١٨_《خِيانَةٌ》

319 77 25
                                    

- سيد هنري!.

أردف الاثنان بالوقت ذاته بنطق اسمه حيث أدرك كلاهما، أنّ الرجل الّذي أمامهم يشبه السيّد هنري كولتون... المدير المتسلّط من عالمهم، بالطبع إذا تمّ تجاهل الندبة وملابسه، سيكون التشابه لدرجة التطابق، ولكنّه هنا بهذا العالم هو زعيم المتمرّدين، فنظر إليهم تايجون، نظرة شكّ، أمّا الأب، أمر الحرّاس بتحضير خيمته للضيوف، وبينما كان الحرّاس يأخذون فريدي إلى مكان آخر، أردفت إيزابيل بنبرة عالية:

-مهلاً... إلى أين تأخذونه؟

فنظر الأب، وتايجون إلى بعضهما، ثم سعل قليلاً، وأردف بنبرة لاح فيها شيء من الخبث:

- حسناً، أنا بالأصل أردت مقابلتك... من أجله.

قام الحرّاس بفكّ وثاقه، ثمّ دلف جميعهم إلى الخيمة أو بوصف أدقّ، كان مكاناً يشبه اليورت التركمانيّ، حيث يتكوّن اليورت من إطار خشبيّ مستدير واسع يحمل فوقه غطاء من اللباد، كانت مساحته واسعة، بشكل يخبر من يراها، أنّها مثل قاعات الاجتماعات للحاكم خلال المعارك، حيث كان داخلها طاولات عليها الكثير من الخرائط وأخرى كانت أسلحة متنوّعة ودروع حديدية، وكتب ذات أوراق متينة، كان بالوسط مَقْعَد فاخر لا يتناسب مع المكان، كان المقعد يشبه، تلك المقاعد المصنوعة في القصور الملكية.

جلس السيّد كولتون على هذا المقعد، أشار إلى ولده تايجون بأن يجعل إيزابيل على مقربة منه، وأمر الحرّاس بمغادرة المكان، ثمّ أشار لفريدي، ليكون على مقربة منه هو أيضاً، وأردف بنبرة عميقة:

- زعيمة... بل أقصد... إيزابيلا، فأنت لم تعودي زعيمة لنا من الْآنَ فصاعداً!  أريد تفسيراً أوّلاً قبل الإدلاء بأيّ شيء، بالمعركة الأخيرة مع الجرذ القابع هنا.

نظرت له إيزابيل بعدم فهم، فتابع حديثه:

- لقد اتّفقنا على كلّ شيء، ولكنّك فجأة أختفيتي والأدهى أنّ أحد حرّاسنا، بالفعل شاهدك وأنتِ تقاتلين مع هذا الأحمق. كيف يحدث ذلك، وأنت من وضع الخطّة، أنا لا أملك تفسيرا لما حدث! أثناء ترتيبك للخطة، لم تغضّ الطرف عن أيّ شيء، حتّى إنّها كانت بنظري... خطّة مثالية ومكتملة الأركان!

في غضون ذلك قامت إيزابيل بلعن اللحظة الّتي دلفت بها إلى هذا العالم، لا تعرف كيف تتعامل مع هذا الوضع، لا تعرف شيئا عن ماضي إيزابيلا، لا تعرف شيئا عن نواياها، ثم تذكرت ما أخبرها به فريدي من قبل، حينما تحدث عن نبل نوايا إيزابيلا، وأنه يشعر بأنها لن تخون عائلتها.

تنهدت وتمنت أن يكون مخطئاً نحوها، إن كانت حقًا لم تخن أهلها، وإنما خانت هؤلاء الأشرار، فحتمًا نهايتها ستكون مأساوية، ثم نظرت إلى فريدي، ولكنّه كان بالحيرة ذاتها، نكّس رأسه يفكّر، ثمّ قال بصوت مسموع:

صخرة الفِرتاس. ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن