الفصل السادس
بدا الحضور يتوافدون و كلهم من الطبقة الراقية يرتدون الحلي و الأثواب الثمينة و شفهاهم متزينة بابتسامة
متصنعة. هذا ما استنتجته الجدة فور أن ألقت نظرتا على الحضور.
أخذت النساء يثرثرن و ينشرن الفضائح التي حدثت عند الثريات و بناتهم ..الخ أما رجال الأعمال فكانوا
يتحدثون حول السياسة و الصفقات.
فجأة سكت الحضور و استداروا حيث انبعثت رنة مميزة لخلخال و أساور و رائحة العنبر و الياسمين
المخلوطة بالحناء طغت على المكان و مراهقة بشعر هائج يؤكد على طبعها الناري جذبت جميع الأنظار و
خطفت أنفاس الشباب. هل هي ملكة هندية أم ماذا.
نزلت ببطء على السلم متعمدتا أن تصدر رنة مميزة فهي تعلم أن عمار و ارسلان هنا سيأتيان مع والديهما .
إذن فليمت ذلك الغبي عمار ندما لامه يحب أخرى. التفت لها جميع الحضور . أرسلت لهم نظرت اللامبالاة و
ذهبت إلى عائلة ارسلان"مرحبا يا خالة "
عانقت الخالة جيهان أميرة بحنان و هي تقول" أهلا ببنيتي انك تبدين في غاية الجمال حفظك الله من كل شر و
عيد ميلاد سعيد "
" شكرا خالتي هل تحتاجين إلى شيء"
" شكرا حبيبتي أنا لا احتاج إلى أي شيء لكن لينا يؤلمها رأسها "
" حسنا خالتي سأعطيها حبوب مسكنة إلى اللقاء"
ابتسمت لارسلان حتى ظهرت غمازتها العميقة و حيته بطريقة عسكرية.
وجدت لينا تتكلم مع عمار حسنا يجب أن تنزع تلك الغيرة لكن ماذا تفعل فلينا تبلغ 18 عشر سنة و هو في 20
إذا العمر متقارب.
وجهت أميرة نظرة نارية إلى عمار و ذهبت إلى لينا و هي تنطق من بين أسنانها ببشاشة " حبيبتي لينا مرحبا
بك الحفل أخبرتني خالتي انك تحتاجين إلى مسكن تعالي معي" جذبتها من يدها و هي تجرها بعنف أما عمار كتم
ضحكته و هو يقول بصوت عالي لتسمعه أميرة من بين ذلك الضجيج" الناس يقولون مرحبا"
كانت أميرة تطلق الشتائم همسا حسنا سيرى من أنا سأتجاهله كلية.
كانت لينا تتعثر بسبب جذب أميرة العنيف عيون رمادية تتبعها بمشاعر متخبطة .
وصلت أميرة إلى المطبخ و أخذت تبحث عن الدواء في الثلاجة بينما كانت لينا جالسة في إحدى الكراسي
الموجودة في المطبخ ملأت كاس ماء و وأعطتها حبتان و هي تهمس و قد هدأت براكين الغيرة " بالشفاء و
الهناء"
رن هاتف أميرة معلنا وصول رسالة فتحتها لينبض قلبها بعنف " آه يا أميرة لماذا اخترتي الساري الأرجواني
لن أسامحك أبدا فأنت تبدي كملكة أو أسطورة اتبعيني للحديقة لدي مفاجأة"
نظرت إلى لينا التي بدورها كانت تنظر إليها بفضول ابتسمت أميرة لها و هي تقول هيا الكل ينتظرنا في الحفل
اسبقيني و بعدها سألحقك"
بعد أن شربت أميرة الماء مشت جلست على إحدى كراسي المطبخ و أرسلت رسالة" في أحلامك "
فجأة انتزع منها الهاتف و أطلقت صرخة قصيرة سرعان ما تحولت إلى اندهاش و هتفت " أمين"
.................................................. .................................................. ................................................
في مكان ما من الحديقة كان هنالك شخص يتوعد أميرة في الخفاء بالشر و هو ينتظرها أن تخرج.
.................................................. .................................................. ................................................
ارتمت أميرة في أحضان أمين و أخذت تبكي بحرقة تبكي وتبكي دموع مالحة. رفع وجهها إليه و هو يقول لو
كنت اعلم انك ستبكين لما أتيت تعلمين أن دمعتك غالية عندي فأنت أختي المدللة"
" ما هذا الفرق الشاسع" هذا ما قالته أميرة في نفسها
جرها أمين إلى الخارج برفق و أخذا يتحدثان و يمازحان بعضهما فجأة سألها " هل علمت بالحقيقة"
عبست أميرة بتساؤل و هي تقول " أي حقيقة"
علم أن جدته لم تخبرها لذا أراد أن يغير السؤال و هو يقول" لدينا عم و ابنة عم يعيشون في أمريكا "
اتسعت عينا أميرة فرحة و هي تقول" يا الهي كم أريد أن أقابلها هل ستأخذني إليهم"
رفع أمين يديه إلى السماء و هو يقول" يا صبر أيوب كيف سأحتمل هذه الطفلة الكبيرة في الأيام القادمة"