الفصل الاخير ج2

920 28 28
                                    

الفصل الرابع والاربعون والأخير

الجزء الثاني ....

ارتجفت حنان وهمست بخوف: "لقد فضحنا بين الناس يا خالتي ماذا افعل لا اريده ان يدخل لن اتحمله لا اطيق لمسة يده انه لص وانفاسه خبيثة .... ارجوك اتصلي بشاكر ارجوك"
خالتها وبسرعة: "لا .... كفى يا حنان لا تورطي شاكر مع هذا الرجل تعرفين ابن عمك دمه ساخن وربما يؤذيه"
حنان وببكاء: "من ينقذني منه؟ انا وحيدة وعاجزة"
ثم صرخت بذعر وجريت في البيت واختبأت خلف باب غرفة النوم عندما سمعته يحاول مع الباب بالدفع والضرب وعندما خرج بعض الناس من بيوتهم صرخ بهم: "علاما تتطلعون؟ انه بيتي انها زوجتي وانا الذي افتح هذا الدار بفلوسي واصرف عليها وخالتها"
دخل الناس بيوتهم وهم يلعنونه وبعضهم يمنحه الحق.
فتحت خالتها الباب بعد ان كاد ان يهشمه ودخل بحثا عنها وهو يهتف: "اين هي؟ اين مختبئة مني؟"

جذبها من يدها من خلف الباب وتهاوت خالتها على الكرسي وامسكت صدرها كأنها في وعكة!
قالت له حنان بتوسل ورجاء "طلقني يا جابر ارجوك لا أقدر ان أكمل معك لم يعد ينفع"

هتف بهياج: "ليس جابر من يسمح لأحد يتمرد عليه ويلوي ذراعه طلاق لا أطلق .... تغيرين كالون الباب يا ابنة الكلب انه بيتي وانت امرأتي وواجبك طاعتي هيا .... هيا جهزي لي شيء اكله هيا يا ابنة الاسكافي"

اجهشت بالبكاء بالمطبخ وهي تعد له الطعام وفكرت ان تقطع وريدها بتلك السكين لولا مخافة الله
استلقى جابر في السرير وضاقت عيناه
تطردني يا سامر بعد ان كنت اتأمل ان اطردك يوما واجعلك تركع امامي؟
اردت ان اذلك وارى صورة صباح الهلالي بوجهك وانا اهينك واطردك
لكن يبدو ان حظي الخائب لم يشأ ان يجعلني اهنأ بعذابك واتفنن بإذلالك واهانتك كما كان يفعل جدك معي
ويبدو ان حظك كحظ ابيك المدلل دائما الأعلى وانا الأدنى
... لم تحسبها صح يا جابر بقي هو ابن الاكابر وانت ابن حميد الحارس.

رطمت حنان صينية الطعام على الطاولة جنبه بنفور مما جعله يهتاج أكثر مما هو عليه من غليان
ونهض عليها وشدها من شعرها صارخا: "حتى انت لم تحترميني وتريدين اذلالي حتى انت.... لا اريد طعامك ولا زفت .... تعالي هنا .... تعالي"
ثم شدها جبرا وقاومته ودفعته لكنه كان قوي البنية وعتيد ودنيء كعادته
ألصقها بالسرير على وجهها هامسا: "لا يجب ان تقاومين زوجك يا سافلة"
ضج الدار بصراخها وهو يصب غضبه ونقمته عليها بضرب عنيف لأنها تقاوم رغبته بها

ثم ادارها بعنف واتسعت عينيها على اشدهما عندما رأت شاكر ظهر خلفه كملك الموت وسرعان ما تشنج وجهه بفعل الحبل الذي أحاط به عنقه وشده بقوة!
هزت رأسها واعتدلت ببطء وهي ترى جابر يلوح بيديه وشاكر يشد بالحبل فاقدا صوابه حتى احتقن وجه جابر وظهر بياض عينيه!
اخفت وجهها بيديها وبقيت تصرخ بلا توقف حتى وقع جابر على السرير بلا حراك.
تطلع شاكر به بجمود ثم اخرج هاتفه من جيبه ببطء وطلب رقما ووضعه على اذنه قائلا: "الو .... مركز الشرطة؟"
.................................................. ..............................
عند اذان الفجر فتحت ندى عينيها ببطء شديد ولم ترى شيء امامها سوى ضباب لكنها شعرت بشيء ثقيل على يدها التفتت بصعوبة وتحركت شفتيها باضطراب عندما توضحت امامها الرؤيا .... سامر!
تطلعت بشعره ويديه بعينين ذابلتين
كان يشبك يديه فوق يدها ويسند جبهته ... كأنه نائم!
لم تشأ ان تحرك يدها كي لا توقظه واشاحت ببصرها الى الناحية الأخرى

خلف قضبان الاعراف لكاتبة هند صابرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن