الفصل السادس

542 25 0
                                    

الفصل السادس ........

(مواجهة قاسية)

في صباح اليوم التالي كان الجميع يتطلع الى العروسين على مائدة الإفطار عدا عمها فكان غير موجود معهم وعفاف من يترأس المائدة المليئة بما لذ وطاب من الأصناف الشهية وكانت ندى غير قادرة على إخفاء حزنها وتعاستها من ملامحها مهما حاولت
لأنها مجروحة بعمق ونادمة فمهما كانت متوقعة من سامر لم يصل الامر الى ما وصل عليه الليلة الماضية من تصرف متهكم وتجريح ونبذ ونفور علني ظهر بنبرة صوته بنظراته بتعابير وجهه بكل ما فيه ولا مجال بعد للتفاؤل بالقادم انها محطمة للغاية وكل ما تفكر به باد على محياها الكئيب وعيونها المتعبة ووجهها الذي انخطف لونه وبدى شاحب مصفر
اما عنه فلم يبالي بكل ما حصل على ما يبدو عليه اليوم اذ كان انيق حيوي بملابسه المنزلية واثار الاستحمام ورائحة العطر تفوح منه ويتناول الطعام بصمت وأحيانا يبتسم لأحد الطفلين المحملقين اغلب الوقت بندى بفضول بريء كونها العروسة الجديدة بينهم
دائما صورة العروس بنظر الأطفال وفي حدود وعيهم وعقلهم البسيط شيء مبهر وجميل حتى انهم يتسابقون للجلوس قربها او الاحتكاك بها خاصة الطفلة مريم حجزت مقعدها قربها مباشرة وذكرتها لوهلة بشعورها عندما كانت طفلة عندما تشاهد عروس من أقاربهم او اصحابهم فمجرد ابتسامتها بوجهها تعتبر مكافئة ثمينة تحظى بها وليتها الان قادرة على الابتسامة وملاطفة مريم لكن لا تستطيع فالذي بها يفوق الوصف وموقفها صعب جدا.

قالت عفاف وهي تسند كوعيها على الطاولة وتشبك يديها النحيفتين المزينتين بالخواتم الذهبية المرصعة بفصوص الماس وبتركيز: "لم ارك تتناولين شيئا منذ جلست .... كلي حبيبتي اراك متعبة للغاية هذا الصباح"
مريم وبعفوية وصدق: "هل تستيقظ العروس حزينة دائما؟"
ساد صمت إثر سؤال الطفلة وبادرت هديل وبنبرة مستخفة مع ابتسامة سخيفة ولطف مصطنع: "العروس لم تعتد بعد على الأجواء واضح ان الطعام لم يعجبها هنا فمن اين لنا حظيرة نأتي بها باللبن الدسم الدافئ اه بالفعل لذيذ لكن رائحته غير مستساغة"
وضحكت بمرح مواصلة: "فكرت بمقترح لذيذ .... ان نخصص مساحة من حديقة القصر الخلفية ونملأها مواشي ويقع على عاتق ندى حلب الابقار كل صباح وبذلك نطمئن ان اللبن غير مغشوش من ناحية ومن ناحية أخرى تشغل ندى وقتها وتسلي نفسها ولا تشعر بالغربة"

اغرورقت عيني ندى بالدموع واضطربت أنفاسها عندما شعرت بنبرة سخرية وانتقاد بصوت هديل وخاصة عندما لمحت عفاف تداري الابتسامة وتلوذ بوجهها الى الناحية الأخرى بينما عادل تطلع بزوجته بنظرة غير راضية وبدى محرج يبدو انهم استغلوا غياب عمها واستفردوا بها والذي جعلها أكثر تأثرا موقف سامر الذي من المفروض ان يكون زوجها شاء ام ابى هو زوجها وهي مرتبطة باسمه لم يعترض لم يستاء لم يأبه بل بقي يتصفح بهاتفه على الطاولة وبذلك رخصة وضوء اخضر لهديل بأن تقول ما يحلو لها وتسخر وتستمر بسخافاتها الواضحة ما دامه راض بما يحصل وكأنه ينتقم منها!

خلف قضبان الاعراف لكاتبة هند صابرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن