🌹الفصل التاسع🌹

47 1 0
                                    

الفصل التاسع
أوقفها صوته الذي قال" كانت معي"
كان وجه عمار يشع بالهدوء و الرزانة و عيونه تتسم بالثقة " أهلا سيدتي هل استطيع أن أتحدث معك على
انفراد"
نظرت إليه الجدة بشك و قالت له" حسنا تفضل معي"
دخلا إلى غرفة الجلوس و أغلقا الباب أما أميرة فكانت تدعي في سرها أن تتم الأمور على خير. عندما صعدت
إلى غرفتها قابلتها تلك الغرفة المنقوشة و الخادمة واقفة بجانبها. أكملت صعود السلالم بلا مبالاة و فكرها
كله مشغول بما يدور في تلك الغرفة. سمعت صوت الخادمة وهي تقول" آنسة أميرة لقد نقلنا كل أغراضك هنا
و أيضا مع الإغراض القديمة التي هي بالغرفة هل تلقين عليها نظرة ربما تريدين أن نعدلها" أجابتها أميرة
ببرود " حسنا"
دخلت الغرفة و شمت رائحة العنبر يا الهي كم تعشقه الغرفة كلها وردية بالبنفسجي دولابان احدهما وردي و
الآخر بنفسجي معلقين به الأثواب و الساري أما الآخر به البناطيل و القمصان مع التنورات و البلوزات.
ستائر وردية شفافة و شرفة واسعة . صورها مؤطرة معلقة في الحائط. سرير وردي بشراشف بنفسجية.
رفوف للكتب يبدوا إنها قديمة مع منضدة الزينة وردية . و طاولة مع كرسي بنفسجي. مكتب صغير موضوع
به بعض الأقلام و علب التلوين و أوراق كثيرة.

ما إن أنهت تأمل الغرفة من دون وعيها قالت"غرفة الأحلام" استدارت إلى الخادمة و قالت لها بامتنان" شكرا
لكي لا ينقصها شيء"

"حسنا آنستي"
.................................................. .................................................. .......................................
في غرفة الجلوس
" أنا لن أوافق على هذا الجنون هل أنت في وعيك فتاة في عمر الخامسة عشر تخطب نكتة اليوم"
" سيدتي الحب يفعل المستحيل"
صمتت الجدة و تذكرت يوم خطبت سهيلة و كانت بنفس عمر أميرة كم كانا يحبان بعضهما و عاشا حياة سعيدة.
أين أنت يا ابنتي؟
" أرجوك سيدتي أنا أريدها في الحلال سأنتظرها حتى تكمل دراستها في الثانوي و سأعقد القران عليه"
نظرت الجدة إلى ملامح عمار جيدا رأت في عينيه الحب الصادق سيسعد أميرة أكيد ابتسمت له الجدة" سأسال
أخ أميرة و أفكر في الأمر خلال تلك الفترة لا أريدك أن تتجاوز معها الحدود و لا تلهيها عن دراستها ووالدك
هل هو موافق"
"سيوافق بالطبع"
"اطلب إذنه أولا"
خرج عمار من البيت و هو يائس معها حق فأميرة فتاة صغيرة و مشاعرها ليست منضبطة حسنا يجب أن
ينتظر قليلا لكن أصحاب الأحياء الشعبية يتزوجن باكرا. هذه التقاليد و العادات.

بعث رسالة إلى أميرة" لم ينجح الأمر "

.................................................. .................................................. .......................................
نزلت السلالم ببطء و تخاذل فلقد وصلتها رسالة من عمار مازالت تحلم كما كانت تفعل هذا الأمر مستحيل.
دخلت إلى غرفتها أين ترسم فتحت النافذة لتتطاير الستائر و يتغير جو الغرفة . أمسكت فرشات الرسم و
أخلطت الألوان و أخذت تحرك يديها باحتراف مر الوقت سريعا و وجدت أن الليل حل لينشر جوا رومانسي
على تلك الغرفة.

تأملت لوحاتها كانت كلها تعبر على مشاعرها الداخلية عصفور في قفص من ذهب ينظر إلى الشمس.
فتاة تقف وسط الأشجار المتشابكة و عينيها تائهتان. و رسمت عمار عندما كان يتأمل البحر .
رأت الحاسوب المحمول و قالت " أخيرا بعض التحضر"
لكن أوقفها طرق على الباب " تفضل"
" آنستي السيدة تناديك لتناول العشاء"
" حسنا سآتي بعد لحظات"
صعدت أميرة إلى غرفتها و بدلت ملابسها ببجامة مريحة و رفعت شعرها على شكل ذيل حصان و نزلت و
هي عابسة. جلست على كرسي بعيد و هي تلقي تحية المساء على جدتها و أمين ببرود.

كان أمين و الجدة يتبادلان الحديث و يبتسمان أما أميرة فكانت صامتة و هدوء يسيطر على نفسها. ارتشفت العصير و همت بالنهوض بدون أي كلمة.
دخلت غرفتها و هي تزفر بانزعاج يا الهي تريد أن تكون معه شرعا. حسنا ستنتظر حتى سن السادسة عشر.
سمعت طرقا على باب غرفتها فقالت" تفضل"
دخل أمين إلى غرفتها و هو يقول " لماذا أميرتي عابسة"
احمرت و جنتاها و نكست رأسها أما هو فبدا بالضحك . نظرت إليه أميرة بحنق " توقف ما المضحك"
" انظري إلى وجنتك تبدين كحبة طماطم "
" يا الهي و ما شانك"
" اتتحدثين مع أخاك بهذه الوقاحة و هو يحمل أخبارا جيدة"
انشرح وجه أميرة و هي تقول" و ما هذه الأخبار"
" سمعت أن أحدا ما خطبك و تعلمين أننا نشانا في حي شعبي و هناك تتزوجن الفتيات في سن الرابعة عشر إذا
وافقنا على الخطوبة فقط"
ارتمت أميرة في أحضان أمين و هي تقول بفرح " شكرا"
.................................................. .................................................. .......................................
أمسكت الجدة البوم الصور و أخذت تتأمل صور لابنتيها سهيلة وهناء كيف كانتا سعيدتين حتى تزوجتا . هناء
كانت دائما غيورة و جشعة حتى تزوجت من رجل يشبهها. أما سهيلة المسكينة كانت طيبة و مرحة نقية كنقاء
السحاب تزوجت رجلا و هو عمر مشاكس و عنيد و لكنه طيب انجبت امين و ثم. حملت بأميرة و من هناك اختفت. و لا احد
يعرف عنها شيئا. يبدو أنها ماتت
بكت الجدة على فراق ابنتها سهيلة قرة عينها . أرجو أن يعم الفرح و السعادة في هذا البيت.
.................................................. .................................................. .......................................
كانت أميرة تكلم أمين في أمور عدة و هو كان يستشيرها في أمور الخطبة و إعداد البيت" لا تقلق لدي الذوق
في الأثاث و ما يناسبك هل لديك شقة"
" اجل في المرسى"
"بالقرب من هنا "
" اجل فانا أريد أن أبقى قريبا منك"

" حتى أنا كم احبك أخي"
" ما رأيك بمشاهدة فيلم الرعب"
" ياااي فكرة رائعة"
"هيا ننزل أنا سأحضر الفشار و الأشياء الأخرى و أنت اختر أفضل فيلم رعب آه مثل أيام زمان"
دخلت أميرة المطبخ و بدأت تحضر الفشار و بعض المقرمشات مع الشطائر و البسكويت و العصير.
و حضرت لنفسها كريمة الشكولاتة.
جلست تشاهد فيلم الرعب و هي تأكل رن هاتفها بوصول رسالة فتحتها " أنا في الحديقة تعالي انتظرك... عمار"
ابتسمت أميرة و قفزت من الأريكة و هي تقول" بدأت رحلة الحب"
.................................................. .................................................. .......................................
انتهى الفصل
 

احلام مراهقة الجزء الاول من سلسلة تراتيلة قلوب عاشقة كاتبة مينا رجيناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن