الفصل الرابع

14.5K 546 13
                                    

سأتذكرها ؟ بالطبع ساتذكر
تلك الخصلات الناعمه ذات رائحة الياسمين وإرتباكها وخوفها كلما تحدثت إليها ، ساتذكر إعتراضها لي في الطريق وإجبارها لي على اخذها لمحطة القطر وإرتجافها من البرد والتوتر
ك الطفله التي شعرت بالخوف ف لم تجد من يحتضنها ف ركضت للغرباء ، اشعر أنني لست غريبآ ، وأنني قابلتها في زمن مختلف

مسح تميم لها اثار الكاتشب ثم قال : العيال الصغيره بس اللي بتبهدل بوقها بالأكل
ذكرى وهي تقطم من الطعام : وماله ؟ حد يكرهه يرجع عيل صغير تاني
شردت وهي تتحدث ثم اكملت قائله : العيال بتوع الشارع وولاد الجيران يرفضوا يخلوك تلعب معاهم ف تجري لمامتك تعيط ، تملش على راسك وتقولك إفرد ألعابك وإلعب بيهم متروحش للوحشين دول تاني
اكملت ذكرى حديثها قائله وهي تضحك بخفه : ف تفرد لعبك كلها وتسميهم كلهم وتعملهم صحابك وتكون فرحان وانت ماسك لعبتك المفضله وعمال تتكلم معاها وتشتكيلها بعدين تاخد فلوس من ابوك وتنزل بكل ثقه تشتري حاجه حلوه ولما العيال يطلبوا منك تلغب معاهم ترفض قال يعني كرامتك مش سامحه
إبتسم تميم وهو ينظر لها تتحدث بتلك العفويه ثم قال : بتحني لأيام الماضي أكتر ؟
نظرت له ذكرى ثم قالت : طبعآ ، الماضي احسن بكتير من اللي احنا فيه ومن اللي جاي ، كل ما بتفوت سنين وبتتقدم في المستقبل بتحس إن الضغط عليك بيزيد أكتر وأكتر ، راحة البال هي الأساس صدقني
ارجع تميم راسه للوراء ثم قال : بس هتيجي منين راحة البال ، حتى لو انتي شخصيه كويسه ف الناس اللي اخترتيهم في حياتك هيكونوا سيئين وهتتحملي نتيجة حبك ليهم

توووووووت

تنتفضت ذكرى وهي تقول : القطر !
فتح تميم باب سيارته بسرعه ونزلت ذكرى معه ، اغلقوا الابواب ف مد تميم يده لها قائلآ : هاتي إيدك بسرعه القطر هيفوتك !
نظرت ذكرى ليده الممتده بإتجاهها ولم تترد في أن تضع يدها بيده ، ركض بها بسرعه حتى احضر لها التذكره واعطاها إياها ثم أخرج من جيبه ورقتين من فئة المائة جنيه وقال  : خلي دول معاكي كمان
ذكرى بخجل : لا شكرآ كفايه التذكره
نظر لها بحده وقال : مش هعيد كلامي تاني خدي
مدت يدها وهي ترتجف وإلتقطت منه المال ف خلع وشاح عنقه ولفه على عنقها قائلآ : عشان البرد ، ومتقعديش جمب الشباك عشان متبرديش
تعلقت نظراتها به ، ألا يوجد نسخه اخرى منك ؟ لماذا عندما وجدت من يرفق بها ويخاف حالها تجده متزوجآ ؟
ركبت القطار ونظرت له من النافذه ، تبتسم لها وهو يشير بيده وداعآ
إنطلق القطار ، وإختفى من أمام عيناها ، ولكنها أمسكت بوشاحه وإشتمت رائحته وهي تغلق عيناها بهدوء وإستمتاع
عاد تميم لسيارته ، واضطر اسفآ أن يعود للمنزل

* في منزل تميم *

فتح الباب بمفتاحه ثم أغلقه وراؤه ، ركضت من فوق الدرج فتاة متوسطة الطول شقراء ترتدي ثياب نوم سوداء تليق ببشرتها
ما أن نظر لها تميم حتى توقفت قائله : صوت مفتاح في الباب دا احلى حاجه ممكن اسمعها
نظر لها تميم بإحتقار قائلآ : هتتحرمي منه قريب الصبر حلو بس
قالت رانيا * زوجته * بحزن : سامحني يا تميم لو كنت اعرف إني هقابلك وهحبك كنت حافظت على نفسي عشانك
لوى تميم فمه بسخريه قائلآ : الواحده المحترمه بتحافظ على شرفها ونفسها خوف من ربنا مش من جوزعا بس! ومبتحطش راس أهلها في الطين ، بس إنتي فلوس أبوكي هبلتك وخلتك تنامي مع واحد ضحك عليكي بإسم الحب وأنا واحده رخيصه زيك مستحملها عشان انا راجل ووقفت جمبك واحد غيري كان رماكي في الشارع

* في منزل ذكرى بعد ان وصلت *
جلست على الأريكه وهي تتنفس بعمق وتقول : كان أصعب وأغرب يوم في حياتي مش متخيله يا ماما اللي شوفته عشان أوصل
والدتها : الحمد لله ربنا سترها معانا ، حظك حلو إن ابوكي ف بورسعيد أحسن هو مبيحبش سفر البنات لوحدهم
ذكرى بتعب : الظروف حكمت عليا بكدا يا ماما ، أنا هموت وأنام
والدتها وهي تنظر لعنقها  : وإيه الملفوف على رقبتك دا ؟
إبتسمت ذكرى وهي تلمسه باصابعها ثم قالت : لما أصحى هحكيلك  ♡

.
.
#تائه_في_عيناها
#روزان_مصطفى

..  تائه في عيناها..( مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن