فيا مَن غابَ عني وَهوَ رُوحي
وكيفَ أُطيقُ مِن رُوحي انفِكاكَ
حبيبي كيفَ حتى غبتَ عني
أتَعْلَمُ أنّ لي أحَداً سِوَاكَ
أراكَ هجرتني هجرًا طويلاً
وَما عَوّدْتَني من قَبلُ ذاكَعَهِدْتُكَ لا تُطيقُ الصّبرَ عني
وَتَعصي في وَدادِي مَن نَهاكَ
فكَيفَ تَغَيّرَت تِلكَ السّجايَا
وَمَن هذا الذي عني ثَنَاكَوما فارقتني طوعاً ولكن
دَهاكَ منَ المَنيّة ِ ما دَهَاكَ
لقد حكمت بفرقتنا الليالي
ولم يكُ عن رضايَ ولا رضاك
فلَيتَكَ لو بَقيتَ لضُعْفِ حالي
وكانَ الناسُ كلهمُ فداكيعزّ عليّ حينَ أديرُ عيني
أفتشُ في مكانكَ لا أراكَجزاكَ اللهُ عني كلّ خيرٍ
وَأعْلَمُ أنّهُ عني جَزَاكَ
فيا قبرَ الحبيبِ وددتُ أني
حملتُ ولو على عيني ثراكَ
سقاكَ الغيثُ هتاناً وإلاّ
فحسبكَ من دموعي ما سقاكَ
وَلا زَالَ السّلامُ عَلَيكَ مني
يرفّ مع النسيمِ على ذراكَبهاء الدين زهير في رثاء ابنه