مـارسِلين

مملكــةُ بِيــرسٖ...

مددت ذراعاي وسط الظلام،لا أصدق أن الشمس لا تشرق هنا،لا أعلم أين نحن أساساً مجرد رؤية همة أعضاء الفريق أعطتني حماساً لأتحرك،لا أرغب في البقاء كزهرة في الدفيئة،بل أود الكدح وتذوق لذة الراحة بعد التعب الشديد...

كانت المجرة واسعة حسب ما أذكر من دروس الفلك الكثيرة التي ما لبثت أتملص منها سابقاً...

ما أدراني أنني سأخوض رحلة نحو النجوم وأحتاج لمعرفة إسم كل كويكب أو رغبتي بإلقاء التحية على كل السلاسل النجمية بالمجرة...

كان جايسون قبطان سفينة ماهر...ليس بالقيادة بل بتعريضنا للقتل،كدنا نصطدم بنيزك لولا حدس الجدة
سرت بتؤدة أحاول تقبل هيئتي الجديدة...

كان قد سبق وأعارتني الجدة بعض ملابسها عندما كانت حية،بنطال قماشي واسع ومشد جلدي يتم إرتداؤه فوق الملابس..

كما قميص بأزرار فيروزية مسننة ،شعري تمرد عن لوالبه المعتادة بعد أن غسلته،فاسترسل همجياً ثائراً لخصري الدقيق بفعل المشد،حذاء ذا عنق إلى ركبتي وما إن نظرت إلى المرآة حتى رأيت فتاةً أخرى غير مارسيلينا الإبنة النبيلة المدللة،كنت أشبه قرصانة تغدو لغزوِ النجوم...

مررت خطاً فحمياً أسفل أهدابي...أراهن أن يتعرف علي طاقم الأشباح بالخارج...

سرت متخايلة بجمالي،أكاد أثقب السفينة غروراً،وما إن رأيت جايسون بمرمى نظري نفضت خصلاتي أبعثرها لأبدو جذابة وسرت نحوه بأناقتي الفطرية ..

رأيت كيف تجمدت أنظاره تعبر فوق طلتي الجديدة..
كيف نسي التنفس للحظات وعيونه الأشبه بأدغال ضارية تقدرني بأفكارٍ رجولية بحت..

ما جعل الحرارة تصعد لوجنتي وتنتابني لحظات الخجل المعتادة ما جعل كل ثقتي السابقة تتراجع على وطأة عيونه المغازلة...

"..صباح الخير أيها البحارة .."..صرخت أرفع يدي أحيي الرجال اللذين إبتسموا لي ببشاشةٍ وكلٌ منهم منصرف إلى عمله بسعادة،يبدون كمن إنتظر عقوداً لتتحرك هته السفينة،ليلمعوها ويقودوها برحلة إلى الفضاء...

"..تبدين رائعة صغيرتي.."..قالت الجدة بجذل وهي تعزز من غروري بدون أن تشعر...

عرفت الآن مما ورث القرصان الوسيم مناداة الناس بالصغار،لكنني كتمت السخرية وقلت بإمتنان عميق
"..هته ثيابك أيتها الجدة،أنا أشكرك لتخليصي من تلك الثياب البالية..."..

"..ثيابي رائعة.."..قال رجل بدين بحنق...

"..لابأس جورج أكمل نقل الأخشاب والفحم فحسب"

غادر المدعو جورج وهو ينظر لي بغضب ظريف جعلني أبتسم لا إرادياً،ما لاحظته أنني منذ أن فهمت ما يحصل حولي..أحاطت بخلجاتي سعادة لا مفهومة
بت أبتسم وأشعر بالإنتعاش كأنني إستحممت بمياه النعناع الأخضر...