{خَطّْ أَحْمَرْٰ .. ٢..}

29 1 0
                                    

.
.
.
.سيرو : أمتأكد أنها طريقة جيدة تحاور فيها جنرالاً؟!

.. ( نعم!
كان ذلك ذلك صحيحاً .. " سيرو ماكوتشي " كان هو جنرال الملكة الذي وصل قرار الإعدام الذي أصدرته الملكة على لسانه .. كان هنا بالفعل)..

.. ( في هذه اللحظة .. استذكر الكونت " جورج " كلام أميرة سبيروس حين قالت له أنهم قد يكونون مطاردون، يبدو أن إحساسها صدق!)..

.. ( حين رأى الكونت " جورج " شخصاً مثل الجنرال " سيرو " حال من شخصيته للشخصية المبتذلة الوقحة المتغطرسة التي حرص على إظهارها منذ أن صعد على السفينة) ..

.. ( كانت صورة لرجل يائس .. لا أمل له في حياته، يدرك أن ما من أيام كثيرة أمامه فقضى أيامه الأخيرة بأسوء  طريقة ممكنة)..

.. ( كان التواصل البصري بين كليهما مليئاً بالشرار و الغلَّ على ما يبدو)..

جورج : إعذر وقاحتي .. لم انتبه
سيرو : لنتغاضى عن كلامك.. ما الذي تفعله هنا؟
جورج : إنها المرة الثالثة التي تطرح فيها السؤال عينه! .. أرى أنك مهتم جداً
سيرو : لمَ لا أهتم بأمر متهم؟!
جورج : آه صحيح.. نسيت أنك من جانب القانون
سيرو : سيد " جورج" سبق و أن تغاضينا عن كلامك السابق.. لا داعي للتغاضي أكثر من ذلك.. صحيح؟
جورج : ما بك أيها الجنرال.. كنت أحاول أن أكون لـ..

.. ( قاطعه صوت الجنرال الجاد ذو النبرة الحادة و النظرات القاسية)..

سيرو : هل أعتبر وجودك على ظهر باخرة ملكية متجهة إلى لندن تجربة حظك في الهرب؟
جورج : أنا؟
سيرو : و هل يوجد شخص آخر غيرك؟
جورج : من يدري؟

.. ( عبث رد الكونت " جورج" بتعابير الجنرال الملكي الواقف أمامه، و لكن سرعان ما أعاد تعابيره للجدية)..

.. ( اقترب الكونت " جورج" من " سيرو" بضع خطوات و تكلم بنبرة جادة منخفضة نسبياً)..

جورج : أيها الجنرال .. هل رأيت شخصاً عاقلاً يهرب من الموت من قبل؟!

.. ( كبح " سيرو" ارتباكه عقب سؤال " جورج" ذاك، نظر له بتعبير ساخر و رد)..

سيرو : لم أرى في حياتي شخصاً لا يهرب من الموت
جورج : أولئك الذين يهربون من الموت متمسكين بحياتهم..

.. ( رفع الكونت " جورج" سببابته مشيراً لقلب الجنرال " سيرو")..

جورج : تكون قلوبهم موبؤة بالدنيوية

.. ( رفع سبباته لتقابل جبين الجنرال " سيرو" و اعتلت نظرة السخط و الشفقة وجه الكونت)..

جورج : و تكون عقولهم آثمة و تبحث عن فرصة للتكفير ..وحدهم الحمقى الغير عاقلين من يفضلون الحياة عن الموت!

.. ( ارتعد حاجب الجنرال الأيمن، لا يمكنه إخفاء قلقه من تصرفات الكونت)..

سيرو : و لكن ألا ترى معي أنك أكبر آثم هنا؟

.. ( أرخى الكونت اصبعه و تراجع بمقدار خطوتين، نظر للجنرال بعد أن اجتاحه تعبير فارغ)..

جورج : كونك آثماً لا يعني بالضرورة أن تكون راغباً بالتكفير

.. ( لمَ قد يكفّر المرأ عن ذنب ليس بذنبه؟!
لم تكن عشيرة " سبيروس" مذنبة، لقد وّجهت أصابع الاتهام لهم لمجرد امتيازهم بذاك النهم اللعين للدماء، ذاك الذنب في خرق المعاهدة و التسبب بموت الكثير من البشر.. لم يكن ذنبهم فلمَ يكفّرون عنه؟ )..

.. ( أن تتم محاصرتهم من قِبل الملكة و مجلس الشيوخ و كذلك الجنرال، على أنهم المذنبين، هذا وضعهم بين فكيّ الأسد!
لا يمكنهم أن يصدحوا بأصواتهم ليزيلوا التهمة عنهم، إنهم آثمون بالنسبة للجموع، و لكنهم غير مذنبين في الواقع هذا ما يجعلهم غير راغبين بالتكفير و هذا يظهرهم بصورة الآثمين الحقراء و الدنيئين )..

جورج : لا أريد أن أهرب من الموت.. لماذا؟.. لأنني لست أحمق أو غير عاقل ..

.. ( " لن أجني شيئاً من حياة أحاطها الذل، حياة موسومة بوصمة عار فحواها قاتل".. تراجع الكونت " جورج" عن قول هذه الجملة بعد أن أدرك أن ذلك سيزيد الطين بلة ليس أكثر)..

.. ( رمقه الجنرال بنظرات ساخطة ثم تنهد بضيق)..

سيرو : سواءً كنت تحاول الهرب أو أنها محاولة للإستجمام قبل الموت فذلك ليس بالأمر المهم لي.. أنت تحت ناظري
جورج : شكراً لعنايتك بي.. عن إذنك

.. ( التفت الكونت للجهة الأخرى و سار مبتعداً متجاهلاً أي رد فعل للجنرال)..

Vanitas No carte "sperus" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن