قدميه كما تُحب وأفرج عن يداه يفرجهما بكل حب منتظرًا منها المجيء والإرتماء بين أضلعه وبالفعل، لم تخيب ظنه بل نَحَت يد ذاك الرجل الغليظ بعيدًا عن أكتافها متوجهة وبسرعة نحو أبيها العزيز، لحظة إلتقاء نصفين حاوطهما الزمن بقيودٍ من نار.. وكأنه يجبرهم بالبعد غصبًا
وبالرغم من صغر سنها إلا أن العلاقة بينهم تخطت الأب والإبنة بمراحل.. هي صديقة وروحه المتجسدة بهيئة بشرية، يكفي لمعة عيناها وتوهج ملامحها عند الفرح.. فقط قادرة على إرجاع روحه له وبأبسط الطرق!همست هي بطفولية أصابته : "المُحقق كُنان هُنا للإنقاذ!"
فضمها كما لم يفعل قبلًا مُقبِلًا كل إنش بوجهها ويداها من فرط فرحته، لا يستوعب أنه وأخيرًا إلتقى بجزء من روحه عنوة بعد معاناة تصل لأسابيع طويلة، وبالنهاية.. ها هو ذا، بين أحضانها مضمومًا لداخلها بواسطة كفيها الضئيلتان.. قاطع لحظاته العميقة حمحمة إحدى الرجال الساخر والذي تحدث غير مباليًا : "خلصتوا الدراما دي؟ فين الشنطة"أغمض كنان عيناه بشدة وكأنه يستمد الدعم من ظلمة جفناه وبسرعة سقف بكلتا يداه كإشارة للهجوم هامسًا : "فالنبدأ"..
إندفعت القوات المسلحة من كل الجوانب يرأسهم صادق وأيوب حتى إمتلأ كل متر بالمكان بعشرات الضباط الذين أدخلوا الخوف بقلوب المجرمين المنشودين، داهمتهم القوات بالسلاح فأنزل رجال العصابة أسلحتهم بتوتر متوعدين لمخادعة كنان بالكثير
وحالما تأكد من خلو الجميع من الأسلحة أمسك بيد فتاته يجتذبها للخارج غير عابئًا بالكارثة التي تتحضر خلفه؛ فبلحظة خيانة لم يتوقعها أحد لف رجل العصابة يسحب السلاح من يد الضابط خلف ظهره بغفلة لم تكن بالحسبان مما سبب حالة فوضى جعلت كل من كنان ونيروز يلتفتون للوراء مشاهدين للأحداث الجارية، وباللحظة التالية إنطلقت رصاصتين، وبالأحرى من سلاحين مُختلفين وكان لكل منهما أثرها الفاحش!
أنت تقرأ
الچوكر ✓
Aksiyonرائحة سَفك الدماء تفوح بالأرجاء، الظلام يعُم بالمكان وكأنهُ ينافسهُ من منهما أشد عتمة، أستمع لخطوات قدميه نحوي كعقارب الساعة كأنها تُعلن أنها نهاية الطريق، أمّا عنهُ؛ فرؤيتهُ بِحَد ذاتها تستطع أن تبث الهَول بقلوب أعتى الرِجال، جلس على مقعده الوثير ي...