نظر إليها بثابت وشوق وتألم على امل ان تجيبه لكنها تفضل الصمت على البوح بما في خاطرها
ظل ينظر إليها بصمت نظرات هي لم تفهمها نظرات تحمل الكثير من المشاعر ، انزلت نظراتها وحمحمت لتبدو قوية امامه انه الشخص الوحيد الذي تضعف امامه
غدير: ابتعد عن طريقي يا هذا
رواد: اجيب عن سؤالي يا انسة
( ابتسم ، هذه الابتسامة التي لم ترتح لها يوم في الحقيقة لم يرتح لها احد )
غدير: قولت ابتعد ( ابتعد عن طريقها ومزال نظره مثبت عليها حين خرج يزن من مخبأه واقترب منهما رفع نظريه منها ووجههما ناحية يزن وهو لا زال يبتسم تلك الابتسامة الهادئة التي لا تبشر بالخير ابدا اما هي ارتبكت ونظرت الى يزن الذي قال بهدوء : ابتسام ادخل الى داخل ( قالها وهو ينظر الى رواد بنظرات تحذرية استقبلها الاخر بصمت )
اومئت ثم دخلت الى داخل
يزن: اعمل عملك بشكل جيد ولاداعي لازعاج الاخرين
رواد: يبدو ان جدك لم يخبرك انني شخص صريح جدا وايضا لا اخاف احد
يزن: حقا ايها المغرور
رواد: اجل ( ابتسم له وقال) ابقيك بعيدا عني لانني لست ندا لك
يزن: كأنني سأخاف منك يا هذا
رواد: ليس بالضرورة لانني لن اترك لك فرصة لتخاف ( غمز له ثم غادر بينما بقي يزن ينظر له من بعيد وهو يشعر بالغرابة منه فلطالما وظف جده اشخاص غرباء ولكن هذا الشاب هو اكثرهم غرابة وتصرافته لا تفهم ابدا كما ان من الواضح انه ليس شخص سهلا بالمرةدخلت وهي تشعر بالخوف والقلق يكاد قلبها يخرج من مكانه
جلست في مقعدها وهي تحاول اقناع نفسها بأن ابنها لن يأخذ منها ابدا
انتبهت لها منى لتسأل
اانت بخير يا غدير
رفعت الاخرى وجهه من على الارض واصطنعت الابتسام ) اجل بخير
منى: اسمع قرار جدي يا غدير هو يريدك ان ترتبط بأخي كي لا تبقي وحيدة
غدير: لست وحدي رواد معي
منى: انه صغير جدا هو ايضا يحتاج الى اب واخي سيكون اب له
غدير نظرت الى جدتها ثم قالت: انا لست موافقة شئت ام بيت لن اوافق على هذا الزواج
يزن: وانا ايضا لست موافق اخبرتك جدي وسأعيدها لك لن اتزوجها
نظر درويش الى حفيده بيأس فهو عكسه تمام
درويش: حسنا كما شئت
نظرت زهرة إليه بدهشة ايعقل انه تراجع عن خطته
درويش: يمكنك الانصراف يزن
يزن: حسنا جدي
خرج وهو يشعر بالارتياح فهو اخيرا تخلص من هذا القيد الذي كان حوله
بينما غدير ظلت تنظر الى جدتها بغضب دفين ثم خرجت هي الاخرى لتصعد الى غرفتها
منى شعرت بالحزن على اخيها لذا قررت ان تحاول لاخر مرة ان تقعنها بهذا الزواج
عاد الى عمله ونيران مشتعلة داخله غضب وغيرة احرقت فؤاده
جلس على الكرسي وهو يفكر في غدير وفي ذلك الطفل الكثير من الافكار السيئة غزت عقله وبدأ شعور الندم يتصاعد داخله ضرب بقبضته المكتب وقال بحدة: اللعنة ! تبا لك يا هذا تبا
بينما عند غدير انهمرت دموعها بغزارة وتعالت شهقاتها حين دخلت عليها منى ونظرت إليها بإندهاش اقتربت منها وضمتها إليها لتقول الاخرى بإنهيار
لا اريد ان يأخذ طفلي مني لا اريد
منى: غدير عزيزتي لا تبكي لا احد سيأخذ طفلك اعدك
غدير: ارجو ذلك لا تسمح لهم بأخذه انه الوحيد المتبقي لي لا اريد ان تحدث عن شيء ارجوك فقد اريدك ان تبقي معي
♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️♥️
في المساء
اشعل غليونه وجلس يدخنه وهو يفكر في الكثير
حفيده رفض رفضا قاطعا هذا الزواج وهو لا يريد ان يجبره على هذا الزواج ايضا
وهو يفكر خطر في باله رعد انه مناسب جدا لها خرج من مكتبه ونزل الى الحديقة ليطلب من حرسه المنادات على رعد
حضر رعد بسرعة ووقف امامه
رعد: اطلبتني يا سيد درويش
نظر درويش له ثم قال: اجل
وفي نفس الوقت حضرت زهرة وغدير التي تركت ابنها عند منى
إلتقت اعينهما للحظات قبل ان تقاطعهما زهرة وهي تقول: تفضل سيد درويش طلبتنا
درويش: اه اردت ان اطلب منك ان تذهب معنا في نزهة
زهرة: نزهة !
ابتعد درويش قليلا عنهما وقال لزهرة: تعال لنتحدث اقتربت منه وقالت: هات ما عندك يا سيد درويش
درويش: وجدت الشخص المناسب لحفيدتك
زهرة: من ؟
اشار الى رعد الذي كان ينظر الى غدير
نظرت زهرة إليه وقالت: هذا !
اومىء بإيجاب وقال: اجلزهرة: ولما هو بالضبط ؟
درويش: هذا الشاب هو الذي سيأخذ بثأر من ال عاصفنظرت غدير له وهو بقي مثبت نظراته عليها قبل ان تخفضهما
وتحركت ناحية جدتها
درويش: لتأخذنا في جولة صغيرة يا سيد رعد
رعد: حاضر
ركبوا السيارة وانطلقت في ذلك الطريق الهادىء المحفف بالاشجار الكبيرة وكثيرة اوراقها
حدقت بهذا المنظر من خلال نافذة السيارة ودموع تشكلت في عينيه لتنزل منها بإتباع
عيناه كانت على طريق وفي بعض الاحيان عليها شعر بقلبه يعتصر الما وهو يراه تبكي بينما زهرة نظرت إليها بإنزعاج لتقول: مابك ؟
غدير: ( انتبهت لنفسها لتهم بمسح دموعها وهي تقول بصوت حزين: لا شيء
زهرة: اذا توقف عن البكاء
اوقف رعد السيارة لينزلوا منها
ابتعد درويش وزهرة ليتحدثوا في شأن خاص بينما بقيت غدير امام السيارة
نظر رواد إليها ثم مد يده في جيبه واخرج المنديل ليقدمه لها قائلا: امسح دموعك
غدير: لا اريد
رواد: لا احب ان ارى دموعك
غدير: لا اريد اي شيء منك يا رواد
رواد: جيد انك تتذكرين اسمي
غدير: وكيف انسى اسم من قتل ابي وامي ( قالتها بغل)
رواد: هذا رايك فقط
غدير: سأجعلك تندم اشد ندم يا رواد
رواد: ( ابتسم ) اووه لست خائفا منك يا روحي
غدير اشاحت بأنظارها بينما في الجهة الاخرى كانت زهرة تنظر إليهما وهي تستمع الى كلام درويش الذي قال: انهما متوافقان جدا
زهرة: قولت لي انه قاتل محترف
درويش : اجل
زهرة: انا موافقة عليه
فتح رواد الباب لدرويش ثم لزهرة ثم لغدير حين همس في اذنها
الم تشتاق لي
ارتعدت اوصالها ونظرت إليه بتوتر حينها ابتسم وقال: اركب يا انسة ابتسام ليس لدينا وقت
ركبت وهي تشعر بالتوتر منه وفي الصباح
زهرة: غدير ستتزوجين برعد
نظرت غدير إليها بصدمة بينما قالت الاخرى: في المساء حفل زفافك
وقوع الخبر عليها الكصاعقة
يتبع ..... حكاية من الماضي