{قَضِيّةْ وَ اِتِّهَاْمْ .. ٤ .. }

54 3 0
                                    

...
...
.

. ( خفقت النسائم بأفئدة من على متن تلك الباخرة العملاقة)..
.. ( كلٌ منهم متلهف للوصول للندن، كي تستقبله تلك الأضواء القرمزية المائلة للسواد و يرفع نخبه محيياََ جلالة الملكة بكأس من خالص الدماء)..
.. ( أنظارهم تتفرس المحيط الذي بدا لهم قرمزياََ فقد بسطت الشمس فيه خيوطها، إنه الغروب الذي ينتزع الهم من الخواطر و يزرع الإطمئنان لمجرد النظر إليه.. لكن هذا لم يكن بالنسبة لمصاصي الدماء أولاء
كان الغروب يجعلهم متراقصين على أنغام الكمان الصادرة من فرقة العزف و كأنهم يرقصون الفالز تحت ضوء القمر.
كان يجعل مكنوناتهم تظهر على العلن من ابتسامات و كلمات و إبتغاءات
.. كان ذلك يوم الإعتراف!
)..

.. ( اتجه الكونت " روثفين" إلى إحدى الشرف و قد كان شارداََ إلى حد ما)..
روثفين : ماذا.. تكون هذه الرائحة؟
.. ( عصفت بعقله بعض التساؤلات و لربما كانت بفعل دوار البحر)..
.. ( أوقف مسيره عند شرفة مرتفعة حيث تقف الأنسة ذات الشعر الأسود الحريري و الذهن الشارد)..
.. ( اقتحم الكونت شرودها و أوقظها منه بكلامه)..
روثفين : " فلوريانا"..
فلوريانا : "روثفين"؟!
روثفين : فيما أنتِ شاردة؟
فلوريانا : لا.. ما من شيء مهم..
روثفين : لمَ لا تنزلين لتزيلي عن نفسك بعض الملل؟
فلوريانا : أشعر ببعض الألم في قدمي بسبب الحذاء.. مع الأسف.. لن أستطيع النزول.. بعيداً عن أن هذا الحفل رتيب تماماً
روثفين : يبدو أن كل الحفلات بالنسبة لكي سيان
فلوريانا : ما من شيء مميز في هذه الحفلات غير أن بعض الحمقى يحضرون القليل من الدماء رفيعة المستوى
روثفين : ألا تفكرين إلا في معدتك؟ ¬_¬
فلوريانا : و ماذا إن أجبتك بنعم؟
.. ( تنهد " روثفين" بقلة حيلة و جلس على الكرسي المقابل لها)..
روثفين : لا تزال الرحلة طويلة بعض الشيء
فلوريانا : ما زال أمامنا ساعتان حتى نصل
روثفين : ألا تلاحظين شيئاً غريباً؟
فلوريانا : هممم؟
روثفين : إن هناك شيئاً غريباََ في هذه الباخرة..
فلوريانا : لم أفهم مقصدك
روثفين : هناك رائحة غريبة.. إنها رائحة زكية و غريبة
فلوريانا : لربما يعدون وليمة ما.. أنفك خارق كالعادة
روثفين : إنها أبعد ما يكون عن رائحة الطعام.. إنها رائحة طيبة كما لو كانت زهرة نقية تعبق برائحة الندى
فلوريانا : هل تحاول أنت تبدو شاعرياََ معي ¬_¬
روثفين : لا ¬_¬ .. خذي الأمر بجدية
فلوريانا : لم أستنشق شيئاً مشابهاََ.. رائحة الدم هنا أقل من عادية.. و ما من رائحة لفتت انتباهي
روثفين : ماذا تعتقدين حولها؟
فلوريانا : قبل كل شيء.. لمَ تعتقد أن هذه الرائحة مُريبة و وجودها غريب؟
روثفين : إنني أملك أكبر حديقة زهور في " ألتوس باريس".. هذه الرائحة.. لم أستنشقها من قبل.. بالإضافة إلى أنها تعطي شعوراََ غريباََ
فلوريانا : هل يصح وصفها بأنها مخدرة؟
روثفين : إنها تخدر الحواس إلى حد ما.. من النادر أن أتأثر بأي رائحة كانت.. و لذلك أراها مريبة
فلوريانا : هل أنت الوحيد الذي تحس بها؟
روثفين : ليس لدي فكرة عن الآخرين.. و لكن خروجهم عن طورهم و تصرفهم بهذه الأريحية ليس مألوفاََ
فلوريانا : كل منهم يظهر على حقيقته.. كما لو كان عقلهم مخدر و ما يحركهم هو غرائزهم
روثفين : تماماً.. إنهم يشربون الدماء بنهم و يترنحون
فلوريانا : إلى أي مدى تعتقد أنك تأثرت؟
روثفين : بإمكانك القول أن لدى جسدي أضاد تجاه أي شيء كان
فلوريانا : كيف ذلك؟
روثفين : في عالم مصاصي الدماء .. لكل فرد شيء يخصه، ميزة خاصة، قدرة خاصة.. كل أسرة أو كما يسميه البعض.. " نسل" أسرة معينة يمتاز بقدرة ما.. قُسمت الأسر تحت مسمى العشائر في فترة من الزمان و بالتالي بات عالم مصاصي الدماء مُقسماََ لفئات كثيرة.. منها " سبيروس" الذين يمتازون بقدرتهم على تحويل البشر لمصاصي دماء حين يعضونهم و بالإضافة لذلك فهم قادرون على جعل فريستهم جافةََ تماماً و هم يلجؤن لتجفيف فرائسهم تحاشياََ لتحولهم، و لدينا الـ " أرشيفيست" الذين يمتازون بقدرتهم على رؤية ذكريات الشخص بمجرد شرب دماءه و لدينا الـ " سكروس" الذين يملكون القدرة على التلاعب بالسجل السينمائي للبشر أي.. ذكريات حياتهم

فلوريانا : ماذا عن قدرة أسرتك؟ روثفين : بإمكانك اعتبارها مناعة إلى حد كبير فلوريانا : هل تريد مني أن أصدقك؟ روثفين : أجل ^^فلوريانا : العبها على غيري

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.


فلوريانا : ماذا عن قدرة أسرتك؟
روثفين : بإمكانك اعتبارها مناعة إلى حد كبير
فلوريانا : هل تريد مني أن أصدقك؟
روثفين : أجل ^^
فلوريانا : العبها على غيري.. سأسمح لك بالتحفظ حالياََ.. و لكن.. ألا تعتقد أن بقدرتك عيباََ ما لتأثرك بهذه القدرة؟
روثفين : قلنا أننا سنعتبرها اعتباراً
فلوريانا : أن لا تكشف قدرتك أو لنقل.. ورقتك الرابحة لمن حولك يجعلك أشد قوة..
روثفين : يبدو أنكِ فهمتي مقصدي
فلوريانا : و لكنه من الجارح أن لا تثق بأقرب الناس إليك
روثفين : عزيزتي.. إنكِ تخفين عليّ بعض الأمور.. ما رأيك بأن تكون هذه الطالولة التي نجلس حولها..

" طاولة الاعتراف"

يتبع..

Vanitas No carte "sperus" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن