الفصل التاسع والعشرون

416 19 1
                                    

الفصل التاسع والعشرون ....

(صفحة وطويتها)

عفاف وبقلق ولهفة: "ماذا نفعل الان؟"

سالم وبغضب واستسلام: "نتصل بسامر ونخبره أصبح الامر لا بد منه"

..................................

عند منتصف الليل تصفحت هديل بهاتفها وتوقفت عند الصورة التي أصبحت اليوم سبب لتعاستها وعذابها ليتها تستطيع ان تمحو تلك الذكرى السيئة كما ستمحو الصورة الان بكبسة زر .... مسحتها لكن على أثرها ترتبت نتائج وخيمة أدت الى طلاق ندى وتخريب صداقة العمر بين علي وسامر انها لطخت سمعة ندى امامه عندما جعلته يرى بعينيه تلك الصورة التي احتفظت بها نكاية بندى لتفرق بينها وبين سامر وتزرع الشك بقلبه وتجعله يكرهها ولا يثق بها .... لحد الان تتذكر اتقاد سامر وانفعاله وهو يرى علي يلمس يد ندى في الحديقة وكأن بينهما علاقة ودية رغم انها كانت تعلم انها حركة عفوية بدرت من علي لكنها استغلتها لغرض خبيث بداخلها .... انا اسفة سامحني يا رب انا اليوم واقعة بأزمة ومرض خبيث ولا اريد افعالي السابقة لا تشفع لي عندك وترحمني وتعيدني الى اطفالي سالمة معافاة لم يعد يهمني شيء بهذه الدنيا سوى صحتي واسرتي زوجي واطفالي الصغار وكف اذيتي عن غيري من اين أجد اليوم سامر وأخبره انه سوء فهم؟ وهل سيصدقني؟ لا اعتقد ستكون سخافة بالنسبة له ويعتقد انني تعاطفت مع ندى وحاولت اصلاح ما بينهما عبثا.
.................................................. ...............
بعد مرور أسبوع ....
دخل سامر الغرفة المخصصة له في الفندق بعد يوم حافل بالعمل وعندما خلع سترته رفع حاجبه وهو يتأمل باقة زهور انيقة زاهية على الطاولة!
اقترب وقرأ العبارة على الكارت وهو يفك ازرار قميصه "اتجه الى الشرفة فورا .... جمانة"
ابتسم وهو يومأ برأسه ثم التفت الى ناحية الشرفة وبدافع الفضول اتجه اليها وازاح الستائر البيضاء الخفيفة ليفاجئ بأجواء دافئة جدا، انارة خافتة وشموع وطاولة مستديرة مغطاة بغطاء شفاف خفيف!
تحركت اهدابه ببطء ثم ازاح الغطاء واومأ بأعجاب .... اطباق فاخرة متنوعة الأصناف مشروبات فاخرة حلويات!
ابتسم ببرود وهو يدخل ثم هز رأسه.
.................................................. .................................
سالم وباستياء: "نعم؟ لم تتصلي به لحد الان؟ ماذا تنتظرين؟ الوقت يمر وعلى سامر ان يعرف ما ينتظره من كارثة هنا"
اطفأت سيجارتها وقالت بتعب: "لم اشأ ان استعجل اردت ان اتأكد .... اخضعت ندى لفحوصات جديدة ولم أخبرها بشيء هي الأخرى .... اردت ان اتشبث ولو بكلمة من فم طبيب لكن للأسف النتيجة واحدة .... تعلم يا سالم؟ انا أخشى من ردة فعل سامر أخشى ان تتفاقم أزمته مع ندى و"
قاطعها سالم وبإصرار وغلاظة: "ابنك يجب ان يردها شاء ام ابى يردها"
عفاف وبانفعال: "يردها؟ كيف؟ تقصد ان نستسلم؟ ان نجبر سامر من جديد على ابنة جابر؟"
سالم وبتفكير: "لحين ولادة الطفل على الأقل ام تريدين ان نترك جابر يرتب ويخطط ويبقى يستنزف الأموال ويتحكم بنا؟ لو ردها سامر سيكون موقفنا قوي وبإمكاننا ان نطرد جابر ولا نسمح له بتخطي عتبة البيت ولا نعطيه فلسا واحدا ونتصرف بالبنت وفق ما نراه مناسب اقنعي ابنك ان كل شيء مؤقت وبعدها يطلق ويفعل بحياته ما يشاء"
قالت وهي تنهض وتسير ذهابا وإيابا: "افرض ان سامر رفضها لا نستطيع ان نجبره مرة أخرى والا لم نجني سوى خسارته وهذا يعني ان تعود الى أهلها وتربي الطفل على مزاجها وبالبيئة السقيمة الوسخة .... مهما يكن يبقى حفيدنا .... الطفل يجب ان يولد هنا انه ابننا وبنت جابر ترجع الى أهلها لا حاجة لنا بها"
سالم وبتأمل: "لذلك سامر يجب ان يردها ليس امامنا حل اخر .... انا أفكر مثلك بالضبط ان شاء الله وقدر للطفل ان يولد سيكون تابع لنا دمنا ولحمنا ولا يمكن ان يتربى في بيت جابر اللعين وبنته لا يجب ان تلمسه او حتى ترضعه كي لا يتلوث دمه بدمهم .... لا اعرف اين ذهب عقلي عندما رضيت بها زوجة لأبني لم أتوقع ان تصل الأمور الى هنا .... كل ظني ان يتعقل سامر ولم يجد امامه سوى ميساء بعد تورطه ببنت جابر الريفية الجاهلة ظننته يستجير بميساء من تلك الزيجة لكن كل شيء سار عكس ما نشتهي وها هو رياض بدأ يزحزحني من الشركة بالتدريج وكلها أيام واجد نفسي في الشارع مع خسائر فادحة وديون تقصم الظهر"
عفاف وبضجر: "لست مقتنعة بخطتك منذ البداية لكنني طاوعتك قلت عسى ولعل سجى تخرج من حياته ويستسلم للزواج من غيرها لم أكن اعلم ان سامر عنيد جدا ولا يخضع بسهولة وعناده اوصلنا الى كارثة كبيرة"
جلس سالم قائلا بحيرة: "انقلب السحر على الساحر تورطنا جميعا بذلك الحمل الذي جاء كلعنة سلبت منا راحة البال وضاعت المصالح"
.................................................. .......................

خلف قضبان الاعراف لكاتبة هند صابرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن