رمش للحظة قبل أن ينتفض بعنف صارخاً كأنه كان يغرق على اليابسة..نظر إلى جسده يتفقده باحثاً عن أي أثر لمحاولة قتله أو إزالة إحدى أعضائه...
لكنه كان كما ترك سطح السفينة بنفس ثيابه السوداء
وسيفه الذي ترك غمده...فرك مؤخرة عنقه يحاول إستحضار بعض الذكريات التي أتت على هيئة شيطانة أفقدته وعيه...
شتم هامساً ينفض الغبار عن عباءته يدك الأرض نحو الخارج،هو كان بكبينته،أدرك ذلك ما إن إستنشق عطر النرجس المتيبس في الزاوية...
خطواته الغاضبة توقفت ما إن وطأ السطح الخشبي المصقول للسفينة...
فهناك بجانب السارية وقفت جدته بجوار رجل وأحد طاقمه..فتح شفتيه ليتحدث لكنه بهت وإضمحل فاهه حين إستدار الرجل الغريب والذي لم يكن غير والده...ربما كبر قليلاً وقل وزنه بدرجة كبيرة...
لكنه كان هناك،نفس الرجل الذي كان يمسك بكفه ويرشده نحو المحيط كأنما يده كانت خريطة منذ تركها أضاع الطريق ..
والده حي..هل هذا والده فعلاً؟!..أم أنه شيطان؟!..
إتسعت عيناه حين خرج من حالمية اللحظة على وقع الحقيقة،يستحيل أن يختفي والده لكل هته السنوات ويجدوه فجأة عند الشياطين سالماً معافى.."..من أنت..."..صدر صوته الأجش يجذب أنظار أكبر عدد من الطاقم...
إقتربت الحدة تطفو بكيانها الأثيري عيونها بدت لامعةً لعدم إستطاعتها ذرف الدموع...
"..جايسون،إنه والدك..تلك الصغيرة صاحبة اللسان الطويل أعادت والدك..."..
ضربت حقيقة أنه نسي ما خرج للبحث عنه كصفعة أفاقته من شروده فاقترب مسرعاً نحو الحدة يقبض على كتفيها..ليس فعلياً يعني...
"..أين مارسلينا،جدتي تحدثي هل إستطعتم إنقاذها من الشياطين،بحق الرب لما نبحر مجدداً فلنعد نحو مملكة أورس ونحطم جماجمهم لن أترك حبيبتي ليوم واحد هناك..."..سار يدك بقدميه الأرض الخشبية التي كانت تصدر صوتاً أشبه بالزلزال تحت وطأة خطواته...
حين إقترب من السارية سمع صراخ أحد الطاقم.
"..قبطان،هل نتجه نحو الحدود الشمالية؟!..."..
عقد حاجبيه يرغب بسؤاله عن مكان وجودهم لكن الصوت الناعم الذي شق السكون أجفله..
"..كلا برنار،أدر البوصلة عكس التيار قد نواجه موجة الكويكبات التي كادت تصدمنا المرة السابقة..."..
إنها هي،هتف قدماه تركضان بلا إرادة نحوها،هناك حيث وقفت بجانب العجلة الخشبية..
خصلاتها الأشبه بالعسل تتأرجح آخذةً أنفاسه تعقد حاجبيها ناظرةً نحو الخريطة بين كفيها ثم نحو الفضاء مجدداً...حبيبته حية،تقف هناك بهيئة لطالما رآها بها في أجمل أحلامه..قرصانة مثيرة بثيابها البنية الجلدية والقماشية الفضفاضة،سيفها المهدى يتدلى بجانب
خصرها الرقيق وكفها مربوطة بقطعة قماش صغيرة
".. مارسلينا.."..همس بصوتٍ خافت بدى كصرخة بين ضلوعه لنداء قلبه لا شفتيه لها...
أنت تقرأ
مـارسِلين
Fanficخاصة بمسابقة "قصص الهواة."... على شاطئ الأحلام إلتقينا وسفينة النجوم ما جمعنا...أنت قرصان وأنا أميرة والحب أضاع مراتبنا....✨