٢_ 《صَدْمَةٌ》

969 117 108
                                    

أخذ يجول بناظره ليجد مطعمًا غير مكتظ بالبشر، لكن لم يحالفه الحظ، تأفف بداخله، وأخذ يُحَمِّلْ مديره المتسلط، نتيجة تغيير نمطه اليومي

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

أخذ يجول بناظره ليجد مطعمًا غير مكتظ بالبشر، لكن لم يحالفه الحظ، تأفف بداخله، وأخذ يُحَمِّلْ مديره المتسلط، نتيجة تغيير نمطه اليومي.

التف ليكمل رحلة بحثه عن مكان لتناول الطعام، وجد أمامه مطعم قديمًا...توقف لهُنيهة؛ ليدرك أنه قبل التفافه للمغادرة، لم يكن لهذا المطعم أيه وجود.

مسح نظارته الطبية بأكمام بذلته ليتأكد مما يراه، ولأنه رجل منطقي، أخذ يتفكر في كيفية عدم تذكره لهذا المطعم إطلاقا، لم يره بهذه المنطقة، ولم يسمع أحداً يتحدث عنه من قبل، أيمكن أن يصاب بمرض الزهايمر بهذا السن أو ربما قضائه ساعات الطويلة أمام الحواسيب وقراءة المقالات، أتلف خلايا مخه بالفعل!

لم يلبث إلا بضع ثوانٍ، ثم قرر أن يدلف إلى المطعم، دقق النظر فوجده من الخارج كتلك المطاعم الشعبية، مطعم صغير حيث تراكمت الأتربة على اللوحة التي تحمل اسم المطعم "فينيتاس"، والتي كانت مثبتة من أحد طرفيها فقط، وكانت حروف اللوحة، مطفأة وبمجرد أن فتح الباب، أُضيئَت حروف اللوحة، لحظة ثم أطفأت كالسابق.

ثم رفع رأسه وجال بناظره، فوجد المطعم فاخراً من الداخل، على غير ظاهره، قاعة واسعة ونظيفة لحد اللمعان، طاولات فخمة، ولكن لا زوار، فأصبح فاغر الفم مما يراه.

رحب به نادل المطعم، الذي كان مظهره غريبًا هو الآخر، كان يرتدي بذلة فاخرة، تعود بك إلى القرون الوسطى وشعره الأسود الأملس الطويل مربوط بشريط واسع لونه أخضر، وعيناه كانت زرقاء ساحرة، تجبر من يراها أن يحدق بها لهُنيهة، يتأملها.

سأله النادل بصوت هادئ وعميق:
- ماذا تريد أن تأكل... سيد فريدي؟

أجابه فريدي بعفوية:
- أي شيء يؤكل وسريع...

تواً... أدرك فريدي أن النادل ناداه باسمه، التف إليه، وأردف يسأله بتعجب:

- مهلاً، هل ناديتني باسمي!؟

ابتسم له النادل مؤكداً له أنه لم ينطق باسمه، كيف وهي المرة الأولى، التي يتقابلان فيها! أُحْرَّجْ فريدي قليلاً، وتسائل بخاطره عن غرابة هذا اليوم وغرابة هذا المطعم والنادل، كما أن وجود هذا المطعم شاغراً بأوقات كهذه، زادت من شعوره بالغرابة.

صخرة الفِرتاس. ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن