٢٢_《بَوّابَةُ أولِيكْسَّانْ》

331 74 15
                                    

بعد أن أردف بعبارته، تمتمت إيزابيل بكلمات غير مفهومة وبينما كان فريدي، يتحقق من حالتها، فُتِحت البوابة ودلف الأشخاص الواقفون، خلف البوابة، فقام السيدة صاحبة التاج والعباءة البيضاء بكسر الجزء الظاهر من السهم، ثم كانت تحاول نزع السهم من كتف إيزابيل، وأخذت تقول بعض الطلاسم السحرية، فنزع فريدي يدها بسرعة فائقة وهو يردف:
- ما الذي تفعلينه بها؟

فاقترب منه أصحاب العباءات الثلاث، تحفزا له من هذه الحركة، فقامت هي برفع كفها، في إيماءة منها، أن يتركنه وشأنه، وأردفت:
- الفتاة، يجب معالجتها، لذا أتركها لي، اتركني للحظة، حتى انتهى.

ثم نظرت باتجاه قلبه وأردفت:
- وعلاجك أنت أيضا... سيتم، إن عولجت هي.

فأردف فريدي بنبرة لاح بها بعض القلق:
- إذا في الأقل، من أنتِ؟

ارتسمت ابتسامة خافتة على ثغرها، وأردفت بنبرة عميقة:
- أنا المعلمة الكبيرة والحاكمة لمملكة أوليكسان

نظر لها فريدي بنظرة شك، فأردفت تقول:
- هل لي أن أعالجها أولا، ومن بعد ذلك، نواصل حديثنا؟

تفكر فريدي قليلا، إن كان من الممكن هذا الأمر قد يضرها، ولكنه لا يعرف سبيلا لمعالجتها، لا يعرف شيئاً عن أوليكسان ولا عن السيدة التي يراها، لذا قرر أن يمضي بمعالجتها عن طريق السيدة التي أمامه، فلا خيارات أمامه متاحة، غيرها.

هز رأسه إيجابا، ثم أكملت ما بدأت، بعض من الطلاسم السحرية، التي كانت تقولها بصوت خافت وهي مغمضة العينين، لم يرمش لفريدي جَفْن خلالها، خَشْيَة أن تقوم بأي شيء قد يؤذي إيزابيل، قطع تحديقه صوت سعال إيزابيل، فنهض مسرعاً، ممسكاً بيديها، قائلا:

- إيزابيل، هل تسمعينني؟ هل تتعرفين علي؟.

فنظرت له بعيون نصف مغلقة، لتجده بحالة يرثى لها، عيناه حمراوان، وأثار الدموع على وجهه ويديه كانت باردة من القلق، فأردفت قائلة بصوت خافت:
- إن كنت أنت فريدي الذي كنت معه في وقت سابق بالإمبراطورية، فإجابتي هي نعم.

أوشك أن يعانقها  كما يعانق الشخص، ما لا يريد إفلاته، إلا أنه تراجع باللحظة الأخيرة، لأنه وجد ذلك غير  لائق لإيزابيل،ثم أردف  بصوت باكِ:
- حمدا للرب، أشكرك يا إيزابيل إنكِ على قيد الحياة.

لم تستوعب إيزابيل ما قام به فريدي، ولما هو حالته مزرية بهذا الشكل، ربما هذا بسبب أنها أنقذته، فكان هذا لشعوره بالذنب، هل الاعتراف الذي استمعت إليه، لم يكن حلماً؟ ثم قطع تفكيرها، السيدة ذات العباءة البيضاء، لذا سألت، بترقب:
- عذرا، من تكون هذه السيدة؟

ثم شاورت باتجاه أصحاب العباءات الملونة، في دهشة من طبيعة مظهرهم الغريبة، قد يبدوا مظهرهم يشبه البشر، ولكن كان هناك شيء مبالغ بهم وخاصة السيدة العجوز، وأردفت تتساءل:
- ومن هؤلاء؟

صخرة الفِرتاس. ✓حيث تعيش القصص. اكتشف الآن