الفصل الثانى عشر

464 22 0
                                    

الفصل الثاني عشر .........

"اهداب ذابلة"

تفرقوا بالقاعة وكل منهم جلس مع رفيقه وسامر جلس مع علي وبقيت هي واقفة في ناحية وتتطلع بالفراغ حتى اقبلت نحوها سوسن التي قالت بلطف: "كنت متشوقة لرؤيتك .... اخي علي كل الوقت يتكلم عنك"
ابتسمت ندى واومأت قائلة: "انت اخته؟ سعيدة لأنني رأيتك اليوم"
سامر وبدهشة: "علي؟ .... علي!
التفت علي اليه قائلا بارتباك: "نعم .... نعم انا انا اسمعك"
سامر وبسرعة: "لا .... لست معي تماما ما بك؟ ما الذي يشغلك؟ كل الوقت صامت وتتطلع في حجرك؟ تواجه مشكلة؟ .... عملك الجديد غير مريح؟"
علي وبابتسامة: "لا لا ابدا .... مجرد .... لم أنم الليلة الماضية اصابني الارق .... حسنا .... مضطر ان اذهب .... اشعر بالنعاس"
ونهض وتطلع سامر به باستغراب وراقبه عندما خرج حتى دون ان يصطحب اخته!

بقيت هديل تتطلع نحو ندى بتجهم وضيق صدر وكأنها انهارت الليلة ولم تعد تخفي امتعاضها اذ كانت تحرك اسورتها الماسية بأنامل متوترة وقاسية حتى قطعتها بلا تركيز لما تفعله!
كيف عرفت تلك القروية ان تظهر بهذه الهيئة وكيف نفذت من المقلب؟ تبا لقد خطفت الأنظار وبجدارة اللعينة وكأنها ليست البلهاء التي عهدتها كأنها ملساء من الخارج كالأفعى ومدججة بالسم بداخلها ولديها دهاء لم ينتبه له أحد وتريد ان تلدغ بصمت وتستحوذ على كل شيء!
معقول المزينة الغبية تراجعت عن تنفيذ ما طلبته منها؟ خسارة لكانت الليلة اضحوكة الجميع وموضع سخرية وتسلية خاصة امام سامر ولأثبتت للجميع انها همجية وغير متحضرة واستحالة تبقى زوجة لسامر ويبقى يحتقرها ويسارع بطلاقها اما عن ذلك المغفل علي لا يجب ان يبقى مفضوح هكذا كل الوقت وكأنها ملاك نازل من السماء عليه ان يبتعد والا سيفسد كل شيء.

تطلعت ندى بهديل بتعابير مستاءة ومعاتبة لأنها تعرف انها كانت وراء الحركة السخيفة لا غيرها يعمد الى احراجها ولا تعلم ما السر وراء المجاهرة بالعداء؟ ما بها هذه؟ كأن سامر الذي يخصها وليس عادل وجاءت وخطفته من حضنها!
اشاحت ببصرها عنها استغفر الله العظيم تلك التافهة جعلتها تفكر بطريقة غير منطقية من جراء غيرتها الواضحة للعيان وتصرفاتها الغريبة.
ثم حولت بصرها نحو سامر الذي خذلها للمرة الالف بعدم اكتراثه بها وتجاهلها امام الاخرين وكيف رمى بهديتها باستخفاف وبدى متعمد التقليل من شأنها امام اهله كأنه يريد ان يوصل لوالده فكرة ما.
ارتبكت وابعدت بصرها عندما رفع اهدابه وتلاقت عينيهما وتظاهرت بالتطلع نحو الأطفال ثم نهضت واقتربت من مريم وامسكت يدها قائلة بابتسامة: "تعالي اجلسي معي"
سحبت الطفلة يدها بقوة وتلاشت ابتسامة ندى عندما رأت الطفلة تحدق بوالدتها بخوف وكأنها منعتها عن الاقتراب منها!
وركضت مريم وجلست قرب جدها التفتت ندى نحو محمد لتتأكد من الامر ومسدت على شعره لتجده يهرب منها هو الاخر!

اومأت برأسها ببطء فهمت .... حتى الأطفال ادخلتهما بدائرة حقدك وحاولت زرع بذور التفرقة بقلوبهم النقية؟ التفتت نحو سوسن وقررت ان تعود وتجالسها واتجهت نحوها واثناء ذلك ابتسمت لها لكنها استغربت ان سوسن مشتتة ولم تبادلها الابتسامة وكأنها لم تنتبه!
عندما اقتربت منها انتبهت ان الفتاة تتطلع بطريقة غريبة باتجاه معين!
جلست قربها جدا وعندما استغربت عدم تفاعلها تطلعت بالجهة التي تحدق بها سوسن لتجد عادل!
غريبة! لو كان عادل يبادلها الاهتمام لفهمت سر تركيزها به لكن عادل غير منتبه ومنشغل بتوزيع مزيد من قطع الكعك بالأطباق من ثم تقديمها لوالده وجارتهم المرحة المبتسمة اغلب الوقت.

خلف قضبان الاعراف لكاتبة هند صابرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن