الفصل الحادى والثلاثون

425 16 1
                                    

الفصل الحادي والثلاثون ....

(وعكة ضمير)

بقيت ندى جالسة في الردهة مذهولة متهالكة خائرة القوى خاوية الإحساس كالتي افاقت لتوها من عملية كبرى او جرعة مخدر كبيرة على واقع مرير ينتظرها مكشرا عن انياب حادة ومستعد لتمزيق أي بقايا امل بداخلها ويصرخ بوجهها ان الحرية غالية وصعبة المنال وثمنها قد يكلفها حياتها
مصدومة من نفسها أكثر من صدمتها بعفاف!
مصدومة من غباءها المتواصل وثقتها التي منحتها بسذاجة لناس سبق ولاقت منه الويل والعذاب والكذب والمراوغة والقسوة متى تتعظ اذن؟!
كيف امنت لهم وجاءت بقدميها لتبيع حريتها من جديد؟
حريتها التي حصلت عليها بشق الانفس كيف فرطت بها هكذا بسخافة؟
مازالت غير مستوعبة نفسها ولماذا أتت وكيف أتت وماذا فعلت بنفسها؟ غير مستوعبة ما حصل والاحداث التي جرت بسرعة وكأن القدر خطط ودبر ونفذ وهي في غيبوبة؟
عودته المفاجئة وعودتها اليه بهذه السهولة كأن شيء لم يكن
كأن لم تنحر مشاعر ولم تهدر كرامة وتمرغ وقلب لم ينزف من ظلمه واذاه وغروره؟
يبدو انها لم تستوعب الدرس جيدا ولم تتعظ! الفرصة تأتي مرة واحدة يا ندى ولن تتكرر وفرصتك مضت .... حصلت على حريتك مرة لكنك فرطت بها بغبائك وسوء تدبيرك وها انت عدت من جديد بذلك القفص الخانق الضيق الجدران وحتى انفاسك كأنهم يعدونها عليك بداخله!
كأن الله عاقبني؟ ربما بسبب أخطاء اقترفتها بحق نفسي وحق غيري عاقبني الله بالسجن من جديد؟ ان كان الامر عقاب يا الله اعفو عني تلك العقوبة جدا موجعة.

بنفس الوقت وفي الغرفة المجاورة تأمل سامر الغرفة بتجهم ومرر بصره بأركانها عندما اخترقه ذلك العطر الذي تنشقه بداخلها وذهب به الى أيام مضت
الى ليلة الزفاف
تلك الليلة عالقة بخيالي دائما لماذا؟ كأنها تطاردني!
تقحمني بذكرياتها دائما وبدون سابق انذار بكل موقف مع كل عطر مألوف او كلمة او نبرة صوت او نظرة مشابهة أتذكرها بتفاصيلها لماذا؟ لماذا تلك الليلة بالذات؟

"سعيدة؟"
"اكيد"
"لماذا؟"
"سعيدة بماذا؟"
"لا اعرف .... لا اعرف ان كنت سعيدة ام لا"
عندما دخلت الى هنا اول مرة كانت مختلفة لا تشبه نفسها الان .... عينيها نظراتها كانت نقية جدا وردود افعالها كانت لينة كل شيء فيها كان مختلف لم أكن ارى ذلك الحقد وذلك النفور الذي تجابهني بي اليوم
ثم نهض وذرع الغرفة ذهابا وإيابا وانفعال بداخله تأجج ولم يعد قادر على ضبط نفسه
"وجدتها بحالة سيئة جدا لأنها أقدمت على محاولة الإجهاض من تلقاء نفسها ودون علم والدها"
"لأنه منك .... لأني اكرهك"
من قال لك انني راغبة بالعودة اليك؟ من اخبرك انني راضية بالعيش هنا معكم؟ أي حكم جائر هذا؟ أي تعسف باستخدام الحق تمارسه علي؟ الا تخشى الله؟
.................................................. .....................

خلف قضبان الاعراف لكاتبة هند صابرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن