الفصل الأول

43.4K 790 25
                                    

كانت وسيلتي لأكون بخير هي أن أتفائل دائمآ بالأفضل
حتى وإن كانت تقاليد الواقع تخالف أحلامي ونظرتي للحياه
لا بأس ! ربما ستزهر من أرواحنا سعادة ذات يوم ، ف من غير الممكن أن يظل الحزن سائد على الأجواء دائمآ وأنه ربما سيأتي يوم ونضحك فيه على كل تلك الألام الماضيه
ننظر بعين الرضا إلى الماضي الذي إلتئم جرحه لنتنهد بعمق على ما حصلنا عليه الأن
نسير وسط الناس الذين لاطالما كان كلآ منهم يسير حزينآ
شاردآ في اللاشيء
بل سنفتح أعيننا ذات يوم لنعتبر أن كل ما فات ماهو إلا كابوسآ مفزعآ شنيعآ لا حياة فيه وأن ما نحن عليه الان وماهو قادم ما هو إلا الخير بالتأكيد هو الخير وكيف له أن يكون عكس ذلك !
القادم في نظري دائمآ أجمل ف إن حدث عكس توقعي ف بالتأكيد سأكون أحسنت الظن بالله وهي عبادة عظيمه لو تعلمون
دائمآ أؤمن أن بعد كلام ظلام هناك نور الفجر يتسلل ببطيء لينير الحياة من حولنا
بالرغم من أنني دائمآ من عشاق الظلام والهدوء والبرد والجو المغيم
إلا أنني بالتأكيد لا أفضلهم دائمآ
لا مانع من يومآ واحد يخالف أحلامي وذلك وفقآ لقوانين الطبيعه

فقط تخيلوا معي ذلك المشهد
طريق بلا نهايه تحيطه الأشجار ذات الأوراق الذابله ، والهواء البارد صوته فقط من يضج بالطريق
وبعضآ من المصابيح ذات الإضاءه الضئيله
الإضاءه التي تشتعل تارة وتنطفيء تارة أخرى
وأنت تسير تستمع لتلك الموسيقى المفضله لك
محاولآ تناسي كل المساويء التي تواجهك خلال يومك
وخلال رحلة سيرك تنظر أمامك
هناك شخصآ ما قادم
الضباب يخفي تفاصيله
ولكنه يقترب شيئآ ف شيء
حتى تتضح معالمه
إنها فتاه !
وضع يده في جيب بنطاله ، محاولآ تجاهلها
كأنها ك اي فتاة تسير بجانبه يوميآ
ولكنها أطالت النظر إليه !
إلتفت بوجهه الجهة الاخرى علها تكف عن النظر له بتلك الوقاحه ثم قام برفع صوت الموسيقى
ولكنها تعمدت الوقوف أمامه مشيره بيدها!
خلع نظارته الشمسيه التي يرتديها في تلك الأجواء فقط لإخفاء عيناه الحمراوين من قلة النوم
نظر لها ببرود متناهي وهو يقول : أتفضلي ؟
قالت الفتاه وهي ترتجف : معلش هو حضرتك عندك عربيه !
تجمد نظره وأطرافه من سؤالها المباغت ف قال : أيوه ، في مشكله ؟
قالت الفتاه وهي مازالت ترتجف: ولما حضرتك عندك عربيه بتمشي ليه ؟
ظل نظره متجمدآ عليها ثم فجأه إبتسم بسخريه وقال : هما منعوا المشي في الشوارع الأيام دي ؟
قالت بإحراج : أنا مقصدش أنا بس مستغربه لإن مفيش غير حضرتك في الطريق هنا ومفيش حد صاحي حاليآ وأنا مش لاقيه ولا تاكسي
هز كتفيه بعدم مبالاة ثم قال : وأنا إيه مطلوب مني ؟
قالت بخجل : لو ينفع نرجع لعربيتك عشان محتاجه أروح المحطة بتاعت القطر ؟
نظر لها ثم ضحك وقال : أنا في حياتي مشوفتش جرأه كدا !
قالت الفتاة بخجل واضح : أنا اسفه بس لو فضلت هنا كمان شويه هتجمد وهديك بطاقتي وأي اثبات شخصيه إنت عايزه بس من فضلك ساعدني أنا طالبه مغتربه هنا ولازم أرجع لبلدي

وقف لثوان لا يعلم هل يرفض أم يقبل ويوصل تلك الفتاه حتى لا يضايقها أحدهم
تأفف بضيق وهو ينزع سماعات الهاتف من أذنه وقال : هنمشي عشر دقايق لما نوصل للعربيه بس معلش هتديني بطاقتك عشان أضمن ان مش وراكي مصايب
فتحت حقيبتها على الفور وأعطته بطاقتها وقالت : والله العظيم الظروف هي اللي جابتني المنطقه دي ، أنا عارفه إنها منطقه فخمه بس ليا أسبابي اللي خلتني أجي هنا
نظر لها بترفع ثم قال : أحب أعرفها قبل ما نتحرك
الفتاه برعب : حاضر والله هقولك بس ممكن ف عربيتك ؟
نظر لها بهدوء وهو عاقد حاجبيه ثم قال : إتفضلي ..

#تائه_في_عيناها
#روزان_مصطفى

..  تائه في عيناها..( مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن