الفصل الخامس والعشرون

10.6K 454 12
                                    

Part 25

أتمتم بكلمات غزل تشبه اللحن الشجي ، أنظر إليها وكإنها أخر إمرأة وجدت على وجه الأرض ، ف تتهادى برقة نحوي لتحيط عنقي بذراعيها بلطف ، تتوقف دقات الساعه ، تنخطف أنفاسي كما لو أنني لم أمر بتلك الأحداث من قبل ، تبدو هذه المرة كإنها أشبه بحلم ، لبساطتها وجمالها أضفت لروحي بهجة وشعور بالسعادة لا يوصف ، تقترب أكثر لينقبض قلبي كما لو أنه أخذ جرعة سعادة زائدة ، رغم كل الأحداث المأساوية التي عاصرناها مؤخرآ ، إلا أنني أشعر كما لو أن شيئآ لم يحدث ، ويتوقف عقلي وقلبي والزمن أمام تلك اللحظه التي أضع بها خاتم الزفاف في ذلك الإصبع المخملي الرقيق
#بقلمي

تسمر أمام باب شقته وهو يمسك بالمقبض بقوة ، عيناه مثبتين على ذلك الرجل الواقف أمامه بالخارج ومنظره يوحي بإنه لا ينوي خيرآ أبدآ ، نظر لزوجته نظرة ذات مغزى أن تأخذ طفلتهما وتدخل إلى أحد الغرف ، ف أطاعته بهدوء واغلقت باب الغرفه خلفها ليعيد هو النظر إلى ذلك الزائر المخيف
قال بصوت لا ينم على ترحيب : الكاشف باشا بنفسه في بيتنا المتواضع ، لعل المانع خير ؟
نظر له الأخير نظرة إستحقار ثم قال بلهجه متعالية : تفتكر أنا بنفسي ممكن أجي مكان حقير زي دا ليه ؟
حاول الأخر تمالك أعصابه ، لا يود الدخول في نقاشات ستؤدي إلى حدوث كارثه وبالداخل زوجته والطفلين ، رد بلهجه خاليه من الأدب وهو ينظر داخل عيناه بقوه : أكيد عشان تعمل حاجة مش تمام ، راجل زيك من كتر فلوسه أكيد بيحس بملل من كتر الرفاهية اللي هو فيها ، ف بيدور على أي حاجه فيها شر عشان يتسلى
رفع الأخير يده ليصفق ببطيء ، ثم لوى ثغره بطريقه ساخره ليقول :  مع إن كلامك في نبرة حقد وحسد حوالين فلوسي وطريقة حياتي ، لكن قولي يا سيد سيف ، عندك أولاد مش كدا ؟
ضغط على مقبض باب شقته بقوه حتى إرتجفت أصابعه وظهرت عروق يده ، وقال بلهجه يشوبها التهديد إن تم المساس بأولاده : ومحدش يقدر يلمس شعره منهم طول ما أنا عايش
ضحك الأخر بسخرية ثم قال : مشكلتي مش مع الأولاد خالص ، أنا مش راجل قاسي القلب كدا ، أنا بس بسألك عشان تحس شعور الأب اللي بيلاقي ناس حقيرة وأقل منه هو وإبنه بيحاولوا يستغلوا إبنه
عقد سيف حاجبيه علامة التأثر المزيف ، ثم قال بنبرة مسرحيه حزينه : يااه على تضحية الأب اللي بيحافظ على إبنه وثروة إبنه ، ف يلوث إيده بدم بنت مسكينه ويحسر أهلها عليها
تغيرت نبرة الأخر تمامآ ، ليقول بلهجة تحذيرية شديدة كما لو أنها تهديدآ صريحآ : أنا لما بحط حاجه في دماغي بعملها ، أنا على علم تام إنك مرافق إبني في كل خطواته وعملت دور ابوه وروحت معاه بيت البنت الجربوعة دي عشان تخطبوها ! لكن أنا بنصحك تبعد عن مرأى عيني الأيام دي ، مش كويس إن المدام تترمل والأطفال يتيتموا ، مش كدا ولا إيه ؟
لم تهتز منه شعره ! بل نظر بكبرياء ثم قال بإبتسامه سخيفه تنهي ذلك النقاش الغير مجدي وهو يقترب بوجهه من أذن الضيف : متقصرش في اللي هتعمله ، دورلي على موته مشرفة !
ثم اغلق الباب في وجهه وهو يتنهد بعمق ، خرجت زوجته من الغرفه لتحتضنه بقوة وتقول وهي تقبل عنقه : بعد الشر عنك يا حبيبي ، يارب هو واللي يتشددله ، أنا جمبك يا سيف
أمسك برأسها وقبل جبينها ثم قال : إنتي اللي متخافيش

..  تائه في عيناها..( مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن