الفصل الثاني

20.1K 601 3
                                    

نسمات الهواء البارده لامست أطرافهم ف أصابتهم بالقشعريره ، كان كلآ منهم يسير بجانب الأخر ولكن كانو شاردين ، كلآ في عالمه الخاص
أخرج من جيب بنطاله الأسود مفتاح للسياره ثم فتحها عن بعد وقال للفتاة بجواره : إركبي هي العربيه السودا دي
إتجهت هي مسرعة للسياره وهي ترتجف بردآ ثم ركبت بهدوء وتنفست بعمق
ركب هو بجوارها على مقعد السائق ثم قال : هوديكي محطة القطر وخلال ما انا سايق عاوز أعرف كنتي بتعملي إيه جمب الكمباوند
نظرت له بعيناها ثم قالت : أنا في كلية تجارة وطالبه مغتربه وإتعرفت على زملاء ليا في الكليه وكان منهم يوسف
قاد السياره بهدوء وهو يستمع لها ف أكملت هي : من أول يوم وهو بيعاملني كويس أوي محاضرات باخدها منه في البريك يجبلي ويجبله أكل وحجات ونقعد نذاكر وندردش
واحده واحده قربنا لبعض وبقيت بثق فيه أكتر من أي حد خصوصآ إنه دافع عني أكتر من مره ومش بيستخسر فيا اي حاجه
تنهد هو ف قال : أيوه إيه علاقة دا بسؤالي ؟
تمالكت أخر ذرة شجاعه بقيت لديها ف قالت : ماهو يوسف عايش في الكمباوند اللي جمب بتاعكم وأنا روحت اذاكر معاه هناك ع أساس مامته واخواته البنتين موجودين بس .. بس هو كان لوحده وحاول .. حاول يعتدي عليا
نظر لها بصدمه ف كاد ينحدر على الطريق ف قالت هي : خلي بالك حاسب
إعتدل بالسياره سريعآ ثم قال بغضب : إنتي إزاي تسمحي لنفسك تروحي بيت شاب حتى لو فعلا أمه موجوده !
تنهد ثم قال : وأنا مالي أنا هوصلك ومتكرريش كدا تاني عشان مش كل الناس كويسه زي ما إنتي فاكره
نظرت له وهو يقود ف قالت : هو إنت إسمك إيه ؟
لم يرد لعدة ثوان ثم قال بهدوء : يهمك إسمي في إيه ؟
شعرت بالإحراج ف قالت: لا ابدآ ، أنا اسفه
سكت قليلآ بعدها قال بهدوء : إسمي تميم ..
ف إبتسمت هي إبتسامه خفيفه وقالت : وأنا إسمي ذكرى
ضحك هو بصوت مرتفع قليلآ ثم قال : من الصبح مخنوق ملفيتش حاجه تضحكني
عقدت حاجبيها ثم قالت : دا إسم قديم أنا عارفه بس ماما بتحب الحجات الكلاسيك والقديمه عشان كدا سمتني ذكرى
إبتسم قليلآ محاولآ تخفيف الضحك ف قال : عاشت الأسامي يا أنسه ذكرى
قالت هي : شكرآ
رفع كتفيه لامبالاه ف قالت هي : لا شكرآ عشان وافقت توصلني
كانت عيناه عميقتين ، رماديتان اللون ، اللون الرمادي الذي يجعلك تغوص بتفاصيله الفاتحه ولا تعود لرشدك لذلك كانت هي تنظر له كثيرآ ، بشرته بين البياض والسمار ، شعره أسود لامع ناعم جدآ ولكن على ما يبدو هو يحاول أن يثبته ب كريم أو اي ماده لتثبيت الشعر حتى لا يقع على عيناه
شردت بتفاصيله متناسيه ما حدث لها ولكنها إنتبهت على صوته يقول : وصلنا محطة القطر ، رحلة سعيده
أفاقت من شرودها وهي تقول : شكرآ مش عارفه أقولك إيه
قال تميم بهدوء : تعالي أحجزلك التذكره إنتي زي اختي برضو
نزلوا وساروا بإتجاه عامل التذاكر وأشترى لها واحده وبينما هو يعطيها التذكره أخذتها منه ف رن هاتفه
أخرجه من جيبه ليجد ٤٥ مكالمه لم يرد عليها
قال تميم لذكرى : روحي إركبي القطر واقف هناك أهو
ذكرى وهي تنظر لهاتفه : عمال يرن أكيد والدتك قلقت عليك بسببي
قال بوجهه متجهم وغير سعيد : دي مش والدتي دي مراتي .. عامة هتصل بيها
شعرت ذكرى بهبوط في الدوره الدمويه وهي تقول من بين أسنانها : أها ، عن إذنك
سارت سريعآ من أمامه ف إتجه هو لكشك صغير وإشترى زجاجة مياه معدنيه ، تتصلت للمره ال ٤٧ ف رد قائلآ بغضب هامس : في ايه ؟؟
قالت زوجته وهي تبكي : إنت كلمت بابا ؟ عشان خاطري يا تميم بلاش تعمل كدا عشان خاطري
تميم بغيظ : أنا مشوفتش في بجاحتك ! متتصليش تاني لحد ما أتنيل واشوف هعمل إيه محتاج أقعد لوحدي وأفكر
أغلق الهاتف في وجهها ثم أغلقه تماما ووضعه في جيب بنطاله
* في حمام المحطه *
كانت ذكرى تقف أمام المرأه وتقول : متعرفه ع الراجل الصبح وحاسه بغيظ إنه أتجوز ، دا غير يوسف الحقير ربنا ياخده ! أنا إيه اللي بيحصل معايا دا هوووف
كانت تغسل يديها وقررت التوجه للخارج حتى تلحق القطار ولكنها خرجت ولم تجده
ف قالت لنفسها : يارب اللي ف دماغي يطلع غلط ويكون القطر لسه مجاش اصلا ! بس مجاش إزاي وتميم دا شاورلي عليه يالهوي لا يكون فات !
* عند تميم *
كان يجلس بجوار الكشك ويرتشف من زجاجة المياه المعدنيه ، شغل الكشك أغنيه على الراديو وكانت كلماتها * خليني ذكرى جميله عندك وإوعى تنسى زمان *
إبتسم تميم ليتذكر تلك الفتاه المختله التي إقتحمت يومه في الصباح واخرجته قليلآ مما هو فيه ، لعلها سافرت الأن
إذآ ليذهب هو لا داعي لوجوده
وبينما هو يقوم من مقعده وجد فتاه تجري مسرعه بإتجاه شباك التذاكر المجاور للكشك وتسأل العامل عن نفس القطار متى سيأتي القادم ؟
إتجه تميم نحوها بسرعه ثم جذبها من ذراعها قائلآ : إنتي فوتي القطر ؟؟؟
.

.
#تائه_في_عيناها
#روزان_مصطفى

..  تائه في عيناها..( مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن