الفصل التاسع
أوقفها صوته الذي قال" كانت معي"
كان وجه عمار يشع بالهدوء و الرزانة و عيونه تتسم بالثقة " أهلا سيدتي هل استطيع أن أتحدث معك على
انفراد"
نظرت إليه الجدة بشك و قالت له" حسنا تفضل معي"
دخلا إلى غرفة الجلوس و أغلقا الباب أما أميرة فكانت تدعي في سرها أن تتم الأمور على خير. عندما صعدت
إلى غرفتها قابلتها تلك الغرفة المنقوشة و الخادمة واقفة بجانبها. أكملت صعود السلالم بلا مبالاة و فكرها
كله مشغول بما يدور في تلك الغرفة. سمعت صوت الخادمة وهي تقول" آنسة أميرة لقد نقلنا كل أغراضك هنا
و أيضا مع الإغراض القديمة التي هي بالغرفة هل تلقين عليها نظرة ربما تريدين أن نعدلها" أجابتها أميرة
ببرود " حسنا"
دخلت الغرفة و شمت رائحة العنبر يا الهي كم تعشقه الغرفة كلها وردية بالبنفسجي دولابان احدهما وردي و
الآخر بنفسجي معلقين به الأثواب و الساري أما الآخر به البناطيل و القمصان مع التنورات و البلوزات.
ستائر وردية شفافة و شرفة واسعة . صورها مؤطرة معلقة في الحائط. سرير وردي بشراشف بنفسجية.
رفوف للكتب يبدوا إنها قديمة مع منضدة الزينة وردية . و طاولة مع كرسي بنفسجي. مكتب صغير موضوع
به بعض الأقلام و علب التلوين و أوراق كثيرة.ما إن أنهت تأمل الغرفة من دون وعيها قالت"غرفة الأحلام" استدارت إلى الخادمة و قالت لها بامتنان" شكرا
لكي لا ينقصها شيء""حسنا آنستي"
.................................................. .................................................. .......................................
في غرفة الجلوس
" أنا لن أوافق على هذا الجنون هل أنت في وعيك فتاة في عمر الخامسة عشر تخطب نكتة اليوم"
" سيدتي الحب يفعل المستحيل"
صمتت الجدة و تذكرت يوم خطبت سهيلة و كانت بنفس عمر أميرة كم كانا يحبان بعضهما و عاشا حياة سعيدة.
أين أنت يا ابنتي؟
" أرجوك سيدتي أنا أريدها في الحلال سأنتظرها حتى تكمل دراستها في الثانوي و سأعقد القران عليه"
نظرت الجدة إلى ملامح عمار جيدا رأت في عينيه الحب الصادق سيسعد أميرة أكيد ابتسمت له الجدة" سأسال
أخ أميرة و أفكر في الأمر خلال تلك الفترة لا أريدك أن تتجاوز معها الحدود و لا تلهيها عن دراستها ووالدك
هل هو موافق"
"سيوافق بالطبع"
"اطلب إذنه أولا"
خرج عمار من البيت و هو يائس معها حق فأميرة فتاة صغيرة و مشاعرها ليست منضبطة حسنا يجب أن
ينتظر قليلا لكن أصحاب الأحياء الشعبية يتزوجن باكرا. هذه التقاليد و العادات.بعث رسالة إلى أميرة" لم ينجح الأمر "
.................................................. .................................................. .......................................
نزلت السلالم ببطء و تخاذل فلقد وصلتها رسالة من عمار مازالت تحلم كما كانت تفعل هذا الأمر مستحيل.
دخلت إلى غرفتها أين ترسم فتحت النافذة لتتطاير الستائر و يتغير جو الغرفة . أمسكت فرشات الرسم و
أخلطت الألوان و أخذت تحرك يديها باحتراف مر الوقت سريعا و وجدت أن الليل حل لينشر جوا رومانسي
على تلك الغرفة.تأملت لوحاتها كانت كلها تعبر على مشاعرها الداخلية عصفور في قفص من ذهب ينظر إلى الشمس.
فتاة تقف وسط الأشجار المتشابكة و عينيها تائهتان. و رسمت عمار عندما كان يتأمل البحر .
رأت الحاسوب المحمول و قالت " أخيرا بعض التحضر"
لكن أوقفها طرق على الباب " تفضل"
" آنستي السيدة تناديك لتناول العشاء"
" حسنا سآتي بعد لحظات"
صعدت أميرة إلى غرفتها و بدلت ملابسها ببجامة مريحة و رفعت شعرها على شكل ذيل حصان و نزلت و
هي عابسة. جلست على كرسي بعيد و هي تلقي تحية المساء على جدتها و أمين ببرود.كان أمين و الجدة يتبادلان الحديث و يبتسمان أما أميرة فكانت صامتة و هدوء يسيطر على نفسها. ارتشفت العصير و همت بالنهوض بدون أي كلمة.
دخلت غرفتها و هي تزفر بانزعاج يا الهي تريد أن تكون معه شرعا. حسنا ستنتظر حتى سن السادسة عشر.
سمعت طرقا على باب غرفتها فقالت" تفضل"
دخل أمين إلى غرفتها و هو يقول " لماذا أميرتي عابسة"
احمرت و جنتاها و نكست رأسها أما هو فبدا بالضحك . نظرت إليه أميرة بحنق " توقف ما المضحك"
" انظري إلى وجنتك تبدين كحبة طماطم "
" يا الهي و ما شانك"
" اتتحدثين مع أخاك بهذه الوقاحة و هو يحمل أخبارا جيدة"
انشرح وجه أميرة و هي تقول" و ما هذه الأخبار"
" سمعت أن أحدا ما خطبك و تعلمين أننا نشانا في حي شعبي و هناك تتزوجن الفتيات في سن الرابعة عشر إذا
وافقنا على الخطوبة فقط"
ارتمت أميرة في أحضان أمين و هي تقول بفرح " شكرا"
.................................................. .................................................. .......................................
أمسكت الجدة البوم الصور و أخذت تتأمل صور لابنتيها سهيلة وهناء كيف كانتا سعيدتين حتى تزوجتا . هناء
كانت دائما غيورة و جشعة حتى تزوجت من رجل يشبهها. أما سهيلة المسكينة كانت طيبة و مرحة نقية كنقاء
السحاب تزوجت رجلا و هو عمر مشاكس و عنيد و لكنه طيب انجبت امين و ثم. حملت بأميرة و من هناك اختفت. و لا احد
يعرف عنها شيئا. يبدو أنها ماتت
بكت الجدة على فراق ابنتها سهيلة قرة عينها . أرجو أن يعم الفرح و السعادة في هذا البيت.
.................................................. .................................................. .......................................
كانت أميرة تكلم أمين في أمور عدة و هو كان يستشيرها في أمور الخطبة و إعداد البيت" لا تقلق لدي الذوق
في الأثاث و ما يناسبك هل لديك شقة"
" اجل في المرسى"
"بالقرب من هنا "
" اجل فانا أريد أن أبقى قريبا منك"" حتى أنا كم احبك أخي"
" ما رأيك بمشاهدة فيلم الرعب"
" ياااي فكرة رائعة"
"هيا ننزل أنا سأحضر الفشار و الأشياء الأخرى و أنت اختر أفضل فيلم رعب آه مثل أيام زمان"
دخلت أميرة المطبخ و بدأت تحضر الفشار و بعض المقرمشات مع الشطائر و البسكويت و العصير.
و حضرت لنفسها كريمة الشكولاتة.
جلست تشاهد فيلم الرعب و هي تأكل رن هاتفها بوصول رسالة فتحتها " أنا في الحديقة تعالي انتظرك... عمار"
ابتسمت أميرة و قفزت من الأريكة و هي تقول" بدأت رحلة الحب"
.................................................. .................................................. .......................................
انتهى الفصل