الفصل الرابع والثلاثون والخامس والثلاثون

427 18 0
                                    

الفصل الرابع والثلاثون ....

(اريد حقي)

في منزل فلاح ....

اعتدلت سجى وأغلقت بسرعة الاغنية التي كانت تستمع اليها عندما دخل والدها الى غرفتها وتطلعت اليه بنظرات باهتة وبابتسامة فاترة رحبت به

بادلها الابتسامة لكنه استاء بداخله عندما لمح اثار الدموع بعينيها الخضراوين الجميلتين وجلس على الاريكة قائلا بتفحص: "لا بأس .... اعرف انك محطمة لأنك أخفقت وفشلت ومع رفضي واستنكاري ما زلت أرى ان أبواب النجاح لم تغلق بوجهك بعد .... انها مفتوحة على مصراعيها .... ستقبلين على العام الدراسي الجديد بعزم أكبر وإرادة اقوى وستنجحين حتما .... اما عن سامر الهلالي اعتبريه تجربة واخفقت بها كالاختبار وأيضا ستنجحين مع غيره"
جلست على طرف سريرها امامه وخفضت بصرها وبالكاد حبست الدموع لا تقدر ان تتماسك كلما ذكر أحدا اسمه امامها .... انه نقطة ضعفها بهذه الحياة والجانب الذي يوجعها ومشكلتها ان الاخرين يعتقدون انه ازمة وعليها ان تتجاوزها لم يعلمون شيء عن الحقيقة وما تمر به من صراع وعذاب وذنب يحز الاعناق وينكس رؤوس ومشكلتها الأكبر عجزها عن مداراة واخفاء ذلك الذنب الذي بدأت رائحته تفوح كجثة نتنة لا ينفع أي شيء على مداراتها سوى دفنها تحت التراب.

اومأ فلاح مواصلا وباستياء واضح: "لا أنكر انني من دفعك بطريقه وايدك وشجعك عليه لكن يبدو انه ليس نصيبك .... لذلك انا اتحمل الجزء الأكبر من المسؤولية ولا يجب ان اثقل كاهلك باللوم والحساب ولا ارمي على عاتقك أسباب الفشل .... الجزء الأكبر يقع على عاتقي لذلك انا من سيصلح الامر"
رفعت بصرها بضعف باحثة بين ملامحه الواثقة عن بارقة امل وروحها تأرجحت بين نفحات امل لمصير مجهول المعالم وبين إمكانيته ان يجمع بينهما من جديد لكن سرعان ما اختنقت تلك النفحات بداخلها واستحالت الى حفرة جحيم عندما نطق بما قضى عليها تماما: "لم يهزمني سالم الهلالي برفضه لزواجك من ابنه ومحاربته لتلك العلاقة بكل أسلحته بالعكس انا من سأهزمه برياض طاقة القدر التي انفتحت لي بعد ان كان ينتظرها بفارغ الصبر .... رياض مجيد شريكه وولي نعمته وامله الزائف اتصل بي أمس وطلب يدك للزواج من ابن أخته عمر أيضا مهندس ويدير شركة خاصة ولديه مكتب مقاولات ومشرف مشاريع استثمارية ضخمة رجل اعمال بكل ما للكلمة من معنى .... ضربة قاصمة لسالم الذي يطمح بنسبه كل الوقت وكأن اللقمة خطفت من فمه ووضعت بفمي"

شعرت بتثلج أطرافها وشحبت شفتيها تماما وهي تتطلع به كالتي سحبت منها الروح بالتدريج وبالكاد همست: "كيف!"
ابتسم فلاح متجاهلا علامات الفزع الواضحة على محياها: "ميساء بنته تتذكرينها؟ مصممة الديكور التي أشرفت على اعداد مكتبي قبل أشهر.... يبدو انها انبهرت بك عندما رأتك وتكلمت معك بوقتها .... هي من اقترحتك لأبن عمتها"

خلف قضبان الاعراف لكاتبة هند صابرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن