قلــوبٌ منصهِــرة .......

184 20 43
                                    

"..آنستي الصغيرة،إستيقظي..لقد حل الصباح..."...
صوتٌ رخيم داعب سمعي يخرجني من غيابات النوم التي أتخبط بها...أشعة الشمس التي إنعكست فوق بشرتي تدفؤني لوهلة قبل أن أنتفض جالسة أنظر حولي...الرحمة.....

بهت أنظر للغرفة التي كانت جدرانها مغلفة باللون الفيروزي الهادئ،تقف هناك مربيتي "باتريكا" تتأملني بتعجب...بينما لا أفهم أنا ما أفعله هنا؟!...

رميت اللحاف جانباً وركضت نحو النافذة التي تسلل عبرها نسيم الصباح البارد والشمس التي تتمايل بخيلاء وسط السماء....

"..إلهي..متى عدت..نحن لم...هاااا..." شهقت بصدمة وأنا أتراجع إلى الخلف وقد وهنت ساقاي..

لم أنتبه لمربيتي التي إعتقدت جنوني وقد وقفت هناك تناظرني برعب ظاهر على ملامحها السمراء...

"..صغيرتي هل أنت بخير..."..سألتني تقترب بتؤدة تحمل بكفها قطعة قماش زهرية لا أعلم ما عملها...
أعدت خصلاتي الثائرة إلى الخلف وبقيت أنظر بشرود إلى فستان النوم الحريري الذي إسترسل هفهافاً على جسدي...

لقد عدت إلى موطني،لما حل الفراق بسرعة؟!...
هل إلتقاء الأرواح ذلك كان بقبلة يتيمة...
أغمضت عيناي فتسللت الدموع منهما تتساقط كندفاتٍ لأول سقوط للثلج...

"..رباه،هل عدت للحلم بتلك الكوابيس؟!..لابأس صغيرتي سترهقين بالإعدادات ولاتجدين وقتاً للتفكير حتى،ستنهارين بنعاسٍ ما إن تري السرير..."

أكملت باتريكا ثرثرتها عن زفافي الذي إقترب ما يعني أن ألماند بطريقه إلى هنا كم مر وقت منذ عدت؟!
نظرت إليها بسرعة فأجفلت إلى الخلف تقرب القماشة من صدرها بهلع...

"..آنستي ،هل أنادي الحكيم؟!..."..

"..نادي إيميليا..."..تحدثت ببهوت أمسح دموعي وأنظر لها تومأ وتسرع مغادرةً...

للحظات كان الصمت كل ما يحيط بي،بعكس الضجيج الذي يحتل عقلي...
دقاتٌ على الباب تستأذن قبل أن تدلف إيميليا المبتسمة بسعادةٍ ووجنتاها قد تصبغتا باللون الزهري
تبدو كما تركتها عند الميناء تماماً،نفس الشعر البني المتناثر بهمجية والعيون العسلية البراقة...

الإختلاف كان ذلك البروز الطفيف الذي لن تلاحظه إلاّ عين إعتادت عليها...

"..أجل سيدتي،لقد قالت العمة باتريكا أنك طلبتني.."
عقدت حاجباي أحاول فهم ما يحصل لثوانٍ ثم سحبت شهيقاً عميقاً ووقفت أنظر لها...

"..إقتربي إيميليا..."..حين إقتربت مني وباتت على بعد خطوة وضعت كفي فوق بطنها فأجفلت متراجعةً
"..ما الذي تفعلينه سيدتي..؟!..".تحدثت بتوتر تنظر لي بهلع...

"..من والد الصغير ببطنك؟!.."..سألتها وأنا لا أقطع إتصال عينينا...

"..أنت مخطأة أنا..."..حاولت التبرير إلاّ أنني عدت للوقوف مجدداً ورفعت ذقني بقوة واهية...

مـارسِلينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن