الفصل التاسع

13.1K 510 8
                                    

ᕈᗩᖇt 9

أنا كنت قبلِك في المحبّة سَوي..
لكن انتي حلوة،
انتي حلوة أوي..
وكتاب تاريخ الدنيا لا يحتوي
على وصفة تمنع عنّي تأثيرك..
وشّك بيظهر
فوق وشوش غيرك..
كل الطرق بتودّي لمصيرك..
لو حد غيرك، وإنتي
لا يستوي..
عشان إنتي حلوة.. حلوة أوي
......  * نبيل عبد الحميد *

النعيم ، الكلمه الملتصقه دائمآ بالجنه ، ف النعيم هو ذلك الشعور الذي ستملكه عندما تكون داخل الجنه تحديدآ ، أو أن تمتلك شيئآ بلا قيمه ماديه لإن قيمته المعنويه لا تقدر بثمن
ك من يقول لك ف لتنعم بالصحه أو لتنعم بحياه سعيده
أرأيت جمال الكلمه  ؟ دائمآ ما ترتبط بالسعاده
لذا ف أنت نعيمي يا ذكرى ، أنت القادم والحاضر وما مضى
بدونك أشعر أنني غريب ووحيد ، وحيد جدآ ، حتى أصدقائي فشلوا فشلآ ذريعآ في سد تلك الخانه الفارغه التي يتركها غيابك
كلمة الرحيل عندما تخرج من بين شفتيك تمزقني ، تجعلني ك التائه الذي يبحث عن أخر نقطة مياه على وجه الأرض ليعيش
لا أريد أن أشعر بالفقد معك ، لا أريد أن أرى طيفك يرحل بعيدآ ، فقط إبقي هنا ، ستمر الأيام سنينآ إن رحلتي

كانت تستمع لحديثه ونبرة صوته ، بينما ملقاه داخل حضنه في أمان ودفء ، وكأن الشتاء لو حاول ألاف المرات أن يرسل لهم رياحآ بارده سيفشل في أن يشعرهم بالبرد
كلماته مزقتها ، هل يتألم إلى تلك الدرجه ؟ إحتضنته بيدها بقوه كأنها تخبره بلطف الأنثى أنها هنا ولن تتركه ولن تدع الحزن يدوم طويلآ داخل قلبه
قال تميم بنبره منكسره : هتفضلي معايا ؟
ذكرى بنبره متألمه : دايمآ ، هفضل عشانك دايمآ
أنتفضت مرة واحده وهي تقول : يا نهار إسود الأمتحان
ركضت لسيارته وفتحت الباب ثم جلست بها وكأنها وضعته أمام الأمر الواقع وهو أنه سيوصلها ولكن تميم ظل واقفآ مكانه بغيظ مما حدث ف قال : يحرق الإمتحان يا شيخه !!

وصلوا إلى الجامعه ونزل تميم وهو يرتدي نظارته الشمسيه ثم قال لها : متتسرعيش في الإجابه وحاولي متتوتريش أنا مريت بالمواضيع دي وخبره وبنصحك
ذكرى بصدمه : إنت هتستناني ؟
تميم : يعني هشوف هتنيلي إيه في الإمتحان
إبتسمت له ذكرى وقالت : هحاول أخلص بسرعه
خلع تميم الجاكيت الخاص به ثم ارتداه مره أخرى ف قالت له ذكرى : مش فاهمه ؟
تميم بسخريه : بوريكي إني معنديش جناحات ومش هطير يعني خدي وقتك جوا المهم متهريش في الورقه إجابات غلط
ركضت إلى لجنة الإمتحان بينما جلس تميم على الكرسي الخشبي في إنتظارها

* مجموعة فتيات في الجهه الأخرى *
الفتاه الأولى : يالهوي بصي القمر اللي قاعد هناك دا ؟
فتاه أخرى : أنضف واحد شوفته في الجامعه لحد دلوقتي بصراحه

كانوا يتعمقون في النظر إليه بوقاحه ولكنه تجاهلهم وتصفح هاتفه قليلآ ، باقي على سعادته خطوات بسيطه
قام بإرسال رسالة نصيه إلى والد زوجته كتب فيها : صباح الخير يا عمي ، أتمنى تكونوا بخير ، بقول بما إن رانيا كدا كدا عندكم نخلي الطلاق الإسبوع الجاي أو الإسبوع دا عشان أوفر عليكم وعليا أي إحراج وكدا كدا هو جواز على الورق يعني أنا مجيتش جمبها ف نخرج منها بإحترام
ثم قام بالضغط على إرسال ، أغلق هاتفه ثم إستند للوراء قليلآ

بعد وقت قصير خرجت ذكرى وهي تنظر للكتاب لتراجع ثم ضحكت بسعاده وركضت إلى تميم ثم جلست بجانبه قائله : هتعزمني على إيه بقى ؟
نزل نظارته الشمسيه قليلآ ثم نظر إليها قائلآ : تدبيسه جديده دي ولا إيه
ذكرى : مش إنت قولتلي لو حليت حلو هتعملي اللي أحبه
مال عليها تميم قليلآ ثم قال بنظره شارده : هو مش أنا اللي إنتي بتحبيه ؟
إحمر وجهها ف قالت : طب بس خلينا نخرج من الجامعه من هنا
كان الجميع ينظرون إليهم وذلك ما أثار إحراج ذكرى حتى ركبوا السياره وغادروا
ذكرى بسخط من داخل السياره : هياكلونا بعنيهم يا سااتر ايييه دا
تميم : متشغليش بالك بحد خلي دايمآ عندك ثقه بنفسك
ذكرى : أنا واثقه في نفسي يا تميم على فكره أنا بس بتكسف
تميم : هتاكلي ايه وفين
ذكرى : ممم مش عارفه على ذوقك إنت بقى

ذهب بها تميم إلى مقهى راقي ثم جلسوا وبعد أن قاموا بطلب الطعام تحدثوا قليلآ
كانت تنظر ذكرى لعيناه وهو يتحدث ، عيناه تشبه القمر تمامآ بلونهما الرمادي الفاتح
قالت له وهي تنظر لعنقه : إيه حكاية السلسله اللي إنت على طول لابسها دي
أخرجها تميم من سترته ثم قال : دي أول سلسله إشتريتها في حياتي ومن مصروفي الخاص رغم إن أبويا راجل غني بس صممت إن أعتمد ع نفسي وأجيب حاجه فضه أصليه وألبسها ، وكانت دي
ذكرى بشرود : يااه دي غاليه عليك أوي أنا لو جبت حاجه كدا مستحيل أديها لحد
كانت هناك موسيقى هادئه لمن يودون الرقص وكان بالفعل هناك عدة أشخاص يرقصون إلى أن يصل الطعام
قام تميم ومد يده لها ثم قربها له وهم يرقصون وقال وهو ينظر لعيناها  : أنا عكسك ، يعني السلسله دي ممكن أديها لحد
ذكرى : بسهوله كدا !
تميم بشرود : ما هو مش أي حد
ثم أدارها وضمها بقوه من ظهرها ، خلع سلساله بهدوء وأزاح شعرها جانبآ ثم ألبسها إياه
وضعت يدها على فمها في ذهول ثم قالت : أنا أغلى من السلسله دي ؟
تنهد تميم قائلآ : إنتي شايفه إيه
طانت تمظر له بإمتنان ، ك الغريق الذي نظر بعيناه اخيرآ ووجد الشاطيء ، وكان هو ينظر لها ك عوض الله الهائل
الذي لا مثيل له ويفوق أمنياتنا
جلسوا على الطاوله اخيرآ ، كاد تميم أن يخرج سيجارآ ولكنه تذكر أنه يمنع التدخين في ذلك المقهى ف وضعها في جيبه مرة أخرى ، نظر حوله جيدآ ليجد أنهم وضعوا جرائد ف أمسك واحده وهو يقول : مش عاوز افتح الفون عشان المكالمات اللي هتجيلي ف خليني أشوف الأخبار من هنا
تابع عدة صفحات حتى رفع الجريده ودقق النظر في صفحه بذهول ، قالت ذكرى : مالك يا تميم في ايه ؟
تميم : في حد مصورنا ومنزل صورتنا في الجرنال وعاملينها بعنوان حب في محطة القطار ، عدسة سيف أنور !
أتسعت عينا ذكرى ثم سحبت منه الجريده وهي تنظر للصوره وتقول : يالهوووي ! دا زمان بابا شافها والعريس ! دا هيقتلني
قامت وسحبت حقيبتها ركضآ للخارج ، ركض وراؤها تميم وقبل أن تعتب الباب وجدت العديد من المصورين يلتقطون لهم عدة صور
غطت عيناها بينما نظر لهم تميم بثقه ، وببرود مد يده وأمسك بيدها ، ف أزاحت يدها الأخرى عن عيناها وهي تنظر له برعب ، ف نظر لها نظرة طمأنينه
واضواء الكاميرات مازالت تحاوطهم

كان مبدأي أنه عندما تحب شيئآ واجه العالم حتى تحصل عليه
لا تهرب أبدآ بعيدآ خائفآ من الظروف والقدر ، الباب الذي يأتيك منه العاصفه إفتحه إلى أخره وقف أمامه وواجه العاصفه لأخر رمق بك
إما أن تقتلك أو تنتصر أنت عليها
لكن لا تستسلم
قصتك لم تنته بعد

#تائه_في_عيناها
#روزان_مصطفى

..  تائه في عيناها..( مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن