لـعنةٌ جميلة...

281 25 11
                                    

مرت الأيام سريعة،ولم يستيقظ الرجل الوسيم بعد..
كانت مرمريس قد نظفت بعض الأوحال العالقة به،
خففته من بعض ملابسه وغسلتها بالنهر القريب..

لم تنكر الإرتجاف الذي كان يتملكها ما إن تلمح بشرته الأشبه بالذهب،لقد عاشت لفترة طويلة تمكنها من معرفة أنها أحبت الرجل،ربما لبقائها وحيدة طوال هته المدة لا تجاور غير مخلوقات الغاب وتعالج الغيلان أحياناً...

توقفت يدها الممسكة بالمنديل المبلل عن تلمس وجنته التي غطتها لحية شقراء جذابة..حين رأت تململ جفونه..إنه يستيقظ...زحفت نحو الخلف فاصطدمت بزجاجة مليئة بسائلٍ ما..لم تهتم له وهي ترفع ستار ردائها تخفي به ملامحها...

تأوه الرجل وهو يتحرك بفزعٍ حين أدرك غرابة مكانه
لتعود له ذاكرته تدريجياً...نقل أنظاره بين الكوخ غريب الأطوار وبين الجسد المتكور بالزاوية،إنه الصوت الأنثوي الذي أنقذه،...

تلكأ يحاول الجلوس يستند على أكوام الصوف أسفله
ثم مد يده لتقترب منه لكنها كانت تنظر له بغرابة فحسب..

"..أنا لن أؤذيك،أود شكرك فحسب..."..قال الرجل بصوته الخشن...

"..لا أحتاج شكرك،ثيابك بجانبك،قم بحملها وغادر فحسب..."..التأثر بملامحه الفاتنة جعل صوتها يخرج مهزوزاً،لم تبد بتلك الثقة التي تحاول إصطناعها..

كما لم يبد عليه الإهتمام بما قالته،فقد أكمل تمدده يحرك تلك العضلات والصدر العاري بطريقة جعلت وجنتيها تحمراّن خجلاً...

"..أنا بيرسيوس،بحار إنتهى بي المطاف هنا بعد أن تمت مهاجمة سفينتي من طرف القراصنة،لقد بحثت طويلاً عن أي أثر للبشر إلاّ أن حظي الجيد أوقعني بطريق قطيع من الذئاب..."..

"..كيف لهذا أن يكون حظاً جيداً..؟!.."..سألت بدهشة
"..لولا مقابلتي للذئاب ماكنت قابلتك..."..قال بدرامية فأصدرت هي ضحكة مستهزءة...

"...لا أحتاج إلى حديثك الفارغ لمجرد أنني ساعدتك،أنا أساعد الحيوانات دائماً وأنت كنت حملاً بمأزق،هل تراني أقيم علاقات عاطفية مع الحيوانات..كلا،إذاً خذ طريقك،أنا ساحرة وقد ألعنك.."..

إبتسامته الرائعة لم تدل على إهتمامه بما قالت..
"..ستكون لعنة جميلةً إذاً،إن لم يكن القدر قد ألقى علينا واحدةً بالفعل..."..قال بحالمية خرقاء...
"..إستيقظ من أوهامك،إنه مجرد تقدير للمعروف،خذ أغراضك وغادر..."..

لم يثمر طردها له كثيراً،فهو قد جر جسده وتنعم بحمام طويلٍ في النهر القريب،ثم عاد ليتنعم بأشعة الشمس بالقرب من كوخها...

لم يكل لعدة أيام يطلب منها أن يراها ،فتنهره بجلف وتغادر نحو الغابة،تشفق عليه أحياناً فتطعمه من لحم طرائدها،إلى أن إستعاد طاقته وبات يساعدها،إعتاد على السكن بجانب كوخها ينام مفترشاً الأرض وملتحفاً السماء...بينما كانت هي تتسلل كل ليلة بعد نومه تضع فوقه لحافً لتجده مطوياً كل صباح أمام باب كوخها...

مـارسِلينحيث تعيش القصص. اكتشف الآن