هــل أنا ضائِعة..

1.3K 47 65
                                    

..."..يا إلهي.."..

تنهدت وأنا أهمس بمناجاة لعلي أجد بعض الطاقة داخلي لأكمل المسيرة...المشد الضيق يسرق أنفاسي كأنه حبٌ عابر ،والفستان الأنيق لا يساعد بتاتاً وسط هذا الزحام الشديد....

نظرت خلفي لبرهة أرمق مساعدتي المرهقة تجر حقيبتي الجلدية الفاخرة التي كانت هدية من خطيبي العزيز بالعام السابق،كانت حقيبة من جلد غزالة على ما أعتقد ما يجعلني أنفر من النظر لها وأنا أتذكر إلى أين تسوقني قدماي...نحو موطني..سأعود أخيراً بعد كل هته المدة الطويلة التي أمضيتها ماوراء البحر أتعلم الإتيكيت...

بعض الآداب والقوانين التي يجب أن تنفذها الفتاة حتى أثناء الطعام والنوم،ومن أحسن في تلقين ذلك أكثر من الإنجليز...

خرجت من لجة أفكاري على صوت فتاً يبدو على ملامحه الصبا كما قد يبدو الندى على ملامح الزهرة الفتية...

كانت ملامحه طفولية لطيفة،يحمل عدة قوارير زجاجية بسلة فوق رأسه ويصرخ بالجميع ...
"..هل من ضائع؟!...سأريك الطريق..."..

كانت اللفافات التي تتخلل القوارير خرائط حسب ما فهمت...

إشتعلت الجذوة النبيلة بداخلي وإقتربت بأناقة تتقاطر من ملامحي الأرستقراطية التي تجعل الجميع يتسللون النظر نحوي هذا المساء..حيث نسير على الميناء الذي سنغادر عبره أرض العشاق نحو أرض الجليد....

"..أريد إثنتين..."..تحدثت برقة وأنا أخرج من الكيس المعلق بجانب خصري عملة ذهبية قد تبتاع معظم السلع المعروضة بالأرصفة المبتلة ...

توقف للحظات ينظر لي بينما تسللت كفه نحو السلة بهدوء ولم تفارق عيناه عيناي بإتصال بصري غريب...
"..سيدتي..سيدتي..."..سمعت صرخات إيميليا اللاهثة والمرتاعة بآن...

"..ماذا؟!..رويدك يا فتاة..."..إبتسمت وأنا أراها تنحني على عقبيها تلتقط أنفاسها لتسترد بعض اللون على بشرتها الشاحبة...

"..السفينة..السفينة بالجهة الشرقية..."..
عقدت حاجباي وأنا أشعر بملمس بارد يربت على يدي فقبضت عليه تلقائياً بينما أنتظر بفضول إكمال إيميليا حديثها...

"..السفينة غادرت من هناك..لقد صعد كل الحرس على متنها وهم يعتقدونك قد سبقتهم،لقد عدت لأشتري بعض الأزهار فرأيتك تقفين بمكانك..."..

شهقت وأنا أحاول إستيعاب ما الذي تتحدث به ...
"..هل هل رحلت السفينة؟!..ما الذي تقولينه أوقفوها.."...

ركضت متجاهلة إيميليا والصغير الذي إبتسم خلفي بغرابة...ركضت بالسرعة التي سمح لي بها كعبي الأنيق والفستان الفيروزي الذي تلطخ أسفله وبدا كالأسمال ينظف رصيف الميناء...

"..لا... لا..."..نفيت برفض وأنا أضع كفي على شفاهي بصدمة،أنظر بأعقاب سفينة "سلفاتور" المتجهة نحو وجهتي بأمتعتي وحرسي بينما أقف أنا هنا...

مـارسِلينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن