...
...
.. ( خفقت النسائم بأفئدة من على متن تلك الباخرة العملاقة)..
.. ( كلٌ منهم متلهف للوصول للندن، كي تستقبله تلك الأضواء القرمزية المائلة للسواد و يرفع نخبه محيياََ جلالة الملكة بكأس من خالص الدماء)..
.. ( أنظارهم تتفرس المحيط الذي بدا لهم قرمزياََ فقد بسطت الشمس فيه خيوطها، إنه الغروب الذي ينتزع الهم من الخواطر و يزرع الإطمئنان لمجرد النظر إليه.. لكن هذا لم يكن بالنسبة لمصاصي الدماء أولاء
كان الغروب يجعلهم متراقصين على أنغام الكمان الصادرة من فرقة العزف و كأنهم يرقصون الفالز تحت ضوء القمر.
كان يجعل مكنوناتهم تظهر على العلن من ابتسامات و كلمات و إبتغاءات
.. كان ذلك يوم الإعتراف!
).... ( اتجه الكونت " روثفين" إلى إحدى الشرف و قد كان شارداََ إلى حد ما)..
روثفين : ماذا.. تكون هذه الرائحة؟
.. ( عصفت بعقله بعض التساؤلات و لربما كانت بفعل دوار البحر)..
.. ( أوقف مسيره عند شرفة مرتفعة حيث تقف الأنسة ذات الشعر الأسود الحريري و الذهن الشارد)..
.. ( اقتحم الكونت شرودها و أوقظها منه بكلامه)..
روثفين : " فلوريانا"..
فلوريانا : "روثفين"؟!
روثفين : فيما أنتِ شاردة؟
فلوريانا : لا.. ما من شيء مهم..
روثفين : لمَ لا تنزلين لتزيلي عن نفسك بعض الملل؟
فلوريانا : أشعر ببعض الألم في قدمي بسبب الحذاء.. مع الأسف.. لن أستطيع النزول.. بعيداً عن أن هذا الحفل رتيب تماماً
روثفين : يبدو أن كل الحفلات بالنسبة لكي سيان
فلوريانا : ما من شيء مميز في هذه الحفلات غير أن بعض الحمقى يحضرون القليل من الدماء رفيعة المستوى
روثفين : ألا تفكرين إلا في معدتك؟ ¬_¬
فلوريانا : و ماذا إن أجبتك بنعم؟
.. ( تنهد " روثفين" بقلة حيلة و جلس على الكرسي المقابل لها)..
روثفين : لا تزال الرحلة طويلة بعض الشيء
فلوريانا : ما زال أمامنا ساعتان حتى نصل
روثفين : ألا تلاحظين شيئاً غريباً؟
فلوريانا : هممم؟
روثفين : إن هناك شيئاً غريباََ في هذه الباخرة..
فلوريانا : لم أفهم مقصدك
روثفين : هناك رائحة غريبة.. إنها رائحة زكية و غريبة
فلوريانا : لربما يعدون وليمة ما.. أنفك خارق كالعادة
روثفين : إنها أبعد ما يكون عن رائحة الطعام.. إنها رائحة طيبة كما لو كانت زهرة نقية تعبق برائحة الندى
فلوريانا : هل تحاول أنت تبدو شاعرياََ معي ¬_¬
روثفين : لا ¬_¬ .. خذي الأمر بجدية
فلوريانا : لم أستنشق شيئاً مشابهاََ.. رائحة الدم هنا أقل من عادية.. و ما من رائحة لفتت انتباهي
روثفين : ماذا تعتقدين حولها؟
فلوريانا : قبل كل شيء.. لمَ تعتقد أن هذه الرائحة مُريبة و وجودها غريب؟
روثفين : إنني أملك أكبر حديقة زهور في " ألتوس باريس".. هذه الرائحة.. لم أستنشقها من قبل.. بالإضافة إلى أنها تعطي شعوراََ غريباََ
فلوريانا : هل يصح وصفها بأنها مخدرة؟
روثفين : إنها تخدر الحواس إلى حد ما.. من النادر أن أتأثر بأي رائحة كانت.. و لذلك أراها مريبة
فلوريانا : هل أنت الوحيد الذي تحس بها؟
روثفين : ليس لدي فكرة عن الآخرين.. و لكن خروجهم عن طورهم و تصرفهم بهذه الأريحية ليس مألوفاََ
فلوريانا : كل منهم يظهر على حقيقته.. كما لو كان عقلهم مخدر و ما يحركهم هو غرائزهم
روثفين : تماماً.. إنهم يشربون الدماء بنهم و يترنحون
فلوريانا : إلى أي مدى تعتقد أنك تأثرت؟
روثفين : بإمكانك القول أن لدى جسدي أضاد تجاه أي شيء كان
فلوريانا : كيف ذلك؟
روثفين : في عالم مصاصي الدماء .. لكل فرد شيء يخصه، ميزة خاصة، قدرة خاصة.. كل أسرة أو كما يسميه البعض.. " نسل" أسرة معينة يمتاز بقدرة ما.. قُسمت الأسر تحت مسمى العشائر في فترة من الزمان و بالتالي بات عالم مصاصي الدماء مُقسماََ لفئات كثيرة.. منها " سبيروس" الذين يمتازون بقدرتهم على تحويل البشر لمصاصي دماء حين يعضونهم و بالإضافة لذلك فهم قادرون على جعل فريستهم جافةََ تماماً و هم يلجؤن لتجفيف فرائسهم تحاشياََ لتحولهم، و لدينا الـ " أرشيفيست" الذين يمتازون بقدرتهم على رؤية ذكريات الشخص بمجرد شرب دماءه و لدينا الـ " سكروس" الذين يملكون القدرة على التلاعب بالسجل السينمائي للبشر أي.. ذكريات حياتهم
فلوريانا : ماذا عن قدرة أسرتك؟
روثفين : بإمكانك اعتبارها مناعة إلى حد كبير
فلوريانا : هل تريد مني أن أصدقك؟
روثفين : أجل ^^
فلوريانا : العبها على غيري.. سأسمح لك بالتحفظ حالياََ.. و لكن.. ألا تعتقد أن بقدرتك عيباََ ما لتأثرك بهذه القدرة؟
روثفين : قلنا أننا سنعتبرها اعتباراً
فلوريانا : أن لا تكشف قدرتك أو لنقل.. ورقتك الرابحة لمن حولك يجعلك أشد قوة..
روثفين : يبدو أنكِ فهمتي مقصدي
فلوريانا : و لكنه من الجارح أن لا تثق بأقرب الناس إليك
روثفين : عزيزتي.. إنكِ تخفين عليّ بعض الأمور.. ما رأيك بأن تكون هذه الطالولة التي نجلس حولها.." طاولة الاعتراف"
يتبع..
أنت تقرأ
Vanitas No carte "sperus"
Vampire.. إنها أمسية باردة .. ياله من قمر قاتم اللون، قرمزي كدماء البشر .. " نوي" هل سبق ان سمعت بالـ " سبيروس"؟ .. لا، لم أسمع بهم من قبل .. إذاً استمع لقصتهم كاملة . . إنها " تيرا"، الباخرة التي على متنها مئاتٌ من حاملي اللعنات . . ..أين نحن؟ .. ه...