الفصل التاسع عشر

10.2K 445 2
                                    

Part 19

النسيان
تلك النعمه العظيمه التي يرجوها من مروا بأيام قاسيه خلال حياتهم ، أصابني النسيان لا أعلم كيف ، لا أتذكر من أنا  ، أنظر إلى جسدي مرارآ وتكرارآ وإلى صورة وجهي في المرآه الصغيره ، ارتجف بشده أنا لا اتذكر شيئآ ، وحتى من ينظرون إلي بإستمرار وعلى حافة اعينهم هناك دموع معلقه لا أعلم لماذا يبكون ، أنا لا أعرفهم
وتلك السيده التي احتضنتني لا أعرفها لكنني أشعر أنني أحبها ..🖤

ظلت تنظر لهم بخوف حتى قالت : دماغي بتوجعني أوي ورقبتي ، حاسه كإن    .. كإني عملت حادثه ، صح ؟
نظر لها تميم بشغف وحب وقال : وبقيتي بخير بفضل ربنا
نظرت له ذكرى بغموض وقالت : الحمد لله ، إنتوا مين ! وأنا مين ؟
والدتها بحنان : أنتي إسمك ذكرى وأنا أمك واللي واقف ورا دا أبوكي
نظرت ذكرى لتميم ثم قالت : ودا مين ؟
والدها بسرعه : دا واحد ساعدك تيجي المستشفى وهيروح لحاله
ولكن قلب ذكرى لم يصدق تلك الإجابه الواهيه ف قالت : ولما هو كدا فعلآ عينيه وارمه عياط ليه !

وضعت يدها على راسها ف صرخت وقالت : أنا تعبانه ، مش قادره اسمع حاجه
والدها بخوف : طيب إهدي بس ، هنطلع أهو
خرجوا جميعآ من الغرفه وتركوها لترتاح قليلآ ، إلتفت والد ذكرى لتميم ثم قال : يارب تكون مبسوط باللي عملته ، بنتي فقدت الذاكره بسببك وبسبب وجودك في حياتها ، سيبنا في حالنا بقى عشان أقسم بالله ما هتطول شعره منها
تميم بعنف : أقسم بالله ذكرى ما هتكون لراجل غيري ولو على جثتي
سار بعيدآ وتركهم ف قام سيف وقال : هي كويسه دلوقتي ؟
والدتها : كويسه إيه بس ! دي فاقده الذاكره ومش فكرانا ، يا حبيبتي يا بنتي
سيف : طب عن إذنكم
خرج ركضآ وراء تميم ووجده يدير سيارته ف ركب بجانبه
تميم بغضب : إنزل مش ناقصك
سيف :  وحياة ولادي ما هسيبك وراك وراك
تميم : إنت طلعتلي منين بقولك تنزل أنا هرتكب جنايه في حد بلاش تيجي فيك
سيف بغضب أكبر : يعم عانها فيا أنا راضي ! إطلع بس الله لا يسيئك
تميم بعنف : إنت اللي إخترت
قااد سيارته سريعآ متجهآ إلى شركة والده بعد أن اخبره سيف بتهديد والده لذكرى ..

* في الشركه *
إجتماع مع رؤساء الأقسام لمتاقشة الأمور المعلقه اثناء غياب تميم
يفتح باب المكتب بقوه ثم يصفع ، ينتفض الحاضرين والجالسين ليقول تميم بصوت أمر وغاضب : برا
ينظر الجالسين لبعضهم البعض ف يصرخ تميم وهو يصفع الطاوله لتنتثر أكواب القهوه على الأوراق : برااااا
يركضون للخارج متدافعين ، ف يغلق هو باب غرفة المكتب بهدوء ويلتفت لوالده ، حالته يرثى لها ، كدمات متفرقه في جسده إثر ما حدث له وعيناه حمراوين من البكاء المستمر ، أما قلبه مقسم لأجزاء
إن كان والده من فعل ذلك ف اللعنه على صلة الرحم لقد دمر سعادة إبنه ولأجل ماذا  ؟ غطرسة رجال الأعمال الفارغه وعادات والتقاليد العرفيه التي تقول أن الأغنياء لابد أن يتزوجوا من نفس الطبقه حتى لا يفسد المظهر الإجتماعي
فليذهب كل شيء إلى الجحيم
إقترب من والده ببطيء ثم قال : هددتها ليه مش أنا قولتلك دي هتبقى مراتي ؟ إنت عشان ابويا مستغل مكانتك وبتهمل كل حاجه على هواك ؟
والده ببرود : إتكلم كويس ، هعديلك اللي عملته مع رؤساء الأقسام من شويه وهعتبره طيش شاب عاشق ، مع ذلك مش فاهم ولا لاقي مبرر لعصبيتك ، لعل المانع خير ؟
جلس والده خلف مكتبه ليقترب تميم ويقول بصوته المبحوح : وأقسم بالله لو بس شكيت إنك ورا اللي حصل لذكرى لأهد الشركه دي وأجيب ناهيتها
والده بصدمه : بتهددني يا ولد ؟ وعشان ايه ؟ حتة بت متسواش تمن الترابيزه اللي بهدلتها دي
تميم بغضب هاديء : دي مراتي ، عاجبك أو لا قابل أو رافض سواء إنت أو غيرك دي مراتي
ثم تعتدل وذهب إتجاه باب المكتب ليخرج ويصفعه خلفه
وجد سيف يقف بالخارج ف تجاهله ونزل الدرج سريعآ ، سار سيف وراؤه
ركب سيارته ف ركب سيف بجانبه ليخرج تميم هاتفه ويقوم بالإتصال برقم ما : سعد باشا ، معلش هكلفك إنت بموضوع كاميرات محطة القطر ، الساعه كانت ٨ ونص بالليل ، تمام هستنى ، شكرآ
أغلق الهاتف وأدار السياره ف قال سيف : على فين  ؟
تميم : على المستشفى  ، لازم أخلي ذكرى تفتكرني

* في المشفى *
كان والد ذكرى يجلس وأمامه زوجته ليقول : وقع عليكي يمين الطلاق ، ولو مكنش وقع كنت كررتها عشان أخلص منك ، واحده مهمله ضيعت بنتها ، إنتي لا تصلحي لحاجه
زوجته ببكاء : ليه ؟ هو أنا اللي منعتها تتجوز الراجل اللي بتحبه ؟ يا شيخ إتقي الله دا إنت كسرتلها تليفونها وحبستها بقيت أدخلها الاكل زي المسجونه لما فاض بيها وبقت تستناك تسافر عشان تخرج وتشم نفسها
والدها بحسره : أهي نسيت كل دا ، الحلو والوحش ، حسبنا
الله ونعم الوكيل

جاء تميم وسار بإتجاه غرفة ذكرى متجاهلآ صوت والدها الذي يقول : إنت تاني ! مفيش فايده فيك يعني ؟
أوقفه سيف ليقول : معلش خليه يدخلها صدقني محدش هيعرف يرجعلها الذاكره غيره

رن هاتف سيف ف وقف بعيدآ ورد قائلآ : أيوه يا مي
مي بغضب : فينك كل دا ! يعني أنا جوزي ينام جمبي وفجأه يقوم يمشي معرفش عنه حاجه ! إنت فيين
سيف بهدوء : أنا اللي فيا مكفيني يا مي وشكلي هتأخر في حجات لازم تتحل ، متروحيش لمامتك غير لما أجي ومتجبيش لولي حاليآ
مي : هوووف ، طب والقتيله !
سيف : هحكيلك كل حاجه لما أجي ، بس لو سمحتي متخرجيش من البيت وإهتمي بالولد
مي بحنان : أصلآ رضعته ونام يا حبيبي ، أنا بس قلقانه عليك من الولاده إتبهدلت معايا وفضلت نايم على كرسي جنبي وملحقتش ترتاح في سريرك صحوك عشان الشغل ، أنا خايفه عليك أوي يا سيف
سيف بإرهاق : معلش يا حبيبتي ربنا كبير وموجود ، إقفلي دلوقتي وأنا بإذن الله هاجي إنهارده ، بحبك
مي بسعاده : وأنا بحبك أوي
ثم اغلق الهاتف ووضعه في جيب بنطاله وهو بالفعل مرهق لم يحظ جسده الراحه منذ عدة أيام

* داخل غرفة ذكرى *
كان تميم يجلس على الفراش أمامها وينظر لها ، يتخلل ملامحها بعيناه وهي تنظر له بدهشه
تميم بشوق : فاكره الشاورما ؟ بتحبيها !
نظرت لحقيبة الطعام ولم ترد ، ف قال تميم بحنان : مش جعانه طيب ؟
ذكرى برهبه : مش بابا قال انك ساعدتني أجي هنا ! ممشيتش ليه ؟
تميم بحزن عليها : أنا .. أنا بحبك يا ذكرى ساعدتك إيه بس ، بحبك وكنا هنتجوز قبل ما تنسي
ذكرى بخوف : لا
إقترب منها وأمسك وجهها برفق ثم قال : إيه اللي لا بس
شعرت أنها ك قطعة جليد تذوب رويدآ بين يديه ، ف قال هو بألم وخط من الدموع إنسال على وجنته : أنا هفكرك
إقترب ببطيء من شفتيها ثم طبع قبله هادئه عليهما
قبلة الإطمئنان  ، التي كان يضعها لها حتى تعلم أنه سيعود
وضعها اليوم ليجعلها تتذكره ، ويثبت لها أنه لن يتركها
إبتعد عن وجهها ببطيء ف وضعت يدها على قلبها ونظرت له بصدمه
إبتسم لها بإرهاق وقال : قلبك بيدق صح ؟ تفتكري بيدق ليه يا حبيبتي 💔 !

.
.
#تائه_في_عيناها
#روزان_مصطفى

..  تائه في عيناها..( مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن