النـّجومُ المنكسِــرَة....

185 20 1
                                    

كنت شاردةً لفترة لابأس بها،أراقب المحيط المتلألأ أمامي بإسهام مفكرةً بحديث ملك الجنيات الأخير معي...لم أكن أعرف أنني سأسمع حديثاً يمس واقعي..

أخباراً عن كوكب الأرض وعن عائلتي،لقد أخبرني بصريح العبارة...أنه بات يعلم من أكون،وبنصيحته لي لم ينر طريقي بل زاد عتمتها...

حديثه ما لبث أن عاد يطرب مسامعي مجدداً...

"..أعرف أن جسدك مرهونٌ لرجل..لكن قلبك صار ضحية للقرصان الهجين..كانت عائلته طوال عقود تسبح بين النجوم باحثةً عن إحداها،لم يكن غير الهجين محظوظاً،هو نالك،قد تتعجبين من تشبيهي لك بالنجمة،أنا أراكي نجمةً منكسرة لشطرين، بين قدسية قلبك الذي بات يعرف ما يريد وعقلك الذي ظل طريقه وسط هته الرحلة،سأخبرك بشيء واحد..

النجوم المنكسرة جميلة لمدة معينة،إلى أن إبتعاد النصفين يعني تشتت نورهما،لا تريدين أن تكوني آفلةً بنهاية المطاف..."..هذا فقط،وقام بإحتضانها هامساً لها..أن طريقها قد تم رسمه..

كانت ترغب بسؤاله هل سيستطيعون إكمال العناية بالملكة التي كانت تعاني الإجهاد وقد عرفت أنها ستستيقظ ما إن تنال بعض العناية الجيدة...

تذكرت حين علمتهم كيف يدلكون أعضاءها بالماء الدافئ والسائل الذي قد يعتبر زيتاً...

الملكة ستستيقظ بنهاية المطاف،فهي حسب ما أحست،أنها تنوء بروحها لترتاح وتجمع طاقتها لإكمال تعمير الكوكب بالفتيات الفاتنات....

أجفلت حين شعرت بخطواتٍ خلفها،وبالطبع كان هو الوحيد القادر على اللحاق بها بكل الأوقات كأنما يملك ساعة لا مرئية تخبره أنها وحيدة تنظر إلى الفضاء ...

بدى مأخوذاً بمشهد أكتافها العارية أسفل هذا الفستان بلون الخمر..كان أشبه بلون النبيذ تحديداً
بكشاكش سوداء تتحرك برتابة مع يديها...

"..كنت أعلم أنك هنا صغيرتي،من حسن حظي أن الجدة نائمة لتنقذك مني.."..تحدث بخبث وهو يحاصرني بين ذراعيه والسارية..وللغرابة كنت أسعد أسيرة بهته اللحظة،أتنعم بعطره الأشبه برائحة الربيع....

"..لقد كنت غاضباً منذ قليل،كنت أخطط أن أقبض عليك وأعاقبك،إلاّ أن رؤيتك بحجمك الصغير بين ذراعي تجعلني أرغب بالإنتقام..."...

كنت فاغرة الشفتين أراقب ملامحه المتغيرة كالفصول،وحين وجدت صوتي الذي خرج لاهثاً قلت
"..لماذا؟!.."..نظر لي وقد فهم معنى سؤالي...

"..أنتقم منك لعناق رجلٍ غيري،كيف لشبيه الفتيات أن يشعر بنبضاتك بينما أسهر أرقاً أفكر بعطر خصلاتك..."...

قال يرفع جسدي بين ذراعيه ويحطمني برفقة مشاعري فوق سهل حضنه الفسيح..كانت نبضاتنا متزامنة الإيقاع،تتمايل برقصة عرفها الحب منذ بدء البشرية..بت أفهم مابه قلبي الخائن..إنه يرغب بخليله
ضننته شارداً مثلي بهته الرحلة الغريبة التي إمتدت لفترة لا أعلمها،لم أتذكر من موطني إلاّ عيون والدي الحنونة،بعض رائحة الورد بالمروج التي كنت أتنزه بها ممتطية حصاني...

مـارسِلينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن