الفصل الخامس

14.1K 571 17
                                    

ثمه شيئآ خفي في عقولنا يجعلنا نخلق مشاهد سعيده وجميله ، لقطات رائعه لحياة افضل نظل نتنهد ونتمنى لو تصبح واقعآ
أما أنا تحول كل تفكيري نحو نقطة واحده ، تميم
منذ عودتي إلى منزل والدي وهو لم يغب لحظة واحدة عن بالي
أعلم أنه متزوج ولكنني لا أستطيع طرده من عقلي وراسي
جلست على الغداء وأخبرت أمي بكل شيء بعد أن إستيقظت

ذكرى : وبس يا ماما وصلني واداني الكوفيه بتاعته عشان البرد واداني الفلوس وجيت
والدتها : كتر ألف خيره والله راجل محترم ربنا يرزقه ويوسع عليه
ذكرى من قلبها : أمييين
والدتها وهي تأكل : كويس إنك صحيتي ابوكي كلمني تليفون من شويه بيقولي كويس أنها جت بنفسها
توقفت ذكرى عن الأكل وقالت  : ليه يماما
والدتها : بيقول في عريس متقدملك ومتكلم عليكي معاه
أنتفض قلبها بقوه ثم قالت : عريس مين دا ؟
والدتها : وانا إيش عرفني يابت ! لما ابوكي ييجي نبقى نشوف
أمسكت ذكرى بالملعقه وظلت تلعب في الطبق قليلآ ثم تركتها فجأه وقالت : الحمد لله شبعت
والدتها بصوت مرتفع حتى تسمع : ما هو إنتي لو بنت عاقله زي بقية البنات كنتي من نفسك عاوزه تتجوزي مش حارقه دمي ليل ونهار في السيره دي وكمان مقموصه ان ابوكي جايبلك عريس
عادت ذكرى من دورة المياه وقالت بغضب : الاهالي مش لازم يغصبوا على بنتهم جوازه والسلام حرام عليكم انا معنديش ٣٠ سنه يعني
والدتها وهي تحمل الطعام للمطبخ : قطم رقبتك على صدرك بتتعصبي عليا يابت ؟ طب اما ابوكي ييجي
بالفعل قام والدها بفتح الباب عن طريق المفتاح وقال : السلام عليكم ، صوتكم واصل للشارع الناس يقولوا إيه
عادت والدتها من المطبخ وهي تقول : حمدالله على السلامه ، إدخل بس غير هدومك وإرتاح وتعالى شوف بنتك بعد كدا اللي بترد عليا ومش عاجبها ومش عاوزه تتجوز
والد ذكرى وهو ينظر لها : مش عاوزه تتجوز ! ايه الكلام دا ؟
ذكرى محاولة التماسك : يا بابا أنا لسه بدرس ومش عاوزه اتجوز غير لما أخلص تعليم
والدتها بغضب : تعليم ايه اللي هيوقف حالك دا ماحد قالك متتعلميش ؟ كمليه ف بيت جوزك
اشار والد ذكرى لزوجته بيد وهو ينظر لذكرى ثم قال : ماشي انا معنديش مانع ، بس أنا عاوزك تقعدي مع العريس وتقابليه الأول بعدين تبلغيني برفضك أو بقبولك ، إتفقنا ؟
ذكرى : مش هلحق أقعد معاه يابابا انا نزلت عشان كنت محتاجه أغير جو ومود ومحتاجه كمان فلوس عشان السكن هناك فاضي عاوزه اجيب مستلزماتي ، أنا عندي إمتحانات وبكرا الصبح هرجع

والدها : طب في أجازتك تقابلي العريس واشوفي عاجبك او لا عشان اديت كلمه للراجل إن هيحصل بينكم مقابله ، عاوزه كام ؟
ذكرى : يعني يا بابا إنت وذوقك
.

* في فيلا تميم *
كان يدخن سيجاره بقرب النافذه بهدوء وهو شارد ، حديثها وكلماتها أصابوا اوتار قلبه ، تحدثت عن الطفوله وشعور البراءه المتناهيه
حديثها صادق ونابع من القلب عكس تلك المتصنعه الكاذبه التي جعلت يوم زفافه اسود
سمع صوت كعب حذائها على الظرج ف تأفف بضيق ثم قال : لابسه كعب في البيت ليه خلاص مش قادره تتخلي عن برستيجك الفاضي ؟
قالت رانيا زوجته بهدوء محاوله التقرب منه : أنا لبسته وغيرت هدومي قولت نطلع نغير جو ونتكلم يمكن نحل كل حاجه
نفث تميم دخان سيجاره ثم نظر لها ببرود قائلآ : نحل إيه ؟ إنتي يابنتي مخك دا تخين ؟ معندكيش دم ! ابوكي معلمك البلاده خلاص ! إنتي واحده مش كويسه مستنضفش حتى أدخلها بيت عيلتي وأقعدها مع امي وتيجي إنتي تلبسيني قرون ةاتدبس فيكي غضب عني !
رانيا بحزن : عشان خاطري يا تميم إديني اخر فرصه خلينا نخرج
قام تميم بغضب وقال : أنا اللي سايبلك الفيلا وماشي دا إنتي شيطاان
إلتقط تميم الجاكيت الخاص به وظل يبحث عن وشاح عنقه ولكنه تذكر أنه اعطاه لذكرى ، خرج تاركآ زوجته تقف بحزن لحالها

* في محطة القطار *
صف تميم سيارته ثم نزل بغضب من السياره ، جلس على أحد المقاعد الخشبيه وشد سترته بقوه وغفا وهو جالس

* الساعه الثامنة صباحآ *
وصل القطار إلى المحطه ف نزلت ذكرى وهي تمسك حقيبتها التي ملأتها لها والدتها بالطعام ، وضعت الحقيبه بجانبها واخرجت هاتفعا لترسل رسالة لوالدها انها وصلت بأمان إلى البلده
جرت حقيبتها خلفها وبينما هي تسير وجدت طيف تعرفه جيدآ على أحد الكراسي
دققت النظر في الشخص النائم لتجده تميم
لمعت عيناها بسعاده لترجه بيدها برفق قائله : تميم ! تميم إصحى تمييم
فتح عيناه وكان أول ما رأه هي ، فرك عينيه مرة اخرى ليتأكد من وجودها ثم إعتدل في جلسته قائلآ : القطر فاتك ؟؟
ضحكت ذكرى بشده وهي تقول : قطر إيه بس اللي فاتني أنا سافرت ورجعت
نظر تميم حوله ثم قال : رجعتي ! هو انتي لحقتي
ذكرى : لا اصل كنت رايحه أخد شوية حجات بس من بابا وماما ورجعت وبعدين كنت محتاجه ابعد ولو ليوم واحد عن هنا عشان أنسى اللي حصل
تميم : هو أنا نمت هنا ؟
وضعت ذكرى يدها في جيب معطفها وقالت : ايوه جيت لقيتك نايم واستغربت ، هو إنت مستني حد ؟
تميم بإرهاق وهو ينظر لعيناها : كنت مخنوق أوي ف قولت اجي هنا معرفش ليه
تبتسمت ذكرى قائله : متوقعتش أشوفك تاني
تميم وهو يتعمق بعينيها : صدقيني ولا أنا ، بس القدر
.
#تائه_في_عيناها
#روزان_مصطفى

..  تائه في عيناها..( مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن