الفصل السابع والعشرون والثامن والعشرون

420 16 0
                                    

الفصل السابع والعشرون ....

(خنته بمشاعرك)

كانت سنية تتوسل بساهرة الا تخبر والدها عما حصل وساهرة تهدد وتتوعد وندى تحبس نفسها بالحمام ومستغرقة بالبكاء لأنها خائفة من والدها الذي سيدخل بأي لحظة بعد ان عرف انها متوعكة واكيد ساهرة ستخبره بالحقيقة ولا أحد سيخلصها منه اليوم ومن وعوده وكلامه الموجع وهي ليست لها قابلية على تحمل كلمة واحدة.
سمعوا طرقا على باب صالة الاستقبال وتوقفوا عن الشجار وتطلعت ساهرة بأمها قائلة: "ابي معه مفتاح من الطارق؟"
اسرعت الى الباب وخلفها اطفالها وما ان فتحت الباب حتى انخطف لون سنية: "عفاف!"

ساد صمت لثواني وبقيت ساهرة محملقه بعفاف بهذه السيدة المختلفة!

اول انطباع تولد عند ساهرة انها امرأة حديدية حدة تقاسيمها تعلن وتفصح عن كونها تمتلك شخصية قوية ومسيطرة وتعابير عينيها تكشف عن قلب قاس مجحف تضع المساحيق بطريقة محترفة وشعرها مرفوع بتسريحة تناسبها وتليق بها وكأنها خصصت لشكلها
ترتدي فستان اسود متوسط الطول مع عقد ماسي دقيق وخاتم ابهر عيني ساهرة وتضع وشاح ناعم يغطي كتفيها وتنتعل حذاء دقيق الكعب وتمسك بحقيبة صغيرة جدا انيقة جدا هذه المرأة تضج ثراء وترف .... حمقاء يا ندى غبية يا اختي لأنك لم تتشبثين بهم بأسنانك ويديك وقدميك
يا مغفلة هؤلاء هم بر الأمان هم الجسر المؤدي الى فوق جدا هم السلم الذي ترتقينه للوصول للقمة
وماذا لو فكرت ان تكوني مثلها يوما او بمكانها؟ لا تستحقين؟ كأن الله كتب المال والغنى والثراء باسمهم فقط؟ لا نحن أيضا لنا نصيب وسنأخذه وبقوة والله وقف معنا لأخر لحظة وكأن تلك الزيجة يجب ان تستمر وكأن ندى نصيب سامر كل العمر رغما عن انفها وعن انفه.
ازاحت الطفل من امام السيدة وقالت ببهوت: "اهلا بك تفضلي"
قطبت سنية جبينها وقالت بنبرة عتاب: "لتوك فكرت بزيارتنا رغم كل المصائب التي حصلت؟ تأخذون بنتي بسيارة فيها سائق وتعيدونها مهانة اثار الضرب والاهانة على وجهها مكسورة الضرس متورمة الفك ونرجعها كي تعتذر على خطأ ليست هي المسؤولة عنه وتعيدونها أيضا مطرودة متهمة وبالأخر يأتي ابنك المصون ويكمل عليها بالطلاق! اين كنت؟ ماذا كان موقفك؟ موقف متفرج كل الوقت؟"

ساهرة وبصدمة: "ما هذا يا امي؟ تعاتبين ام عادل وهي مازالت واقفة عند الباب هكذا؟"
خرجت ندى من الحمام بخطوات ثقيلة وهي تمسك أسفل بطنها ودخلت الى الغرفة وهي مرعوبة من وجود عفاف وبصعوبة استلقت في سريرها وارهفت السمع
دخلت عفاف خطوات واثقة وتطلعت بسنية من الأسفل الى الأعلى وقالت ببرود شديد: "لا داعي لنسترجع صفحات قديمة .... جئت لأتذوق من الطبخة الماسخة التي طبختها انت وبنتك و"
قاطعتها سنية وهي تقترب وبجفاف: "طبخة؟ اسأت التعبير .... الذي حصل مشيئة الله وقدره ولا اعتراض على حكمه"

خلف قضبان الاعراف لكاتبة هند صابرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن