الفصل الثالث

16K 529 19
                                    

إصطدمت بجسده إثر سحبه لها من ذراعها ، تناثرت خصلات شعرها حول وجهه ووجهها ، وإحمرت وجنتيها خجلآ من ملامسته لها
نظرت له بخجل ورعب ثم قالت : دخلت الحمام بتاع المحطه طلعت لقيت القطر مشي ملحقتهوش
ترك تميم يدها ببطيء وهو يقول : أنا عملت اللي عليا وجبتك هنا وننتي حره ، مش عارف طلعتيلي منين اساسآ مش ناقصك
قالت بهدوء : أنا عارفه إني تقلت عليك خلاص أتوكل إنت على الله وأنا هدبر حالي
رفع كتفيه عدم مبالاه ثم ذهب بإتجاه سيارته تاركآ إياها في منتصف المحطه
ركب سيارته وحاول أن يجعلها تدور ولكنها يبدو أنها لا تعمل ، خبط على المقود بيده بغضب ثم اخرج هاتفه من جيب بنطاله ليرى عدة إتصالات من زوجته ف تأفف بضيق ثم قال : بني أدمه قذره يلعن أبو تربيتك
قام بضغط عدة أرقام في لوحة مفاتيح الهاتف ليقول بعد مده من الإتصال : حبيبي يا عماد أزيك ؟ أنا العربيه مش راضيه تدور تقريبآ المحرك فيه حاجه ف لو تيجي بس تشوفها ليا ؟ أنا في محطة القطر راكن صف تاني ، خلاص هنتظرك
اغلق معه الهاتف ليفتح الراديو وأول ما قام بفتحه إستمع إلى شيخ يقول : لاازم تعرف إن دا قدرك مينفعش تهرب منه ، مقدر ليك إنك تقابل فلان في الوقت المحدد وتسيب فلان برضو في وقت لا يعلمه إلا الله ، تسيب وظيفتك وتروح لتانيه برضو لسبب ربنا وحده اللي عالم بيه ف متيأسش وتكتئب وتقنط من رحمة ربنا مش يمكن اللي هيحصلك دا الخير كله وأحسن من اللي كمت بتتمناه بكتير ؟

* في محطة القطر*
كانت ذكرى تجلس على الكرسي وهي تحرك قدميها من التعب والملل ، اخرجت هاتفها لتتصفحه قليلآ ولكنه فصل شحن في يدها ف قالت بياس : دا وقتك !
جاء شابين يبدو انهم بسطاء ليجلس كل منهما بجانبها ليجعلوها في المنتصف
جائت لتقوم ف قال أحدهم : تقعدي بس هنقول كلماين وبعدين قومي
تجاهلتهم وحاولت القيام ولكن منعها أحدهم قائلآ : يابنتي خليكي حلوه كدا عشان مفيش غيرك في المحطه حاليآ متخليناش نعمل معاكي الصح
غضبت هي ف قالت : قسمآ بالله لو ما بعدت منك ليه لأكون مصوته دا إنتوا معندكمش نخوه
وضع احدهم يدها على ظهرها ف إنتفضت وركلته بقدمها في قدمه
وهي تبحث حولها عن أحد لتطلب منه المساعده
جائت لتركض ف إصطدمت بجسد رجل
رفعت راسها برعب لتجده تميم ، سحبها ببطيء وأوقفها خلفه
ف قال : يلا يالا إنت وهو من هنا
ضحكوا ف قال أحدهم : إنت بقى الحنين اللي جاي تحميها والجو دا بقولك ايه اتكل على الله متخليناش نعملها معاك
رفع تميم أكمامه وخلع ساعته الذهبيه واعطاها لذكرى ثم قال : أنا عايز اعرف هتعملوها معايا إزاي
نقترب منهم ليمسك أحدهم من قميصه ويضربه براسه ف سقط ارضآ متألمآ
إقترب الثاني من تميم ليخرج مطواه صغيره ف شهقت ذكرى ووضعت يدها على فمها
جرح معصم تميم بالمطواه ف رجع للخلف بألم
غضب تميم وكانت صورة زوجته أمام عيناه ليمسك الفتى من عنقه ويطرحه ارضآ وينهال عليه باللكمات المتكرره ، امسكته ذكرى محاوله تخليص الفتى من يده وهي تقول : خلاص يا تميم ، خلاااص يا تميم في ناس طلبت البوليس قووم كفاايه هيموت في ايدك
عاد تميم لرشده وهو يمسك يده بألم ثم قال بغضب لذكرى : قدامي على العربيه لحد ما الزفت القطر ييجي

دخلت السياره وجلست وجلس هو بجانبها في الأمام وهو يبحث عن علبة المحارم ويمسح الدماء
ذكرى بخوف : إنت كويس ؟
تميم بعنف : إنتي شايفه إيه ؟ بتردي ع الزباله دول ليه ! ايه عاجبك انهم بيعاكسوكي ؟؟
ذكرى بصدمه : إيه اللي إنت بتقوله دا ! أنا كنت قاعده ف حالي جم ضايقوني
تميم بغضب : ما هما لو مشافوش منك إستجابه كانوا مشيوا
ذكرى ببكاء : انا كنت عاوزه اقوم واحد منهم حط إيده على ضهري أنا معرفتش ادافع عن نفسي ومقصظش اتسبب ليك بمشاكل
اغمض تميم عيناه محاولآ التماسك ثم اخرج منديل واعطاه لها وهو يقول : إمسحي دموعك ، خلاص أنا علمت عليهم

جاء الرجل الذي إتصل تميم به ثم اصلح السياره ، شكره تميم وصافحه ثم ذهب وركب تميم السباة مرة اخرى
ارجع راسه للوراء ليشغل الراديو وهو يقول : هتفضلي هنا في العربيه وأنا هفضل معاكي لحد ما القطر بتاعك ييجي
ذكرى بخجل : طب ومراتك ؟ اكيد هتقلق
غضب تميم ليقول فجاه : خليها تولع انا اصلا مش عاوز اروح وأشوفها !!
وضع يده على عيناه محاولآ الهدوء وعدم التسرع ، رفع صوت الراديو لتنبعث اغنية : سنين شايفك في أحلامي بنادي عليكي ضميني ، ليالي كنت مش عايش ومستنيكي تحييني !! 💛
هدأ تدريجيآ وهو يستمع للأغنيه بينما أبتسمت ذكرى وهي تقول : أنزل اجبلك شاش وقطن من اي حته قريبه واجي ؟
نظر لها تميم بعيناه الرماديتان الفاتحتين : إنتي بالذات متنزليش ولا تتحركي من العربيه ! مش ناقصين مصايب وبعدين انا كويس دا مش جرح عميق
فتح تميم باب السياره ليقول : خليكي هنا متتحركيش
اغلق الباب وراؤه ثم احكم غلق السياره
ارجعت هي ظهرها للوراء ثم فتحت المراه أمام مقعدها لتسقط ورقه بيضاء ، قلبتها لتنظر لها إذ هي صوره فوتوغرافيه ويبدو أنها حديثه
كان في الصوره تميم برفقة فتاه جميله ، شقراء ، بفستان زفاف ابيض وتميم يرتدي بدلة زفاف انيقه للغايه
تستند الفتاه بظهرها على جسد تميم وينظرون لبعضهم نظرة حب
صورة زفافه !
شعرت بنغزه خفيفه في قلبها لا تعلم لماذا
كانت نظرتهم لبعضهم في الصوره يملؤها الحب ، إذآ لماذا يغضب من ذكر زوجته امامه !
نظرت من نافذة السياره لتجد تميم يقترب من السياره ف وضعت الصوره مكانها بسرعه ، فتح تميم باب السياره ليعطي ذكرى كيس ، إلتقطته منه ليجلس هو ويقول : دي ساندوتشات شاورما وبرجر إفتحي وكلي 
ذكرى : ميرسي بس مش جعانه
تنهد تميم وهو يقول : ولا انا بس هنجوع وقدامنا يوم طويل إنتي عشان سفرك وأنا عشان القرف اللي هشوفه ف خلينا ناكل من فضلك
فتحت ذكرى الأكياس وقالت له : برجر ولا شاورما ؟
تميم : اي حاجه
فتحت له ذكرى الشاورما وأعطته إياها ، وألتقطت هي شطيرة البرجر وألتهمت منها
كان تميم ياكل وفجاه تلاقت عيناه مع عيناها ليقول : في على شفايفك كاتشب
ذكرى : فين ؟
امسك تميم وجهها بغضب ليمسح لها بإصبعه الكاتشب وهو ينظر لها بشرود ، بينما تعالت دقات قلبها بقوه
.
.

#تائه_في_عيناها
#روزان_مصطفى

..  تائه في عيناها..( مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن