الفصل الثالث والعشرون

9.9K 421 11
                                    

Part 23

مددت يدي من نافذة الغرفه إلى السماء ، كانت يدي صغيره لذا بالكاد كانت تخرج من النافذه
عندها جائت والدتي بلطف لتسألني ضاحكه عما أحاول فعله   ، أخبرتها إنني أريد لمس القمر ولكنني لا أستطيع
إزداد ضحكها ف أخبرتها بحماس طفلة أنني سأظل أحاول حتى أستطيع لمسه
ملست على رأسي بحنان قائله : يا صغيرتي ، ليس كل ما يريده المرء يدركه ، هناك أشياء خلقت جميله ولكنها بعيده جدآ ، حتى لو قمنا بركوب الطائره وأصبحنا بين الغيوم لن ندركها أو نلمسها لإنها بعيده جدآ جدآ والوصول إليها شبه مستحيل
لويت فمي بحزن وأنا أنظر للقمر بخيبة أمل ف أرادت أمي التخفيف عني قائله : لكن إنظري القمر سيسير معك دائمآ في طريقك لكنك لا تستطيعين لمسه ، لا أريدك أن تبذلي جهودك ومحاولاتك في شيء مستحيل ، أريدك أن تعلمي أن بعد بعض الأشياء عنا ربما خير ، مثلآ لو كان بأمكانك لمس القمر ستفقدين شغفك به يومآ ما ، لكن عندما تسيرين في الشوارع كل يوم وترينه يسير معك ستسعدين لإن صديقك البعيد يحب مشاركتك رحلتك الصغيره
في اليوم التالي خرجت ليلآ برفقة والدتي لشراء بعض الأغراض ، وجدت بالفعل القنر يسير خلفنا وأنا ألوي عنقي لرؤيته ثم ضحكت بصوت عال لأخبر أمي قائله : إنظري إنه بالفعل يسير معنا
ضحكت أمي ثم قالت هامسه : لابد أنه إستمع لحديثنا الليلة الماضية
إبتسمت ، وأصبحت تلك القاعده هي أساس حياتي ، ليس كل ما يريده المرء يدركه ، وأن الأشياء تظل جميله فقط عندما تكون بعيده ، بعيده جدآ
#بقلمي
#من_مذكراتي

أحداث متضاربه تدور في رأسي ، لقطات من ذكريات حقآ أنا لا أستطيع تذكرها ، هذا يضحك وتلك تصرخ والأخرى تبكي
من هؤلاء ؟ لماذا يجولون بخاطري كثيرآ وأنا لا أعرفهم !

فقدت ذكرى الوعي تمامآ ليخرج سيف وزوجته من الغرفه ركضآ ، ثم جلسوا أرضآ بجانب تميم يحاولون إفاقتها
تميم بصدمه : كنت بكلمها لقيتها حاطه ايديها على دماغها وتتألم بعدين فقدت وعي خاالص
ذهب سيف لغرفة النوم مسرعآ وأحضر قنينة عطر ثم رشها بالقرب من وجه ذكرى ، عقدت حاجبيها قليلآ ثم فتحت أعينها ونظرت لوجوههم المشوشه ، ثم إتضحت الرؤيه ووجدت وجوههم شاحبه من الخوف
إعتدلت ببطيء ورأسها يؤلمها كما لو أن حجرآ فوق عنقها وليس رأسآ
أجلستها مي برفق على الأريكه وهي تقول بلطف : إنتي  كويسه يا ذكرى ؟
أومأت ذكرى برأسها علامة الموافقة ، ف أنحنى تميم على ركبتيه أمامها ثم قال بوضوح : مش هعرف أسيبك كدا ، هنعمل جلسات علاج عشان ذاكرتك ترجعلك بس مش هسكون في حاجه أمان غير لما نتجوز ، الفيلا بتاعتي جهزتها كلها وهكلم أهلك انهارده انا وسيف ، هيكون فاضل القاعه والفستان ودول امرهم سهل
وقفت ذكرى بإعتراض ثم قالت بحزن : إيه اللي انت بتقوله دا ! أنا مش فاكره حاجه ومعرفكش وإنت بتقولي فستان وقاعه ! هي دي الحجات الناقصهه من رأيك ؟
مي بغباء : لا وشوية هدوم عروسه وهدوم خروج هنجيبهم سوا أنا وإنتي
ذكرى نظرت لها نظره ذات مغزى ثم قالت : أنا مش هتجوز واحد أنا مبحبوش
تألم تميم لتلك الجملة كثيرآ ، وكاد يجزم أنها اخترقت قلبه قبل أذنيه ثم قال بتأثر : مبتحبنيش أنا يا ذكرى ؟
شعرت بنغزة ثقيله في قلبها لا تعلم لماذا ، ف أحنت وجهها أرضآ ولم ترد
حاول سيف تدارك الموقف ف قال وهو يضع يده على كتف تميم بضحك : إيه ياعم في إيه البنت مش فاكره حتى أهلها فطبيعي تقول كدا
قال تميم بحزم : تحبيني أو لا أنا الوحيد اللي هقدر أحميكي ، لإن ابويا هو اللي بيأذيكي ف لما تكوني مراتي مش هيقدر يعمل حاجه ، يلا يا سيف عشان ننزل نروح لأهلها
إلتقط سيف مفاتيح الشقه وسار وراء تميم لينزلوا الظرج ويغلقوا الباب خلفهم
نظرت مي لذكرى وهي تقول بعتاب : يابنتي حتى لو فاقده الذاكره ملكيش حق تقوليله كدا كسرتي بخاطره يا ذكرى
وضعت ذكرى إصبعها في فمها ثم قالت بغضب : أمال عاجبك اللي قاله ما كان لازم أتعصب دا جواز ولا هو بيستغلني عشان فاقده الذاكره  ؟
مي بصدمه : تمام ! إنتي قبل الحادثه دي كنتي هتكوني طايرة من الفرحه إنك اخيرآ هتتجوزي تميم ، سيف حكالي قصتكم كلها يابنتي إنتوا كافحتوا كتير عشان تكونوا لبعض في وسط كل الأمور والظروف الصعبه دي
ذكرى بأمل وهي تنظر لمي : بجد ؟
مي بإبتسامه : أه والله ، ف إفرحي بقى يا عروسه وفرفشي كدا بإذن الله أهلك هيوافقوا على الجوازه لإن حياتك دي اللي في خطر متكرر

* في سيارة تميم *
كان يقود بسرعه ف نظر له سيف قائلآ  : بطأ السرعه شويه يا تميم
تميم بضحك : إيه ياعم إنت هتخاف زي النسوان ؟
سيف بغضب : ياعم مبهزرش أنا تعبان
خفف تميم السرعه ف وضع سيف يده على رأسه وقال : إركن ع جمب
ركن تميم بجانب الطريق ف إلتقط سيف حقيبه بلاستيكيه من السياره ونزل ركضآ ثم وقف على جانب الطريق وتقيأ
نزل تميم ليطمئن عليه ثم قال : إنت كويس  ؟
سيف بغضب : يعم انت شايف ايه ؟؟
تميم : معرفش والله انك بتتعب من السرعة ، طب خلاص تحب نقعد في حتة شويه وبعدين نروح لأهل ذكرى  ؟ أنا عارف إني تاعبك معايا معلش
سيف بتنهيد : خلاص يابني في إيه ؟ دا تعب عادي

* في شقة سيف أنور *
وقفت مي في المطبخ ف شعرت بقلبها يؤلمها ، نادت على ذكرى ف جائت قائله : أساعدك في حاجه ؟
مي بقلق : مش عارفه قلقانه على سيف ، نزل من غير ما ياكل وبقاله كام يوم أكله ضعيف ، معلش حبيبتي تديني الفون
أحضرت لها ذكرى الهاتف ف قامت مي بالإتصال على سيف ولكن جائها صوت أن الهاتف غير متاح
أغلقته بغضب وهي تدعو الله أن لا ياصب بوعكه صحيه إثر تهاونه في صحته

* في شقة والد ذكرى *
والدها بغضب وهو ينظر لهم : بقالكم ساعه قاعدين ، ما تنطقوا
كان سيف يأكل الحلوى التي قدمتها والدة ذكرى ، أنهى صحنه وسحب الصحن الخاص بتميم من يده ، كاد تميم ان بضحك ولكنه تماسك وقال : صحه يا وحش
تميم بأدب لوالد ذكرى : عمي أنا شرحتلك اللي حصل كله وقولتلك إني عندي طريقه نحمي بيها ذكرى من والدي
والد ذكرى : اللي هي إيه بقى يا مفتح
رد تميم قائلآ : إني أتجوزها ، دا الحل الوحيد عشان أبويا ميأذيهاش
والدها بغضب : نعااام يخوياااة
سعل سيف وقال : الله يخربيتك يا تميم الراجل هياكلنا
تميم محاولآ تدارك الموقف : يا عمي إفهمني
والدها : أنا طاوعتك لما قعدت مع مرات الجدع اللي جمبك دا لكن تفتكر إن ملهاش أهل يحموها تبقى غلطان
تميم  بأسف : إنت فاهم الموضوع غلط خاالص
والدها بحزم : قولي بنتي فين وانا هبلغ البوليس وهحبس ابوك دا
هنا ترك سيف صحن الحلوى وقال : لو بلغت البوليس هيقولولك إثبت إن الراجل دا المتسبب في حادثة بنتك ؟ القانون مش دايمآ هيجبلك حقك لانه على طول مبني على إثباتات ودلائل ، صدقني الحل الوحيد انهم يتجوزوا مش هيقدر يأذي مرات إبنه بأي شكلآ كان لا إلا هتخسر بنتك للأبد
شرد والد ذكرى قليلآ ف قال سيف بنهم : هو إنتوا طابخين إيه إنهارده ؟
نظر له سيف برهبه ثم وضع يده على عينه يضحك بهمس ف قال سيف : إيه ما ناكل حاجه قبل ما ننزل  !


.
#تائه_في_عيناها
#روزان_مصطفى

..  تائه في عيناها..( مكتملة) حيث تعيش القصص. اكتشف الآن