جلست اميرة وسط اخوتها الشباب تشاهد معهم مباراة تارة تهتفو تارة اخرى تشجع بحماس
فهي أميرة هذا البيت واخر عنقود عائلتها مكونة من اختان سمر وندي مع اربع اخوة سامر احمد
علي امين والسيدة هناء مع السيد محمد.
طبقتهم متوسطة و محترمة يسكنون في حي شعبي داخل عمارة في شقة صغيرة . تلك
الصغيرة تتذمر دائما عن تفضيل الذكور على البنات.
صرخت اميرة بفرحة و ارتمت بأحضان امها وهي تهتف بفرحة: لقد فازوا الا يجب ان اتحضري لي
بعض الفشار . برطمت اميرة بدلع طفولي
" كفي عن تدللك الغبي هذا لم لا تحضرينه وحدك" صرخ سامر مأنبا اميرة
رفعت انفها بكبرياء ونزلت من احضان امها لتقف امامه بتحدي:" اصمت أنت دائما تبحث عن الأسباب
لتصرخ في وجهي"
هوت على خدها صفعة قوية وهو يكمل بصوت مقرف:" قبل ان تتحدثي اعقدي لسانك السليط أيتها
الوقحة الصغيرة"
امتلأت عيني اميرة الرمادية بالدموع و هي تنظر الى أمها و أبيها بتوسل لعلهما يدافعان عنها لا
جدوى لم يحركا ساكنا شعرت بالخزي من والديها .
"أمازلت واقفة هناك اذهبي الى الشرفة و لا تعودي حتى وقت العشاء" هتف بها اخيها
انزلت بتخاذل كتفيها لقد خاب ظنها بوالديها رغم أنها بالثامنة الا أنها واعية لبعض الأمور كاذعان
والديها لبطش اخوتها.
خرجت الى الشرفة أين تسكب همومها الطفولية فكلما كبر المرء تكثر عليه همومه همست
وهي تنظر الى الشمس الغاربة :" يوما ما ساكون ما ُأريد